حوار أم استشاره .. فارس عوض

الإقرار بالأزمة في سورية والخروج منها أصبح الشغل الشاغل لمختلف فئات الشعب وخاصة مثقفيه من كل التيارات والاتجاهات السياسية والدينية , وبعد مرور ما يقارب الشهور الثلاثة على تفجرها في الوقت الذي كان مستبعدا فيه قيام أي حركة احتجاج , إلا أن الوقائع العنيدة وضعت الشعب السوري وسلطته السياسية أمام سلسلة من الأسئلة التي باتت تحتاج إلى أجوبة من السلطة يطالب بها الشعب , ولذلك قرر السيد الرئيس تشكيل لجنة مهمتها الحوار مع أفراد وقوى وشخصيات من كافة أطياف الشعب السوري ومثقفيه وسياسييه المستبعدين في الفترات السابقة .


مبدية القبول بحوار وطني سياسي يجمعها مع أطراف المعارضة. وقد أخذت تروّج له إعلامياً أكثر من الاشتغال به أو عليه لدرجة أنها لم توضح صراحة ما الذي تقصده من الحوار.
اللجنة شكلت من السلطة ومن يدور في فلكها ( جبهة تقدمية وشخصيات مستقلة ) حسب ادعاء السلطة نفسها وبما أن التجربة الطويلة مع السلطة تقول لا مستقلون في سورية من خلال التجارب الانتخابية والنقابات فكل مستقل يدور في فلك السلطة ذاتها
من هنا يمكن التساؤل عن أي حوار ومع من وكيف يكون والى أي مدى زمني سيستمر ؟
هل ينتهي عمل لجنة الحوار مع الانتهاء من القضاء على العصابات المسلحة والتي انتشرت كالفطر على امتداد الوطن من قرى ومدن ؟

هل يقع على عاتق اللجنة إعادة الثقة بين المواطن والسلطة وكم تستغرق من الزمن للوصول لذلك ؟

فقط بمقدور السلطة الرد على الكثير من الأسئلة التي باتت تؤرق المواطنين حتى العاديين بإعادة الثقة التي انقطعت وتشوهت بفعل العمل العسكري الغير مبرر في الأيام الأولى من بدء الحراك , الذي تطور بسرعة لم تكن السلطة تتوقعه بفعل نومها على حرير المبادئ الوطنية الكبرى , والموقف منها لتصحو
على واقع اجتماعي وظهر داخلي مكشوف لا تستره الشعارات الوطنية الطنانة , بل داخل يحتاج الى حرية وكرامة وخلاص من سلطة أمنية مسئولة عن كل السلاح المنتشر بيد العصابات , التي أعطاها النظام نفسه تسميات مختلفة , وما نشاهده على الشاشات المحلية من اعترافات , بغض النظر أنها لا تقنع احد , وتفيد بأنها تشكلت من رحم الأحداث ذاتها , بغية الاعتداء على المواطنين بسرقتها السلاح من المراكز الأمنية , أو ما تملكه من بنادق صيد وما تيسر لها من صنع متفجرات محليه لم نشاهد مثلها منذ عشرات السنين , أو ربما تكون صناعة صهيونية متطورة .
إعادة الثقة تتطلب أولا وجود عدد من المعارضين الذين قضوا سنوات طويلة في السجون نتيجة مواقفهم السياسية والاقتصادية المعارضة ويشكلون رموزا يعرفها المجتمع في أي وزارة تريد البدء الفوري بالإصلاح

(100)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي