أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لعنة ال\" 500 سنة\" وذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ... محمد جمول

في كتاب بعنوان " لعنة ال500 سنة" يتحدث المؤلف عما فعله الأوروبيون أو العرق الأبيض، كما يسميهم، في الكرة الأرضية خلال خمسة قرون فيقول إن العرق الأبيض قبل هذه الفترة كان يشغل حوالي خمس الكرة الأرضية. لكنه واعتمادا على عدد من حروب الإبادة بعد نجاحه في استخدام الأسلحة النارية، تمكن من القضاء على شعوب قارات بكاملها ليتوسع ويستولي على أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية بشكل فعلي، وعلى معظم المساحة الباقية من خلال السيطرة على مقدراتها وثرواتها ومواردها الطبيعية.
منذ حسم الغرب سيطرته بامتلاك الأدوات العسكرية والعلمية المتطورة، وبعد انتصار الوجه الغربي المتوحش على وجهه الإنساني الحضاري الذي تمثل بمبادئ إنسانية حملها عصر التنوير، تحول الغرب إلى وحش لا يشبع من دماء وثروات الشعوب الفقيرة. لكنه استمر في استخدام المقولات الإنسانية ذاتها التي ظهرت في عصر التنوير لتبرير عمليات النهب والقتل والتدمير وإبادة شعوب بكاملها. ولذلك نلاحظ أن قارات بكاملها فقدت شعوبها الأصلية أو أغلبها، ومنها أستراليا وأمريكا الشمالية والجنوبية وكثير من الجزر في البحار.
في مراحل سابقة، عملت الدول الاستعمارية على احتلال بلدان العالم الفقير بحجة تحضير شعوبها وتمدينها. وبذلك عاشت هذه الشعوب عشرات السنين حروبا فيما بينها بتحريض من هذه البلدان أو حروبا ضد هؤلاء المستعمرين في حين كانت عمليات النهب متواصلة.
ومع انتهاء حقبة الاستعمار المباشر بكلفته العالية، تم الانتقال إلى مرحلة ربط هذه الدول بالمستعمر السابق عن طريق النخب الحاكمة التي تربّت على أيدي المستعمرين. ولكن حتى هذه المرحلة لم تضمن الاستقرار المطلوب الذي تريده هذه الدول الغربية. وهكذا وجدنا اختلافا كبيرا بين هذه الدول. فمنها من كان مواليا للغرب مرضيا عنه، ومنها من لم يكن كما يريد هذا الغرب. ولما كانت مقولة تمدين وتحضير شعوب العالم الأخرى فقدت قيمتها لما حملته من كوارث ومآس أدت إلى كشف حقيقة زيفها، كان لا بد من مقولات أخرى يمكن جعلها وسيلة للوصول إلى الهدف الأساسي وهو سيطرة الغرب وضمان رفاه شعوبه على حساب الشعوب الأخرى مع ملاحظة أن الهدف صار التمهيد للقضاء على هذه الشعوب، إما باستخدام أسلحة إبادة مثل اليورانيوم المنضب أو جعل هذه الشعوب تقتتل فيما بينها في حروب إبادة متبادلة بدعم وتسليح من الدول الغربية. وهكذا لا حظنا اهتماما غير عادي بالتنوع الإثني والعرقي في بلدان مثل منطقتنا مع بداية هذا القرن الذي أطلق عليه كثير من المفكرين الغربيين اسم" القرن الأمريكي". وصار هذا الغرب يعمل وكأنه ليس هناك حل سوى إقامة دولة مستقلة لكل مجموعة عرقية أو دينية في منطقتنا التي عاش أبناؤها آلاف السنين بسلام فيما بينهم.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت دائما ألد أعداء الديمقراطية في العالم الثالث حين تتعارض مع أبسط مصالحها، جعلت من الديمقراطية وحقوق الإنسان ذريعة للتدخل لضمان مصالحها. وهذا ما يقر به المفكر الأمريكي الكبير نعوم تشومسكي في كتابه " قمع الديمقراطية" إذ يقول إن الولايات المتحدة تعتبر أشد الطغاة ديمقراطياً إذا كان يخدم مصالحها، بينما تعتبر أشد الحكام ديمقراطية مستبداً إذا عارض مصالحها. ومن سخرية القدر أن دولة قامت بإبادة شعوب قارة بكاملها وعملت على مدى مائة سنة على دعم الدكتاتوريات والانقلابات العسكرية في كل أنحاء العالم تجعل من الديمقراطية وحقوق الإنسان شعارها الأول. ولكن بما أنها تمتلك مع بقية الدول الغربية أكبر آلة إعلامية، يمكنها الترويج لأي عمل تقوم به على أنه خدمة للحق والعدالة. وهكذا تمكنت من إقناع العالم لفترة طويلة بأن كل ما تقوم به إسرائيل من إبادة واحتلال هو حق وخير بالمطلق، وأن أي مقاومة لعدوانها يشكل عدوانا.

ومن هذا المنطلق تصور محاولات الشعب الفلسطيني القيام بمسيرات على حدود بلاده وطرح شعار" الشعب يريد العودة" على أنه إرهاب، بينما تعتبر نفسها حامية الشعوب التي ترفع شعارات مماثلة للمطالبة بأهداف داخلية عملا ديمقراطيا . ونحن نعرف أنها تحاول استخدام الشعار ذاته لتحقيق مصالحها وليس مصالح هذه الشعوب. ومن هنا كانت مواقفها مع وضد هذه الشعوب حسب التوافق مع مصالحها ومع حماية إسرائيل وليس لتحقيق أهداف هذه الشعوب.
وقد بات واضحا أن الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بات المدخل إلى تقسيم وضرب شعوب منطقتنا بشكل خاص. وهنا يجب التأكيد أن في هذا كلمة حق أريد بها باطل، وأن الديمقراطية والحرية وحماية حقوق الإنسان تبقى حقوقا مقدسة لكل الشعوب لا بد من تأمينها وبلوغها. ولكن ليس عن طريق تدمير الإنسان والأوطان. وهذا ما لمسناه في العراق وأفغانستان وليبيا التي بلغ حجم الدمار فيها خلال أقل من شهرين من التدخل الغربي بحدود تريليون دولار عدا عن القتل وتعطيل الحياة. ومن الواضح أن النية تتجه إلى التدخل في بلدان أخرى إذا لم يكن بالإمكان خلق حروب داخلية تحقق الأهداف ذاتها.

 وهذا ما يتحقق عن طريق أعداد كبيرة تقوم الدول الغربية بتدريبهم على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في مراكز أمريكية وإسرائيلية متخصصة قادرة على غسل الأدمغة لخلق جيل شبيه بمن أطلق عليهم " كتّاب المارينز" بعد احتلال العراق. فقد كان هؤلاء على درجة كبيرة من الحماس لتدمير مدينة بغداد حتى أن أحدهم قال إنه يطرب لسماع دوي القنابل والصواريخ التي كانت تسقط على بغداد أكثر مما يطرب لسماع السيمفونيات.
من يصدق أن الأمريكيين والإسرائيليين يحرصون على حريتنا وكرامتنا ونشر الديمقراطية في بلداننا، عليه أن يؤمن أن الثعالب يمكن أن تحرس الدجاج وأن الذئاب يمكن أن ترعى الغنم.

(104)    هل أعجبتك المقالة (95)

2011-06-13

لا في ناس بتصدق...rnلانو بدن الذئب يجي يقلن انا ذئب ليكو انيابي لحتى يصدقو ويمكن يقولولو لاء انت غنمة متنكرة بهيئة ذئبrnوبدن امريكا واسرائيل تصدر بيان انو هيي ضد حقوق الانسان وضد الديمقراطية rnلانو وقتها بيصدقو ويمكن ما يصدقو الله اعلم يمكن يحطولن اعذار..او يمكن هني من مبدأ الايد اللي ما فيك تعضها بوسها وادعي عليها بالكسر...كل شي واردrnمن قليلة الغرب مستعمرنا ..لانو وين بدو يلاقي هيك شعب ...كلمة بتاخدو وكلمة بتجيبو ...وممكن يدبح بعضو كرمال كلمة...rnانا ما عم احكي عن الشعب كلو بس عن نسبة مليحة منو بس هاي النسبة قادرة تخرب بلد...وتطلع ناس وتنزل ناسrnلاء وانا كنت مراهنة عالشعب السوري rnوانو الشعب السوري غير وشعب واعي وشعب حضاري..طلع فيه البركة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي