أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سقف الوطن ... فارس عوض

كلمة أخذ يرددها الإعلام والسياسيين على امتداد الأزمة في سورية , وأخذت أكثر من معنى بالتعبير والحوار .
هل الوطن مقصود به الأرض والسكان بمعنى مساحة جغرافية لها حدود وسماء وهل يشمل الجولان ولواء اسكندرون ؟
هل الوطن بمعنى نظام سياسي ثقافي يعكس أرائه وأهدافه ومبادئه ؟
هل الوطن محصور في قائد وما حاله في غياب هذا القائد لقدرة إلهيه؟
هل العلم الوطني هو لفئة دون أخرى وبالتالي نتسابق على مساحة هذا العلم في القماش ؟
هل الوطن مهيأ لعيش جميع أبنائه تحت سقف القانون والمساواة والحرية ؟
أسئلة لاحت في ذهني مساء الأحد في 17\7\2011 عندما شاهدت على شاشات التلفاز أفراح وغناء وموسيقى ومطربين في ساحة الأمويين , وعلى مسافة قصيرة شرق وشرق شمال ساحة العباسيين دموع وحزن وثكلى وأيتام وأرامل , والمناسبة واحدة حب الوطن والعيش تحت سقفه , في ساحة العباسيين يهتفون للوطن وفي القابون كذلك , وكأن للوطن سقف يختلف بين منطقة وأخرى يدلف في مكان طرب وسرور وآخر دموع وحزن , رغم أن السماء والدورة الفصلية صيف .
لو كان المقصود من سقف الوطن هو سماؤه وهواءه على امتداد الديموغرافية الطبيعية لكان الفرح واحدا والحزن مشتركا , والهم استعادة الأراضي المسلوخة عن الرقعة الجغرافية لهذا الوطن .
ليتنا نتعلم وندرك أن الوطن أكبر من الأشخاص, ولا يمكن اختزال شعب بشخص مهما سمت هذه الشخصية وعظمت قدرتها , ولأن للقدر في ترتيبه شؤون لايمكن إدراكها وتوقع نتائجها , فالأشخاص زائلون يوما ما والوطن باق في سماءه وأرضه وتبدل سكانه في سنة الله وسيرة الكون في أسراره(الموت والولادة).
كم كنا ونرغب ونأمل أن نفوت على أي كان اقتناص الفرص من أجل الصراع على نوع الله و ملائكته والعودة الى تاريخ عمره أكثر من ألف واربعماية سنة لا ذنب لنا نحن فيه وفي جوهره صراع سياسي على السلطة في ذلك الزمان .
من حقنا بل من واجبنا أن نترجم الدين لله والوطن لجميع ابنائه بمكنوناتهم المختلفة في فهم الله وأسرار خلقه واقعا حياتيا اجتماعيا موحدا على الأرض و من حقنا كشعوب وبشر أن لا يرغمنا أحد على ممارسة ما لا نرغب إلا في ظل قانون يحمي جميع مكونات المجتمع بما فيه الحيوانات والطيور وحقها بالحياة .
من حقنا نبذ الصراع المذهبي ومحاربته على أسس دينية ,ونقله الى صراع سياسي بين مكونات المجتمع السوري , من أي جهة مارست هذا النمط من القتل والتخريب بين أبناء الوطن الواحد .
الممارسات والشعارات التي نعيشها اليوم توحي بأننا ذاهبون الى ماض سحيق , لايقبله منطق ولا عقل .
ماذا يضير السوريين عندما يكون شعارا تتساوى فيه حياة وحرية المواطن مع سيادة الوطن والقانون ؟ 
17\7\2011

(112)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي