أنهش قلبي وأعوي مثل ذئبة أكلت وليدها.. أوّاااه.. أواه يا ربي، ماذا فعلت كي تعذبني بأحبتي وتفجعني بخلاني.. أنا السوري أتدثّر بكوابيسي وأتبع موتي.. أقتلهم يقتلونني، أنا وإخوتي نقتل بعضنا ومن لا يقدر يرمي الآخر في جبّ القطيعة والنسيان.. ترى من أين تنبع كل هذه القسوة والرغبة بالتدمير الذاتي؟!
القومية قبلية، والوطنية تجارة، الدين كراهية، والعقل صراخ أجوف تتدفق منه خفافيش الليل.. ترى هل للذئاب رب تتبعه غير رائحة الدم ورغبة الافتراس؟
أوصال مقطعة وعيون مسمّلة ورؤوس مهشمة في مقاطع يعجز عنها هيتشكوك بكل خياله المريض.. آهٍ يا شعباً مريضاً بحمّى العصبية ، تسبحون في بركة الدمع وتغتسلون من دمكم بدماء غيركم.. قتلٌ يستدعي القتل وجنون يلتهم العقل.. أخوان اقتتلا حتى الموت فأيهم الشهيد من المجرم؟
إكبَر يا قاتلي، فهذا دمي مهر "قطام" من حمص إلى برّ الشام، ومعاوية لا زال يحارب عليّاً، وكلمة الحق تستخدم للباطل، وقمر صفين يضيء جموع الخائفين، ولا فجر للسراة في بيداء الألم وسراب الأمل طالما جمل عزرائيل حاديها وهاديها إلى يوم ينقرضون..
نصيحة:
السادة المتظاهرون: إذا أردتم حشر النظام في الزاوية فلا تولولوا أمام الشاشات عندما يرفسكم حماة الديار، لأنهم أسّ النظام وقوته منذ فجر الاستقلال إلى اليوم..
ـ السادة في السلطة: اتركوا للناس متنفساً إذا أردتم أن تأخذوا استراحة.
ـ السادة الذين لا في السلطة ولا المعارضة: هنيئاً لكم بعقلكم وبعد نظركم وحرصكم على وطنكم، فسورية أكبر من أن يمتلكها النظام أو يخطفها المتمردون..
قالوا: لتحقيق الديموقراطية لا بد من فصل الدين عن الدولة.. قلت: إذا كان المعارضون يرفعون شعار "الله حرية" ويخرجون من الجوامع برعاية أئمتها، والنظاميون يرفعون شعار "الله سوريا" ويستعينوا بعلماء الدين لترشيد المواطنين، فهذا يعني أن القوى السورية مازالت تربط مرجعيتها السياسية بالدين، وبالتالي فإن ما سنحصل عليه هو نفس ما كنا فيه، والتغيير يبقى في الأقنعة لا في الأنظمة...
تأكيد: ما يجمع بين طوائف الذئاب، جسد الفريسة وليس نور العدالة.. وخيرات الوطن هي فريسة المواطنين، ولكلٍ منهم بحجم اتساع عضته وعمق أسنانه...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية