أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

(حركه شباب 31 شباط) .. ايوب الغنيمات

 

كانت جدتي رحمها الله تعالى تقول (على حظ المسكينة سكرت المدينة)، وعلى هذا المنوال لم يكد حبر الدعوة التي وجهت للأردن للانضمام لمجلس التعاون الخليجي يجف، حتى سمعنا الرصاص الذي أطلقه بعض إعلاميي ومثقفي مشيخات الخليج العربي فلم يوفرونا لا بالقليل ولا بالكثير وتبارى القاصي والداني من كتابهم الذين لا يشق لهم غبار في تقطيع (فروتنا) وهو ما عكسته بعض الأقلام الخليجية في أعمدة الصحف المختلفة، وتباروا في تعليق المعلقات في رفضنا على (ستار) الفيس بوك وتويتر وكل المحطات الفضائية وما نجا منهم سوى محطة (سبيس تون) و(تلفزيون موريتانيا) التي كانت مغلقه حين ذاك.
ولكن احنا (حيطنا مش واطي) كما يقول مطربنا الشعبي عبر محطاتنا الاذاعية (صاحبة الفزعة)، فانبرى الزملاء الصحفيون في الرد على كل من تطاول بلسانه أو بقلمه في حقنا، فنحن نتقبل برحابة صدر الرأى والرأى الآخر، دون تجريح، فنحن مع الحوار الذي يساهم في رفعة العرب شرقا وغربا، ونتعشم أن تكون تلك الدعوة الخطوة الأولى كي يتطور هذا المجلس ويغدو جامعة عربية فعالة أفضل من (الجامعة العربية) سيئة السمعة والأداء رغم إدراكنا سلفا أن مجلس التعاون الخليجي ليس له من الانجازات الوحدوية خليجيا ما يذكر فلا يوجد (جيش خليجي) ولا (سفارات خليجية موحدة) ولا حتى (عملة خليجية موحدة) أو (إنتاج نفطي موحد)، لكننا ندرك أن ما يربطنا بالخليج هو العروبة والدين والتاريخ والأهم هو المصير المشترك.
 ربما أظهرت نتائج الاستطلاعات تشاؤما عند البعض منا من مشروع الانضمام، غير أن مشروع الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي لاقى ارتياحاً عند الأردنيين، فالخليجيون عموما معروف عنهم شطارتهم بالتجارة وفن الغوص والبحث عن كل نفيس وغال، ولم يقبلوا بالأردن أرضا وشعبا من اجل سواد عيوننا أو (زرقتها) بل إن هناك أمورا ساساتهم أدرى بها، ولا شك أننا –الأردنيين- أيضا لنا مصالح في ذلك الانضمام، ذاك أننا في الأردن أكثر شعوب الأرض حبا للوحدة، فنحن من رضع حليب الوحدة حتى اختلط بعظمنا واللحم، بدليل الاستطلاعات الكثيرة التي أجريت على عينات من الشعب الأردني ومنها استطلاعات امريكية، وما زلنا حتى الساعة نحلم بوطن عربي واحد موحد خال من عبارة (أهلا بالاشقاء العرب) أو (أهلا بكم في وطنكم الثاني) أو (الثالث عشر).
ربما على مضض أتقبل الأسباب التي يسوقها الخليجيون تبريرا لرفضهم الانضمام، وخصوصا خوفا من منافسة العمالة الأردنية المشهود لها، لكن ماذا عن موقف الخليجيات الأكثر غربة حيث أعربت النساء الخليجيات عن مخاوفهن من منافسه النساء الأردنيات لهن بحيث تتفاقم نسبة العنوسة عندهن، فالمعروف أن مخول الخليج (نسبة إلى الخال) بدا فارسيا ثم أصبح هنديا وزنجباريا ثم انتهى سوريا ولبنانيا فما هي المشكلة إن أصبح أردنيا؛ ألا يكون ذاك من باب تحسين النسل والنسب؟
كل هذه الأسباب دعتني لانشاء حركه احتجاجية تحمل اسم (شباب 31 شباط) والتي سوف تتبنى شعار (من طينة بلادك لطم خدادك) و(المال والسيلكون إلى زوال، ويبقى الزيت والزعتر) ضد انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي، وذلك خوفا على شبابنا من النساء الخليجيات والمحافظة على رصيدنا الوطني من الذكور.

(92)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي