المؤتمر العلماني الأول في سوريا
17/7/2011
دمشق – جرمانا – الكشكول
دير ابراهيم الخليل – 11 صباحاً
إن الإنسان في أيامنا هذه بأمس الحاجة للتسامح
فالتسامح هو المبدأ الأول لحقوق الإنسان
التسامح قيمة من أسمى القيم الإنسانية
هو القبول بالتعايش و الاحتكام إلى العقل و الإصغاء إلى الآخر كما انه يعطي القدرة على احتمال وقوع الخطأ
التسامح هو التربة الخصبة التي تنبت وتنمو فيها الأفكار والرؤى والإبداع , و في ذلك ترسيخ و توسيع و تعميق لفكرة الديمقراطية و مؤسساتها .
التسامح ذو دلالة على الحق في الاختلاف واحترام الآخر في مختلف مجالات الحياة والتنمية وحقوق الإنسان
ونقيض التسامح هو اللاتسامح ويعني التعصب والاستئثار وتحريم وتجريم الآراء والأفكار والأشخاص
إن لكل إنسان الحرية في التمسك بمعتقداته
ولذلك فعليه القبول بتمسك الآخرين بمعتقداتهم و وثقافتهم و تاريخهم و دينهم و لهم الحق في العيش في إطار من التسامح
إن الثقافة التي يسعى النظام العالمي الجديد إلى تعميقها
بعيدة كل البعد عن مبدأ التسامح لا بل تحمل بين طياتها حرباً غير معلنة ضد التسامح
إن اللاتسامح يستشري في العالم كله و أكبر قوة لا تسامحية حالياً هي الولايات المتحدة الأمريكية فاللاتسامح هو السمة الغالبة على الثقافة الأمريكية المعاصرة
وعليـــــــــــــــــــــــــــــــه إذا كان التسامح من أهم مبادئنا
فإن الاختلاف هو الوجه الآخر الواعي والمنطقي لهذا المبدأ
فالاختلاف هو أحد عناصر يقظة الوعي وأحد أركان تنشيطه
الاختلاف أمر طبيعي في الحياة في الشكل و الوضع الاجتماعي و اللغة و السلوك والقيم والدين والتوجه السياسي والانتماء الفكري وغيرها
في نفس الوقت المبالغة أحيانا في التمسك بالخصوصية يقود إلى كره الأخر وتهميشه واعتباره خصما أو عدواً لا يمكن التعايش أو التواصل معه وتصفيته في بعض الأحيان
فالتعامل مع الآخر يجب أن يكون على أساس الند المشارك وليس الند المعادي والابتعاد عن تجريم وتخوين أي آخر مختلف
إن خبرات وآراء كل شخص لها قيمة
كما أن الجميع يساهم في حل المشكلات في البحث عن الحلول
فليس هناك خبير يمتلك جميع الأجوبة ويقوم بعملية الإصلاح بمفرده
إذا لابد من النقاش والحوار الجماعي
فالحوار يعني تبادل الأفكار والآراء بين المشاركين
مما يؤدي إلى فهم المواقف والأفكار
وتعزيز الوعي تجاه القضايا
أما الخطوة الأولى في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان هي إثارة الوعي بمضمون هذه الحقوق في عقول البشر
وينمو هذا الوعي من خلال تنمية أنماط سلوكية تجعل المواطنين يتصرفون في حياتهم اليومية على نحو يتفق ومضمون حقوق الإنسان إضافة إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان منذ مرحلة الطفولة مروراً بكل المراحل التعليمية حتى المناصب الهامة في مختلف المواقع
حقوق الناس هي حقوق طبيعية , ليست منحة من أحد و لا يؤذن فيها من أحد
هذه الحقوق لا تمنح ولا تمنع
وعلى الجميع احترامها و عدم خرقها أو الالتفاف عليها
هي استحقاقات لا لبس و لا غموض حولها
وإن أي انتقاص أو تجريح أو انتهاك لهذه الحقوق الفردية للناس يجب التنديد به و مطالبة الأطراف بالكف عنه فوراً ومحاسبة المنتهك
وحرصاً على الحركة الحقوقية الســــــــــــــــــــــــــــــــورية لا بد من التأكيد على المصداقية
وعلى العلاقات الواضحة والصريحة
بما يخدم ويعزز قضايا الإنسان على قاعدة الاحترام المتبادل
والمحافظة على الاستقلالية للتوصل إلى استراتيجيات عمل مشتركة تخدم حقوق الإنسان على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي
و على المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سوريــــــــــــــــــــــــــــــة أن تعتمد الدقة في المعلومات
و توخي الصدق في العمل
و عدم كيل الاتهامات الباطلة التي سرعان ما تتضح لتضع المنظمة نفسها في وضع حرج يفقدها مصداقيتها و صلتها بالجمهور والضحايا التي تدعي أنها تعمل لصالحهم و تحاول حمايتهم
على هذه المنظمات أن تلتزم الموضوعية و سلامة الإجراءات في التحقق من جدية ما يردها من شكاوى المواطنين ثم التحقيق فيها بأمانة و اقتدار فقد يكون هناك ميل شعبي للمبالغة في كم و حجم و نوعية ما يقع عليهم أو على ذويهم من انتهاكات .
لذا على المنظمات الحقوقية السورية أن تستوعب و تعكس و تطبق ما للناس من حقوق و الدفاع عنها ليدرك كل إنسان حقوقه و واجباته و أن يعرف أن كل حق يقابله و اجب و أن الوجه الآخر للحرية هو المسؤولية
كما يجب أن تهتم الأجهزة البحثية الحكومية وغير الحكومية بنشر الوعي حول قضايا الإنسان وذلك من خلال تشجيع البحث والنشر في هذا المجال وإقامة المؤتمرات والمحافل لمناقشة هذه القضايا وزيادة التوعية بها وإقامة حوار حولها
إن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الناس
لم تعد تأتي من جانب الحكومات و أجهزة الدولة وحدها
بل تشارك فيها أيضاً هيئات مثل شركات الأعمال و الحركات الإرهابية ومنظمات العنف و الميليشيات و التنظيمات التي تحمل السلاح و أحياناً منظمات حقوق الإنسان نفسها عندما تفتقر إلى المهنية
لذا لابد من إسقاط ورقة التوت عن البعض ممن يدعي العمل الحقوقي
( أفراد ومنظمات ) في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية من أعمال قتل و تخريب وإخلال بالأمن و هذا ما لا يقبله أي ناشط حقوقي نظيف و لا تقبله أي منظمة حقوقية ذات مصداقية مهنية
مداخلــــــــــــــــة ل حسام سليمان
رئيس الملجس الوطني لحقوق الإنسان -سوريا
ممثل المجلس الوطني في الشبكة السورية لحقوق الإنسان
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية