أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشبيحة - حلقة بحث... محمد عيسى الموسوي

الشبيحة – حلقة بحث
في اللغة العربية يقال: شَبَحَ زيدٌ عمراً أي مدّه ليجلده أو مدّهُ كالمصلوب أما شَبّح فهي المبالغة في الفعل فيقال شبّح الشىء أي مد عرضه أو قشره (سلخ جلده عن عظمه). و هكذا فالشبيّح هو من قام بفعل التشبيح.
هذا من حيث اللغة أما في السياسة فان مصلح / شبيح/ ليس حديثاً وقد نشأ للدلالة على واحد من أفراد عصابة، غالباً مسلحة، متورطة بعمليات تهريب سلع مختلفة في أثناء تواجد قوات الردع السورية على الاراضي اللبنانية حيث كانت قيادات هكذا عصابات تستخدم سيارات ماركة مرسيدس بنوافذ من زجاج مدخّن اطلق عليها اسم الدلع "شبح" و بالتالي فان قائد هذه المركبة يسمى "شبيحاً". بشكل عام تخصصت عصابات الشبيحة هذه بتهريب السيارات من لبنان الى سورية. حيث غضت السلطات الطرف عن تصرف هذه العصابات التي صارت تتصرف بمثابة ميليشيات الظل عند الحاجة.
يقول النازحون من المناطق الشمالية الغربية في سورية ان الشبيحة ظهرت خلال الانتفاضة و استعانت بها الحكومة السورية لتنفيذ ما يسمى "سياسة الارض المحروقة"، احراق جثث، مداهمة منازل، واطلاق نار عشوائي. وفي نيسان 2011 صرح /وسام طريف/ أن الشبيحة هم الذين يديرون العمليات في حمص ووسام هذا هو مدير مجموعة حقوقية تدعى "انسان"، ويفيد شهود عيان أن الشبيحة قتلوا في حمص 21 شخصاَ على الاقل خلال و خلال يومين فقط من شهر تموز لذلك فإن الاعلام السوري لا يحيد عن الحقيقة عندما يقول أن الشهداء في هذا الموقع أو ذاك سقطوا بفعل عصابات ارهابية مسلحة و الاعلام السوري انما يشير بذلك الى عصابات الشبيحة!
لعصابات الشبيحة ثلاثة مراكز رئيسة في سورية: الغربي وهو المسؤول عن العمليات المتبادلة مع لبنان ثم الجنوبي المتخصص بالتهريب عن طريق الاردن و أخيراً الشمالي تحت ادارة منذر و فواز الاسد (أولاد جميل شقيق الرئيس الراحل حافظ) ويعتقد انهما كانا يديران العمليات في جسر الشغور
قاومت أجهزة الأمن السورية عصابات الشبيحة مثل عصابة نمير الاسد الذي اعتقل عقب عملية سطو مسلحة على أحد البنوك في اللاذقية و لكنها لم تقض عليها قضاءَ مبرما كما فعلت مع تنظيم الاخوان وانما حشرتها في "أقفاص" كما الوحوش في حدائق الحيوان لتفلت عقالها عند الحاجة.
تقسم الشبيحة الآن الى قسمين رئيسين: الاختياري و الالزامي. فالاختياري هو الشبيح الذي رضي بهذه المصلحة كمصدر للرزق اما الالزامي فتندرج تحته فئات مسكينة من الشعب لا حول لها و لا قوة مثل عمال البلدية (= الزبّالة) و عمال سوق اللحوم المركزي في الزبلطاني في العاصمة دمشق، الذين يتم جمعهم صباح كل يوم جمعة و من ثم نقلهم بمكرويات وتوزيعهم على مساجد مثل الرفاعي المطل على دوار كفرسوسة وغيره ويطلب اليهم الاشتباك في عراك مع المصلين بمجرد أن يبدأ أحدهم بنداء / ترحموا على أرواح الشهداء يا شباب/. وتحت هذا القسم أي الشبيح الالزامي تندرج كذلك الشريحة الدنيا من البعثيين- قال لي جاري في البناء وهو حزبي غير مهم: والله تعبت يا جار..صار لي ثلاثة أشهر لم أرى عائلتي يوم العطلة لأنو كل جمعة لازم روح ع الجامع!!
و على الرغم من السمعة "العاطلة" للشبيحة الا انه من غير المنصف عدم ذكر النواحي الايجابية لهذه العصابات التي ساهمت برفع مستوى رفاهية المواطن السوري. قال لي أحد الشبيحة: نحن علمنا الشوام الحضارة، ولولا القائد (= الدكتور رفعت الاسد) لكانت نسوان الشام (= دمشق) تقوم بالغسيل اما يدوياً أو بالغسالة العادية، أنا و مجموعتي بس (والحديث للشبيح) دخـّلنا للشام اكثر من خمسين الف غسالة اوتوماتيك بسنة واحدة!.
ساهم الشبيحة كذلك بالترفيه عن المواطن السوري ففي الثمانينيات من القرن الماضي وعندما ساءت العلاقات بين سورية والاردن نصب مهندسو الهيئة العامة للاذاعة و التلفزيون اكثر من اربع محطات للتشويش على قناتي الاردن العامة و الثانية فلم يبق لدى المتفرج السوري خيار آخر غير مشاهدة التلفزيون المحلي مع عجره و بجره وهنا هرع الشبيحة لنجدة اخوتهم فقاموا بتهريب مئات الاف مسجلات الفيديو من لبنان و هذا لم يسمح للمتفرجين بالنجاة من ثقل دم التلفزيون المحلي فحسب بل و ساهم بخلق مئات فرص العمل للشباب اذ انتشرت محلات بيع و تأجير افلام الفيديو كما و نشأت حرفةجديدة – صيانة الفيديو التي أقبل على تعلمها واتقنها طيف واسع من الشباب.
تلكلخ – تموز 2011

محمد عيسى الموسوي
(107)    هل أعجبتك المقالة (101)

شهم سوري

2011-07-30

تحية إليك يا أستاااااااذ موسوي هذه كتابة إبداعية أدبية ععظيمة تحياتنا لك نحن قرأء هذه المجلة الغراء.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي