في زمان من الأزمان حاكم ووزير وحكيم وشعب. وكان من حسن طالع الشعب أن يحكمه الحاكم لقرون بفتوى شرعية من الآلهة المقدسة ، الحاكم رسول الآلهة المقدسة إلى الشعب، وحامل شريعتها وعقيدتها. طاعة الرسول أمر الهي، و حد الكفر به السجن اثنا عشر قرنا أو نفي لا عودة بعده ....
ذات مرة خرج الحكيم على الملاء، وأعلن أن الرسالة الإلهية التي هي شريعة الحكيمة خاطئة وجب تصحيحها، استغرب الشعب قول الحكيم واستقبلها بذهول كبير، بين من تنسم خيرا وبين ما تنبأ بغضب الهي وعقاب ابدي أو زوال لا حياة بعده .
بلغ الخبر الحاكم، واستدعى وزير بلاطه للتداول في النازلة، وانتهى الأمر باستدعاء الحكيم، اتقاء عقاب الآلهة وزعزعة عقيدة الشعب في شريعة الحاكم وقدسية الآلهة .
وفي حضرة الحاكم نطق وزير البلاط
- ما بال الحكيم يستدعي آلهة الشر إلينا، وما باله يريد أن ينغص علينا رغيد العيش وهنائه .
رد الحكيم بثبات :
- ما هو استدعاء للشر، إن هو إلا خير فيه عدل، وشريعة جنابكم تقدس المدنس، ولا تساوي بين بني الجنس الواحد، ورسالتي رسالة مساواة وترفع القداسة عن البشر .
اعتدل الحاكم في جلسته وقال بغضب خفي:
- هذا تطاول على الآلهة والشريعة، وحكم التطاول النفي ... انفوه وتضرعوا للآلهة حتى تغفر لكم رجسكم ...
وفي الغد أذيع خبر نفي الحكيم، و انعقد مجلس الحاكم، فخطب في شعب المدينة:
- إن الصراع بين قوى الخير والشر، صراع ابدي ، وإن فتوى الحكيم لهي عودة آلهة الشر إلى مدينتنا، وقد حكمت شريعة جنابنا الشريف المقدس بمباركة آلهة الخير بنفي الحكيم، حفاظا على سلامة شعبنا ومدينتنا و درءا لغضب آلهة الخير .
انفض المجلس، وتفرق الشعب بين نادب لجور شريعة المدينة الفاضلة، و بين فرح مبتهج لانتصار آلهة الخير. غير أن النازلة، تركت بصمة جدل بين فرق الشعب، و بصمة تشكيك في صحة أو خطأ شريعة المدينة الفاضلة.
الحسن انفلوس
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية