قراءة في رسالتي سعدات والبرغوثي الى مؤتمر بيت لحم .. راسم عبيدات

فلسطين الواقع السياسي الراهن ومتطلبات التغيير

...... خص القائدين الأسيرين احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية،ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح،مؤتمر فلسطين الواقع السياسي الراهن الذي عقدته لجنة مبادرة الدفاع عن الجولان وفلسطين في جامعة بيت لحم/ قاعة الدكتور المرحوم انطون صنصور يوم الجمعة 3/6/2011 برسالتين تعتبران على درجة عالية من الأهمية والقيمة والفائدة .
فمن خلال القراءة لتلك الرسالتين نجد أنها حوت الكثير من المعاني والمضامين العميقة والتي يستشعر فيها القائدين ثقل حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهما باعتبارهما جزء رئيسي من التركيبة القيادة للشعب الفلسطيني،وكذلك تستشعر أيضاً أن كلا القائدين لديهما ثقة وحتمية بانتصار شعبنا وتحقيقه لأهدافه وحقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة والدولة المستقلة،وأيضاً ركزا في رسالتيهما على الثورات العربية وانتصاراتها،فسعدات يقول"بأن بأننا أمام لحظة عربية مشرقة،عادت فيها الجماهير إلى الإمساك بزمام المبادرة وانتفضت لاستعادة كرامتها وحقوقها المسلوبة"،وكذلك القائد البرغوثي فهو يقول" أن الثورات العربية وانتصارها في تونس ومصر واستمرارها في العديد من الأقطار العربية الأخرى يضعنا أمام تحولات كبرى تلقي بظلالها على الواقع الفلسطيني"،ولم ينسى القائدين الإشادة بدور الحراك الشبابي الفلسطيني في الضغط على القادة الفلسطينيين من أجل إنهاء حالة الانقسام المدمرة،وكلاهما متفقين أن عملية السلام ولدت ميتة،وانه من الضروري كف الرهان على المفاوضات العبثية،التي أثبتت فشلها وعقمها،وأشارا إلى أن خطابي نتنياهو أمام الكنيست والكونغرس خير شاهد ودليل على عقم وفشل هذا الخيار،وكذلك خطاب اوباما الذي شكل انحيازاً صارخاً إلى جانب إسرائيل.
وعلى ضوء ذلك فهما يريان أن المخرج لذلك هو بالعمل على وضع اتفاق المصالحة الفلسطينية موضع التنفيذ،وبناء إستراتيجية سياسية وتنظيمية واجتماعية فلسطينية جديدة منبثقة عن حوار وطني شامل ينهي الارتهان للوعود الأمريكية والتزامات السلطة للمحتل،وأيضاً هناك تطابق في موقف القائدين بضرورة توجه السلطة إلى هيئة الأمم انتزاع العضوية لدولة فلسطين حتى لو استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو،والقائدان اللذان وحدهما النضال والكفاح والقيد والمعاناة،توحدهما الرؤية السياسية بأنه لا يمكن تحقيق أهداف شعبنا وصيانة حقوقه وثوابته،بدون إنجاز الوحدة الوطنية المستندة الى وثقة الأسرى- الوفاق الوطني- والتي حظيت بإجماع وطني شامل وغير مسبوق في تاريخ الحركة الوطنية والتي حدد الأهداف الوطنية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وممارسة حق العودة اللاجئين الفلسطينيين طبقاً للقرار الدولي 194 وتحرير جميع الأسرى والمعتقلين.
وأيضاً كلاهما يشدد على التمسك بالخيار الديمقراطي واعتماد الحوار كلغة وحيدة في حل الخلافات،وضرورة نبذت الخلافات والاحتراب الداخلي،وهناك تشديد على إطلاق واحترام الحريات العامة،حرية الرأي والتعبير وحرية المعتقد وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر،وأيضاً ضرورة أن يبنى النظام السياسي الفلسطيني على اسس ديمقراطية،وفي رسالتيهما تأكيد على وحدة شعبنا هدفاً ومصير ،حيث أشادا بالهبات الجماهيرية الواسعة التي جرت في الذكرى الثالثة والستين للنكبة وبالذات على الحدود السورية واللبنانية،وهما يريان فيها تاكيد على أن حق شعبنا في العودة لا يسقط لا بالإلغاء ولا بالتقادم،وهو حق فردي وجمعي وقانوني وتاريخي وشرعي كفلته قرارات الشرعية الدولية وبالذات القرار الأممي 194،وهذه الهبات أسقطت كل رهان القيادات الصهيونية،التي كانت تبني سياساتها واستراتيجياتها على أساس أن كبارنا يموتون وصغارنا ينسون،فهذه الحشود البشرية التي عبرت الحدود من الجولان ومارون الرأس،وسقط فيها العشرات من الشهداء وأصيب المئات،هي بمثابة الكابوس للكيان الصهيوني،وأنه رفضه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/1967،ستضعه أمام قرار 181 مجدداً،وهي أيضا" بروفا" لحشود مليونية قادمة لا محالة للتأكيد على حق شعبنا بالعودة إلى أرضه ودياره التي طرد وشرد منها.
وفي إطار بناء الإستراتيجية والرؤيا الفلسطينية الجديدة يشدد القائدان على أن الخطوة الأولى في ذلك،ضرورة أن تغادر قيادات وفصائل شعبنا طرائق ووسائل وأساليب العمل القديمة وترديد نفس الشعارات و"الكلشيهات"،وكذلك ضرورة التغيير في الذهنية والعقلية،فهناك الكثير من القيادات الفلسطينية التي شاخت وتكلست ولم تعد منتجة،بل تؤدي دورها ومهماتها برتابة ونمطية وتثاقل،فهناك تحولات وتطورات عاصفة تحدث في المنطقة عربياً وإقليميا ودولياً،وعلى القيادات والأحزاب الفلسطينية أن تلتقط مثل هذه المتغيرات والتطورات الحاصلة،وبما يخدم القضية الفلسطينية ومشروعنا الوطني، ويساعد على حدوث عملية تصحيح ولو جزئية في موازين القوى لصالح قضيتنا وحقوقنا.
كثيرة هي المعاني والمضامين التي حوتها الرسالتين،وهي تأكيد على أن هذين القائدين،رغم أن السجن يحتجز جسديهما وطاقاتهما،فهما مصران على التواصل والالتحام مع هموم شعبهما،وهذا ليس بالجديد على قائدين بحجم سعدات والبرغوثي،فهما اكتسبا صفة القيادة بفعل عقود من النضال والكفاح والمعاناة والتضحية،وهما ليسا من القيادات المصنعة والمبروزة إعلاميا،بل تعرفهما ميادين العمل ورفاقهما وأخوتهما في القواعد الحزبية،لم يبحثا عن النياشين والمناصب والمغانم والفضائيات،بل كان جل اهتمامهما منصب على كيفية تحقيق أهداف شعبهما في الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال،ومثلا حالات نضالية نموذجية في كل الساحات والميادين،في العمل والنضال والتحقيق والسجون والمواقف،ومثل هذين القائدين يستحقان من شعبنا وقياداتنا الوفاء لهما،فهما لا يبخلا على هذا الشعب في العطاء والتضحية،ولذلك يجب العمل على تنظيم أوسع فعاليات شعبية ورسمية من اجل العمل على تحريرهما من المعتقلات الإسرائيلية،وعلى السلطة الفلسطينية أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الجانب،فكلاهما نائبين في المجلس التشريعي،وكلاهما جرى اختطافه بطريقة القرصنة والعربدة من مناطق السلطة الفلسطينية،وسعدات جرى اختطافه من سجن السلطة الفلسطينية في أريحا بتواطؤ أمريكي- بريطاني.

القدس- فلسطين
6/6/2011
0524533879
Quds.45@gmail.com

(99)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي