اتهم فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي جريدة "زمان الوصل" بالافتراء والكذب، ونشر على موقعه الخاص "نسيم الشام" ردًا حول ما نشرته الجريدة بعنوان "إحراق كتب البوطي في دمشق احتجاجًا على فتوى"، تناقلته عدة وسائل إعلام، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه جزء كبير من الرأي العام احتجاج البوطي ولو بكلمة على إهانة المخابرات لإمام مسجد عبدالقادر الجيلاني الشيخ محمد مصطفى في باب السباع بحمص، والذي نشرت "زمان الوصل" قصته كاملة، فضل البوطي المجادلة في فتاوى اعتبرها الكثير من أهل العلم تصب في مصلحة "السلطان".
جل اعتراض البوطي صب على نشر مختصر الفتوى وعدم نشرها كاملة، وهو مالايستقيم والنشر الصحفي الذي يعتمد على ملخص الحدث.
جاء في الاعتراض الأول الذي ساقه فضيلة الشيخ على هذه الجملة "اعتبر صورة بشار بساطا .. ثم اسجد فوقه" وهي مختصر لفتوى تتحدث عن السجود على صورة الرئيس جاء فيها "اعتبر صورة بشار الموضوعة على الأرض بمثابة بساط، وقف عليه ثم اسجد فوقه لله عز وجل. يكتب الله لك أجر السجود له بدلاً من الكفر". التعليق "لافرق بين الجملتين إلا في اختصار كلمات يمكن الاستغناء عنها لاستقامة مجمل الجملة مع النشر الصحفي المختصر.
أما الاعتراض الثاني الشبيه بالأول، فجاء على خلفية سؤال حول ماتقوم به أجهزة المخابرات وإجبارها المتظاهرين المقبوض عليهم التلفظ بالكفر واعتبار رئيس الجمهورية بمكانة الله، وهنا جاءت إجابة البوطي "عصبية جدًا" حيث لام السائل على خروجه بالمظاهرات التي نادت بالحرية وكسر قيد المخابرات، وقال "لماذا تسألني عن النتيجة ولا تسألني عن سببها؟ ما سبب ملاحقة هذا الشخص وإجباره على النطق بكلمة الكفر التي تذكرها والتي زجتهما بالكفر يقيناً وبالإجماع؟ أليس سبب ذلك خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله؟ لماذا لا تسألني عن هذا السبب وحكمه وموقف رسول الله من هذا العمل؟ ألا تعلم - والمفروض أنك تقرأ القرآن- أن الله نهى المسلمين على استثارة المشركين بسب أصنامهم، ولم يتحدث عن سب المشركين لله نتيجة لذلك؟ لماذا الإصرار على مخالفة أمر الله وأمر رسول الله، ثم التشدق بعد ذلك بالسؤال عن حكم الإسلام في حق النتيجة التي انبثقت عن هذه المخالفة؟!.. استجيبوا لأمر رسول الله القائل في حق مثل هذه الفتنة (عليك بخاصة نفسك) ثم انظروا هل ستجدون من يلاحقكم إلى بيوتكم ويجبركم على النطق بهذا الكفر؟"، ونقل "زمان الوصل" هذه الفتوى بالمختصر التالي: " إن ذلك يحدث بسبب خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله"، حيث تجاهلت الجريدة عصبية الدفاع عن النظام الواضحة من جمل فضيلة الشيخ.
أما الاعتراض الثالث فجاء حول عدم تحريم الشيح لقتل المتظاهرين، أو بمعنى أدق تعامله الخجول مع هذا الأمر رغم عظمته، حيث أصدر فتوى بعدم جواز قتل المتظاهرين وليس بحرمة قتلهم، والفرق الشرعي كبير بين المصطلحين، فالأول (عدم الجواز) يمكن أن يفسر على كره فعل الأمر، بينما مصطلح (التحريم) هو الذي كان يفترض استخدامه وهو الكلمة الشرعية التي تنهى قطعًا عن إتيان عمل ما، ورغم ذلك خلط كاتب البيان بين ما أوردته "زمان الوصل" حول فتوى صدرت على خلفية سؤال جندي ماذا يفعل بعد قتله عدد من المتظاهرين على مايظن وجاء الجواب هنا دفع الدية، أما الفتوى التي أشار إليها البيان فقد نشرتها "زمان الوصل" بكل تفاصليها بوقت سابق كان الأجدر بكاتب البيان التأكد من نشرها قبل اتهام الجريدة بالافتراء والكذب.
ختامًا، نورد نص بيان الشيخ كاملًا، ونعبر عن خيبة أملنا بشيخ اعتبرناه قدوتنا منذ الطفولة وتربينا على صوته عبر الإذاعة والتلفزيون، لكنه لم يستطع ولو تسكين ألم قلوب أمهات فقدن أبنائهن إما برصاص المخابرات أو بتعذيبهم حتى الموت، ونظن الشيخ يعلم قصة الطفل حمزة الخطيب وغيره، ونذكر الشيخ الجليل، بإذلال أئمة المساجد في حمص ودرعا، وقصف بيوت الله وكتابة عبارات مقذعة على جدرانها، ألا يوجب ذلك بيان منه، نتركه وضميره وأمانته التي سيسأله عنها رب العالمين.
وندعوه للتساؤل، لماذا انفض أغلب الناس من حوله في صلاة الجمعة بالجامع الأموي، ولماذا هاجمه مشايخ يشهد لهم بالتقوى وقول الحق أمام سلطان جائر.
الشيخ البوطي التفت لخبر نشرته "زمان الوصل" واعتبره افتراء وتلفيقًا ولم يلتفت ولم يشر أبدًا لتضليل الإعلام السوري والتجييش المقصود من فضائيات يصفها الشارع بالكاذبة، والتي حاولت زرع الفتنة بكل شكل.
"زمان الوصل" يستهجن بل ويطلب تفسيرًا ودليلا على ما أورده " نسيم الشام" الذي اتهمنا بالكذب والافتراء؟ حين قال : ونحن نستهجن تصرف محرري موقع قناة العربية في نقلهم عن موقع معروف بافتراء الكذب، من دون رجوعهم إلى المصدر (موقع نسيم الشام)..... الخ .
فإن كان "زمان الوصل" معروف بالكذب كما قال البيان هل من الممكن تقديم دليل موثق واحد على ما تدعونه علينا, أم إن رد الدكتور البوطي سيكون كما قال للمخرج نجدت انزور عندما انتقد مسلسل ما ملكت ايمانكم واعتبره المسؤول عن الكثير من الاحداث ومنها توقف سقوط المطر, بأنه لم يشاهد العمل بل نقل له "بعض الثقاة" ما يروج له العمل.
فتاوى تحدث عن إغفالها البيان نشرتها "زمان الوصل" في وقت سابق.
مجند اطلق النار على المتظاهرين يفكر بالانتحار
النص الكامل لرد موقع "نسيم الشام" و اتهام زمان الوصل
رد على افتراء
إلى الذين اطّلعوا على الكذب والافتئات البين على لسان الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والذي تروج له بعض المواقع الالكترونية كموقع قناة العربية ..
قارن بين الجواب كاملاً كما هو موجود على موقع نسيم الشام وبين النص الذي نقله موقع قناة العربية عن موقع زمان الوصل كما نقله المفترون فيه.
- بالنسبة لسؤال السجود على الصورة، والتي هي تحت عنوان إنما الأعمال بالنيات. كان الجواب كما يلي:
جواباً عن سؤالك المحدود أقول لك: اعتبر صورة بشار الموضوعة على الأرض بمثابة بساط، وقف عليه ثم اسجد فوقه لله عز وجل. يكتب الله لك أجر السجود له بدلاً من الكفر.
ونقله موقع قناة العربية مجتزئاً عن المفترين كما يلي: اعتبر صورة بشار بساطا .. ثم اسجد فوقه.
مع العلم أن الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي سبق أن أوضح في الندوة التي عقدت على مدرج جامعة دمشق حكم السجود على الصورة إذ قال: (رأينا ولعلكم رأيتم صورة للسيد الرئيس بسطت على الأرض – صورة كبيرة جداً جداً - ودعي شباب من الأطراف وننظر فنجد أنهم سُجد فوق هذه الصورة، هذا منكر ولا شكّ أن الذين فعلوا هذا تلبسوا بالكفر البواح المؤكد، غدوت بمعية السيد الوزير رأساً إلى السيد الرئيس وأنا أحمل هذه الصورة، قلت له: تأمل سيادة الرئيس - أنا أحلل تحليل ظن - هؤلاء الذين فعلوا هذا الأمر هم في الظاهر من مؤيديك ولكنهم في الباطن والله ممن يشنؤنك، قال: أنا لا أشك في هذا ونظر، قلت: الآن الهدف من وراء هذا أن يشيع في المجتمع هذا الأمر وأن تزداد مشاعر الثورة الهائجة ضد، ومن ثمّ يوجد من يقول لعل السيد الرئيس هو الذي أوحى بهذا أو هو راضٍ إذاً أنتم تقولون الكفر البواح ها هو ذا الكفر البواح موجود، لم أشهد أن السيد الرئيس غضب غضبة كالغضبة التي - كنت مع السيد الوزير - تجلت في شكله وكلامه بالأمس، قال: أنا أسجد لله أنا أعبد الله فكيف أرضى أن يسجد لي الناس وأنا الذي أعبد الله وأسجد له؟!! قلت للسيد الرئيس: هذا لا يكفي، لا بد من كلمة يسمعها الشعب من فمك، قال: سأتكلم ولكن ما دامت هناك ندوة غداً فقل بلساني ما تعلمه من عقيدتي التي أقول، وأنا أقول لكم أولاً من فعل هذا فقد تلبس بالكفر البواح، سجد لغير الله عز وجل، ثانياً الذين دبروا هذا الأمر تظاهروا بعظيم المحبة له ولكنهم جعلوا من ذلك منزلقاً له لتهتاج الأمة أكثر فأكثر).
- وبالنسبة لفتوى الإجبار على الكفر. كان جواب الدكتور البوطي التالي:
لماذا تسألني عن النتيجة ولا تسألني عن سببها؟ ما سبب ملاحقة هذا الشخص وإجباره على النطق بكلمة الكفر التي تذكرها والتي زجتهما بالكفر يقيناً وبالإجماع؟ أليس سبب ذلك خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله؟ لماذا لا تسألني عن هذا السبب وحكمه وموقف رسول الله من هذا العمل؟ ألا تعلم - والمفروض أنك تقرأ القرآن- أن الله نهى المسلمين على استثارة المشركين بسب أصنامهم، ولم يتحدث عن سب المشركين لله نتيجة لذلك؟ لماذا الإصرار على مخالفة أمر الله وأمر رسول الله، ثم التشدق بعد ذلك بالسؤال عن حكم الإسلام في حق النتيجة التي انبثقت عن هذه المخالفة؟!.. استجيبوا لأمر رسول الله القائل في حق مثل هذه الفتنة (عليك بخاصة نفسك) ثم انظروا هل ستجدون من يلاحقكم إلى بيوتكم ويجبركم على النطق بهذا الكفر؟
ونقله موقع قناة العربية كما يلي: إن ذلك يحدث بسبب خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله".
- وبالنسبة لافترائهم أنه لم يحرم إطلاق النار على المتظاهرين نقلوا الفتوى التي تنص على حكم من أقدم على قتل المتظاهرين وما يترتب عليه. ولم ينقلوا السؤال الذي قبله الذي ينص على الحكم في حال طُلب من الجنود قتل المتظاهرين. وكان السؤال كما يلي: شيخي الفاضل أنا جندي في الجيش السوري وقد اختلفنا مع بعض هنا في حال إذا أمرنا الضابط المسؤول عنا بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي هل نمتثل للأمر أم لا؟
فكان جوابه كما في الموقع: نص الفقهاء على أن الملجَأَ إلى القتل بدون حق لا يجوز له الاستجابة لمن يلجئه إلى ذلك، ولو علم أنه سُيقتل إن لم يستجب له، ذلك لأن كلا الجريمتين في درجة الخطورة سواء، ومن ثم فلا يجوز للملجَأ إلى القتل تفضيل حياته على حياة برئ مثله.
أما موقع قناة العربية فنقل جواباً (بحجة أنه لم يحرم إطلاق النار على المتظاهرين) عن سؤال آخر عنوانه: أطلقت النار على المتظاهرين فما الحل. فكان جوابه كما يلي: إن تأكدت أن في المصابين من قد قتل، فالمطلوب أولاً إعطاء الدية لأولياء المقتول ..
ونحن نستهجن تصرف محرري موقع قناة العربية في نقلهم عن موقع معروف بافتراء الكذب، من دون رجوعهم إلى المصدر (موقع نسيم الشام) الذي أشاروا إليه في التقرير المنشور، والأحرى بهم أن يستدركوا خطأهم الذي وقعوا به في نقل مثل هذه الافتراءات من دون التحقق؟؟!!!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية