منا نحن سكان هذه الأرض لمن يملك الأرض و من عليها...
هناك الكثير من القهر في هذا العالم أكبر مما يستطيع الأمل أن يزحزحه عن صدورنا...
".....فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر
سجون متلاصقة
سجان يمسك سجان" ( مظفر النواب )
يزين هذه العتمة رجال العسس , يشرفون بوجوههم المخيفة على حياتنا , و هم يحمون "النظام العام" من المارقين الملعونين , هاتفين للجنرال
"و يجيء نباح الغستابو :
" يحيا القائد " ( نجيب سرور ( فرج الله و الغستابو )
وسط عتمة الليل الطويل و على وقع خطوات العسس لا نستطيع أن نميز ضوء الصباح المنتظر , لعلها العتمة الأبدية التي نعيشها , ربما ليس أمامنا أي خيار آخر لكننا لا نملك إلا أن نقتل اليأس بالحلم ليس بوسعنا إلا أن نعشق الضوء الذي لا نراه و لا نعرف إذا كنا سنراه لأنه ببساطة لا يمكننا مهما بلغ اليأس منا أن نعشق الظلام و لا أن نقبل بالقهر مصيرا أبديا لنا..
"لو علم الغافلون ما فاتهم من لذة العارفين لماتوا كمدا"
( أبو سليمان الداراني )
قد يكون قدر الإنسان أن يحيا مقهورا أن يبحث عن حلم لا يأتي أو عن حلم مثقل بالزيف..الغد بالنسبة لنا واقع مجهول يغلفه القلق و اليأس و الأمل و التعب..هذا الغد القادم لسنا جاهزين بعد لاستقباله..لكن على الرغم من كل شيء يأتي صوت الضحية لا يعرف الصمت خارقا سكون هذا الليل : "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" ( حديث نبوي )..يبحث الإنسان عن أشياء أكثر تواضعا من إنسانيته يبحث عن تفاصيل بقائه على قيد الحياة , يتغير كل شيء و يبقى القهر على الدوام جاثما على أرواحنا..يبقى لنا في النهاية حق أخير كالذي يعطى لمن ينفذ به حكم الإعدام لا يستطيع حتى أعتى الطغاة أن يصادره هو حقنا في الحلم , بل لعل الحلم هو الحقيقة الوحيدة التي نعيشها في هذا العالم..
اقتلوني يا ثقاتي فإن في قتلي حياتي
و في حياتي موتي و في موتي حياتي ( الحلاج )
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية