رجـــعت أغــاني زمـــان .... كريم الدين فاضل فطوم

زمان , وليس بالزمان البعيد , بل بالأمس القريب , كنا نردد الكثير من الأغاني والألحان بالهمس وبصوت منخفض بعد النظر والبحث خلف الجدران عن أذنٍ هنا ومخبر هناك , وكانت أمي تقول : برضاي عليك يا أبني وطي صوت اّلة التسجيل بكفي الي بالمعتقل.
وفجأةً وبدون أن نحسب أن للموت قيامة جديدة , وبعد أن غابت تلك الأغاني وغاب منشديها إما بالموت أو باليأس من أمةٍ استسلمت لجلاديها ...فجأةً أحرقت عربة البوعزيزي ومات حارقاً جسده في سيدي بو زيد معلناً انطلاق شرارة التغيير وثورة الحرية دون أن يدري , لتمتد النيران في جسم أمةٍ تريد صناعة ذاتها بحريةٍ لم تذقها منذ اّلاف السنين .
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
و: توت ...توت ...عا بيروت ....يابي خدني مشوار
و:عصفور طل من الشباك ..ألي يانونو ..خبيني عندك خبيني دخلك يانونو.....
و:القدس عروس عروبتكم ...يا والليل .......
و: فاليري جيسكاردستان والست بتاعو كمان ..
و:مصر يمه يابهية ...يم طرحة وكلابية ..الزمن شاب وانت شابه هو رايح وانت جية ....
و: هي ياسجاني ....هي ياعتم الزنزانه ...
و : طالعك ياعدوي طالع......من كل بيت وحارة وشارع....
و: أنا الشعب أنا الشعب ....لا أعرف المستحيلا ....ولا أرتضي بالخلود بديلا .....
هذه بعض العينات من الأغاني التي قُيدت وقَيدت مرددها في غياهب السجون , وكنا نتداول تسجيلها سراً , وكم كان فرحنا كبيراً في غنائها وترديدها .
تلك ليالي وأغاني زمان يا شيخ إمام ,ألا تتذكر يا أحمد فؤاد نجم ؟
لترتاح في تربتك ياشيخ , لقد أيقظت الأمة وأغانيها شعلة البوعزيزي من أقصى الغرب العربي لأقصى المشرق ,,,هذه الأمة لن تموت بين القضبان وما دمنا أحياء سنغنيكم جميعاً ولن ننساكم .......ياحيـــــــــــــــف أن ننساكم ياحيــــــــــــــــــــف .