لم تكن ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس 21-7-2011 عادية في حمص الوليد، فيبدو أن "الحسم الموعود" كان خيار من اعتاد لغة القوة والعنف، فاستيقظ أهلها باكراً على أصوات الرشاشات بمختلف أنواعها وضجيج القذائف الذي بدد الهدوء المفترض لمدينة خلت شوارعها اللهم إلا من دوريات المرور وسيارات "الشبيحة" وبعض سيارات الأجرة بقيادة المخبرين المعتادين..
"باب السباع" التي وُعدت بالعقاب نالت نصيبها من الانتقام لحناجر أهلها بهجوم مركـّز امتد أكثر من ثمانية ساعات، وبالطبع لم أتمكن من النوم فكنت أتجول بين شاشة التلفاز وشرفة المنزل وما زاد من غيظي نفاذ "ذخيرتي" من السجائر، ومع بدأ معزوفة النار كانت مباراة حاسمة -رياضية- تجري في نصف الكرة الآخر (بين باراجواي وفنزويلا في كوبا أمريكا) وما بين ضربات الترجيح التي حسمت تلك المباراة وضربات التشبيح في شوارع حمص الفارق كبير طبعاً، وإن كان هناك من فائز وخاسر في الأولى لم يُعرف حتى اللحظة الأخيرة، فإن الفائز والخاسر معروفان مسبقاً في الثانية....
وبعد معاناة طويلة في تجربة الاتصال للاطمئنان على الأصدقاء "علّق الخط" مع أحدهم في باب السباع (قبل قطع الاتصالات لاحقاً)، ورغم التوقيت المبكر لم يفاجئه الاتصال بل وبادرني ممازحاً (شو صاير بالدنيا وفايق من هلأ)، أجبته بالسؤال عن الوضع فرد ببساطة لم أتخيلها "آخر رواق.. قهوة ودخان وقصف"، بعد هذه الإجابة فرحت لرباطة الجأش في صوته لكني عبـّرت علانية عن غيظي ممازحاً إياه كوني "مقطوع" من السجائر وزاد من ذلك دعوته لي "حوّل شراب قهوة معنا" !
بهذه الروح ستفوز حمص دوماً خاصة وأن الخصم يلعب في "الوقت الضائع"...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية