أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شكرا أدونيس ... د. جمال شحادة

نشر الأديب الناقد أدونيس مقالا تحدث فيه للمرة الثالثة عن اللحظة السورية : الاختيار والقرار بين فيه ضرورة أن يكون الجيش لحماية الشعب وليس لمجابهة الشعب ولحماية النظام ، وذم الاقتتال من أجل السلطة التي طالبها بعدم العناد قبل فوات الأوان ثم حث الجميع على اختيار الأبقى في لحظة الاختيار المصيري، بين «الحزب»، أياً كان، و«الشعب»، أياً كان، لا يمكن التردد في اختيار الشعب. ثم قال :هناك شبه إجماع بين الفئات التي تمثل ذروة الوعي في سوريا، على رفض النظام الذي يقوده هذا الحزب. لا بد إذاً، من أن يصغي إلى هذا التحدي، ومن أن يستجيب له، بحيث يكون شريكاً في التحول، لا عائقاً.".... وإلا فإنه يضع نفسه موضع الطاغية الذي يريد أن يحمي نظامه بالسلاح (الذي دُفع ثمنه من خبز هذا الشعب) وأن يفرض إرادته بقوة هذا السلاح. وبهذا يعطي هو نفسه الشرعية للثورة عليه، والإطاحة به، وإقامة نظام آخر.

جاء مقال الأديب الكبير في نيف وعشرين سطرا إلا أنه اكتنز بما هو فوق الوصف من حيث كونه توصيف لحال النظام ووصفة طبية له لينأى عن جرّ سورية وشعبها كله إلى مستنقعات هي بغنى عنها .
نعم الآن أنت الأديب الذي كان عليه قول هذا الكلام من عقود أنت الآن تمثل قيم العلم والأدب والإنسانية والأخلاق والشعب كل الشعب التي يجب أن يتحلى بها الأديب والناقد والأستاذ ، الآن بكلامك هذا الصادر عن وعي وإدراك عميق تسكن في قلوب كل السوريين بدون استثناء ، لم يكن الشعب السوري طائفيا البتة في يوم من الأيام طول الدهر نعيش إخوة متحابين واليوم هذا النظام الفاسد سريدها حربا طائفية ولكن هيهات فالسوريون من كل أطيافهم واعون مثقفون لا يلقون بالا إلى هذا الكلام ويديرون ظهورهم نحوه ، ولما فشل النظام بطرح كل أوراقه بدا في هذا اليوم بالذات ورقة الاغتيالات فهاهو يغتال في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب صباح اليوم الدكتور سمير قناطري نائب نقيب صيادلة سورية ورئيس فرع الحزب القومي السوري في أدلب. ...وكأنما بدا يقفو ما مر به النظام في عهد الجزار الأكبر في اغتيال الشهيد محمد الفاضل رحمه الله وأمثاله متهما الإخوان المسلمين يومها ، والإخوان بريئون من دم الفاضل والعلماء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، النظام ومن يدور في فلكه كاذب وإعلامه كاذب هاهو يزور بيان رابطة علماء الشام على قنواته وتبعتها قناة المنار في التزوير والبيان موجود على الشبكة في صورة واضحة وهو موجود في هذا الموقع الأغر ، النظام يعرض فيديو إلقاء جثث لجثامين شهداء في نهر ويقول العصابات المسلحة قتلتهم وهم من العسكريين والأمن وألقتهم في العاصي علما أن العاصي لا يجري في الزمن الذي ألقيت فيه الجثث من جهة وأن من كانوا يلقون الجثث يسبون الدين ويشتمون بلهجة الشبيحة وهم معروفون بشتم الدين عرفا وعادة بعكس أهل حماة الذين يتحرجون من سب الدين بخاصة ومن يسب الدين يعدونه كافرا وكلنا نعلم ذلك النظام كاذب باختصار ونحن مع مثقفينا وأنت يا أدونيس يجب أن تكون شمعتهم ومع علمائنا وفنانينا وقيادات شوارعنا ولو كانوا في العشرينيات فلا يعيبنا ولو كنا في الستينيات من عمرنا أن يكون من قادتنا أولئك الشباب الثائر الذين نذروا أنفسهم في نشدان الحرية .


(102)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي