عندما كنا نقرأ تاريخ الحضارات أو تاريخ الاستعمار وحتى الثورات وبالأحرى تاريخ الإنسان على هذه الأرض كانت , تدغدغ مشاعرنا القوة والجبروت والانتصارات والسيوف التي تقطع الرؤوس وتجتث كيانات البشر ونيران جهنم الملتهمة للأخضر قبل اليابس , وكنا ننسى أو نتناسى حمامات الدم وضريبة المنتصر مقابل (الانتصار) وضريبة الذل والخنوع للمهزوم الضعيف الذي يسبح بمستنقعات دمائه , وكنا وما زلنا ننام بهدوء غريب نستسلم حالمين بيومٍ اّخر وكأن شيئاً لم يكن ؟ لم نتعلم المعنى معنى الدم ؟
كيف ننام على نار جهنم ؟ وكم مر من زمن الإنسان الذي يتلظى فيها ؟
إنها ثقافة الموت والقتل التي تتجشأ بها البشرية , مستخدمةً هذه المجموعات الابشرية المبرمجة والمعدة خصيصاً من خلال برامج شيطانية أنتجها العقل كي تدمر الإنسان (بالإنسان من أجل إنسان ) ,وكان نومنا يحلم في إنشاء عالم من الحرية والسلام والأمن والطمأنينة يضمن حقه في الحياة والرأي والعقيدة بدون فزعٍ وخوف وكما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في (10/ كانون أول/ 1948) بدون تمييزللجنس واللون أو اللغة والدين أو الرأي ودون تفرقة بين الرجال والنساء من مقدمته إلى اّخر مادةٍ من مواده الثلاثين .
كنا نحلم باستبدال ثقافة الإلغاء والإقصاء وتكميم الأفواه والرأي الواحد الأوحد والقرار من الأنا والاعتقال باسم الأحكام العرفية وحالة الطوارئ والمنع والتهجير القسري , ولمجرد الخلاف في الرأي التهم جاهزة بالتخوين والعمالة والارتباط بالمؤامرات الخارجية ( إذا لم يتهم بالإرهاب والانتماء لتنظيمات مارقة مرتبطة بالكيان الصهيوني ) , كنا نحن الشعوب نحلم باستبدال ثقافة الموت والقتل للأدمغة والنظر إلينا بأننا من فصيلة الأغنام لا يهمها سوى المرعى والتسمين لحين الوصول للمذبح .
أي أسياد أنتم ؟ وأي عبيد تريدون أن نكون ممهورين بخاتمكم ؟
ياسادة : نحن الشعب نُذكركم بكوننا الشعب , نمتلك كل السلطات التي تخولنا لامتلاك حريتنا وكرامتنا وإنسانيتنا مؤمنين بثقافة الحوار واحترام أي من للاّخر دون تهميش وبدون أي عنف مهما كانت درجته , رافضين ثقافة الدم والقبول القسري بالترهيب والتخويف بشكلها ومضمونها الفردي والجماعي , كلنا تحت مظلة القانون المرسوم بتوافقنا بحرية , لا دساتير ولا قوانين ولا تشريع ثابت , الكل متغير وتبقى إنسانية البشر وكل فرد مهما ( سما ) زائل حتماً والشعب بكل ألوانه ومعتقداته وأفكاره وانسجامه وعيشه الحر الكريم هو الباقي .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية