أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب الأحزاب ... فارس عوض

الحزب هو الطليعة المنظمة المعبرة عن رؤية مستقبلية للمجتمع ,فعندما تغيب هذه الرؤية لم يعد مبرر لدور طليعي يناط به أفراد هذا الحزب , فكيف ان شاخ على ماض يكرر فيه أقوال لم ينفذ منها الا القليل جدا ,وما حال الجبهة الوطنية في سورية بأحزابها المتنوعة بأفضل من حزبها الرئيسي وقائدها منذ ما يزيد على أربعة عقود , فتكلس الحزب الرئيس وجفت شرايينه فما حال الآخرين المشاركين على فتات ما قدمه لهم باسم الجبهة الوطنية .
ما أن انتهى اللقاء التشاوري والمطالب التي تناولها بعض أفراد المعارضة الحاضرين والمحسوبين على السلطة , والبيان الختامي الذي تم تعديله في اليوم الأخير عن نصه الأصلي , والذي اعتادت السلطة على كتابة البيان قبل صدوره , وما جاء في البيان حول تعديل المادة الثامنة من الدستور , حتى صدر عدد من البيانات عن جهات نقابية رسمية تابعة نظريا إلى حزب البعث ترفض تعديل الدستور ,وهي نقابة العمال واتحاد الفلاحين والاتحاد الوطني لطلبة سورية , وفيها تمثيل لكل أحزاب الجبهة الوطنية , وخاصة المادة المذكورة مما يجعل المراقب في تساءل عما يدور في كواليس السلطة والحزب معا , وعن مستقبل الإصلاح في سورية ووعود السيد الرئيس في الدعوة إلى إقرار دستور جديد يتناسب مع العصر , والحراك القائم على الساحة السورية .
ليس فقط حزب البعث الممتعض الوحيد من التعديل , بل هناك البعض من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية , جبهة الحزب الواحد والمعيل الوحيد لتلك الأحزاب ماليا وشعبيا و بعد أن استقال قادة الأحزاب بأحزابهم عن ممارسة النشاط السياسي الجماهيري , وأصبحت مكاتبهم مقرا خدميا اجتماعيا لبعض المنتفعين , وانقطاع الوصل بين القادة والشعب , ومن هنا كانت المفاجئة الكبيرة بالحراك الدائر على الساحة السورية .
إن قانون الأحزاب الذي صدق قبل قليل من كتابة هذا المقال عن رئاسة مجلس الوزراء , هو بالأساس خدمة السيد الرئيس بالفصل عن حزب البعث والذي أصبح عبئا ثقيلا ببرامجه ومبادئه التي لم يستطيع تطويرها أو تكييفها مع تطور التاريخ البشري الحضاري والإنساني والعلمي من التواصل عبر المدونات الالكترونية والميديا .
فقط الخاسر الوحيد مما يجري في سورية هم أولئك الذين لم يزالوا يدفنون رؤوسهم في رمال الماضي والأفكار المبدئية التي انتهى مفعولها منذ زمن بعيد , و أصبح اليوم بديل الوطن والقومية , الإنسان والإنسانية وحاجات البشر إلى الحرية والكرامة والتي تم هدرها ودوسها تحت بساطير الشعارات التي لم ينفذ منها شيئ سوى مكاسب ومصالح البعض الغير قليل وهدر كرامات الكثير في السجون والمنافي وقطع الأرزاق ومنع الوظائف على غير المنتسبين الى حزب البعث .
هل نحن بصدد رؤية أكثر من حزب بعث ؟
هل سنشهد ولادة حزب منحبك ؟
بالتأكيد نعم وذلك من خلال المسيرات الشعبية المؤيدة للسيد الرئيس بشعارات شخصية ومباشرة ( الله سورية بشار وبس )و(منحبك ) وكافة الشعارات التي تؤيد الفرد وليس الدولة أو الحزب والانزعاج من شعار(الله سورية حرية وبس ) و(واحد واحد الشعب السوري واحد ) , وهذا ما يؤكده تدخل المؤيدين للسلطة في كل تجمع يتواجدون فيه .
بالعودة إلى بعض الممارسات والشعارات والخطابات والوعود بالاصلاح , من القادة في مصر منذ عام 1984ا والتي أطلقها حسني مبارك وقبله السادات , والتي انتهت بتأسيس حزب الرئيس على حساب الحزب المؤسس للسلطة والذي تراجع الى الصفوف الخلفية في الحياة السياسية المصرية والسبب الأساس عدم قدرة الحزب بقياداته تجاوز الماضي ولحق ركب الحاضر في برامجه وشعاراته و وما نتمناه ونرغبه لحزب البعث أن يقف وجها لوجه مع ذاته ويتخلى عن أنانياته ويعيد ترتيب أهدافه بواقعية ويطرح كل مالم يحققه لأنه بات من الماضي والغير قابل للتحقيق .
 26\7\2011

(92)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي