أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

( تحية تقدير لقناة الجزيرة ) ... خليل صارم

يوماً بعد يوم تثبت قناة الجزيرة أنها الأكثر رقياً وحضارية ً أنها المنبر الاعلامي العربي الأفضل .. الأقوى . الأكثر حضوراً الأكثر اهتماماً بقضايا هذه الأمة .. انها الأكثر وعياً الأفضل قراءة ً للواقع المحلي والعالمي والأكثر موضوعية دون تمييز .. دون تعصب .. أو انحياز على حساب الحق والحقيقة .
لقد تمكنت من شد المشاهد العربي أينما كان وحيثما وجد من خلال تقديمها الحقيقة كما هي دون تجميل أو ماكياجات أو رتوش من شأنها استمرار خداع الذات .
ان هذا من أهم أسباب حقد القوى المعادية للانسانية والحقيقة .. حقد القوى العنصرية في هذا العالم وعلى رأسها النظام الأمريكي والصهاينة والذين جعلوها هدفاً لهم لتغييبها وكتم هذا الصوت المعبر عن حقيقة مايحدث في هذا العالم المشوه والمنحرف في مفاهيمة ورؤيته ورؤاه .
من يتابع البرامج الوثائقية يقدر حقيقة الجهد والقدرة على تحري الدقوة وعلى الواقع كما هو والذي تقدمه لنا .. يلسعنا .. يصفعنا .. ينبهنا ..يحذرنا .. يوضح الصورة ويجلي الحقيقة .. عارية كما هي حتى ولو تسببت لنا بالألم وكشفت مدى عجزنا وقصورنا وغبائنا وانحرافنا .. ونحن والله بحاجة الى الكثير من الصدمات لكي نستفيق على هول مانحن فيه من تقصير بحق أنفسنا وأوطاننا وأمتنا وانسانيتنا .. مدى تلهينا بالقشور والتفاهات والسفاسف .. بينما تنسل الأوطان من بين أصابعنا ونحن نحسب أننا نقبض على الحقيقة بكل بلاهة وحماقة .
الوثائقي بعنوان ( العرب الأشرار ) الذي شاهدته صبيحة يوم الجمعة 16 تشرين الثاني الحالي يبين مدى العنصرية القذرة الذي مارستها الصهيونية بالتنسيق مع النظام الأمريكي وقدمتها هوليوود عبر أكثر من خمسون عاماً على شكل أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية تحط من قيمة العرب الانسانية وتستغل الثغرات والتفاهات التي غرقت فيها حكوماتهم وبعض سخافات قوى غبية ..متخلفة . وطفولية بعض القوى الأخرى وغبائها في ممارسة ردود فعل .. أفلام ومسلسلات ضخت من العنصرية ضد العرب ومسخهم وتشويه صورتهم وأبرزتهم كأشرار يمارسون القتل للقتل والكراهية والحقد في الوقت الذين كانوا ومايزالون فيه هم ضحية لكل ذلك وعلى يد النظام الأمريكي والحركة الصهيونية متمثلة باسرائيل أسوأ قاعدة للعنصرية الكريهة في هذا العالم .
ذكرني هذا البرنامج يوم كنا نشكو في صحفنا ووسائل إعلامنا في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن المنصرم كيف كان كبار فناني هوليود يحييون الحفلات ويشاركون في حملات التحريض تحت عنوان ( ادفع دولارا ً تقتل عربيا ً ) . ثم نصمت .. نشكو ثم نصمت .. وفي أفضل الحالات نقوم بمقاطعة هذا الفنان أو ذاك أو تلك الشركة السينمائية وغيرها . دون أن ندرس ونحلل ونفكر بوضع برامج للرد . أثرياء اليهود وأمريكا يمولون حملات الحقد والتحريض والكراهية ضدنا فيما كان اثريائنا ومتمولينا وناهبي أموال هذه الشعوب من الناطقين لغتها يصرفون أمكوالهم في نوادي القمار والمواخير الأوربية وتحت أقدام عاهرات أوربا وأمريكا .. وكيف أن الحكومات .. الآلهة .. الأرباب .. تفرض وصايتها علينا وتمنعنا من أن نطلع على مايحدث وتحد من حرياتنا وتعاملنا معاملة المتخلفين ولو كان الأمر بأيدينا لتمكنا من الرد الأرقى والأفضل والأكثر حضارية وعكسنا الصورة أمام العالم .. لكنها حكومات متخلفة قامت بدور الوصي علينا وقمعتنا وحرمتنا حرية التعبير ولم تقدم شيئاً سوى التخلف والإقصاء والتهميش والالغاء .
والآن بعد أن تجاوزنا عنصريوا العالم ومنافقوه وكذابيه ومخادعيه بأشواط ومراحل طويلة ومسافات شاسعة .. بات مطلوب منا أن نجتاز هذه المسافات بقفزات واسعة .. ومع ذلك نحن عراة ..حفاة .. في الوقت الذي نملك فيه الثروات الطائلة القادرة على جعل العالم كله صالة سينما واحدة لحسابنا .. لكنها محظورة علينا .. هذه الثروات محظورة علينا ومايزال ريعها مخصص لرفاهية الأعداء . ثانية ..تحية تقدير لقناة الجزيرة لأنها تفتح عيوننا أكثر على هذا الواقع البائس .. المخجل .. المقرف . المستفز .. ولكن هل نحن نستثار ونستفز حقيقة .. اذا ً مابال هذه الشعوب نائمة تشخر .

(122)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي