أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تأبط سفرا..ليلى بوتبغة

مساء غير سعيد أبدا...
...كيف حالي?،مقسوم الظهر بفرط الوحدة و منهكة روحي بفرط اللامبالاة.
كيف حالي؟ مرقعة مثل ثوب البارحة لا ألوان فيه، يخترقه الرمادي ...البين بين... الحيرة أكلت خيوطه فأصبح نسيجا مرهقا.!

مساء غير سعيد أمسا..
التقيت أمس بالفتاة التي كبرت في بسرعة ، فاجأتني فقد شوهت ملامحها..و كانت غارقة في اللاشيء.
سألتها عني و عنها فما ردت..سألتها عن أولئك الذين سقطوا عمدا من قلبينا فأشاحت بوجهها عني فظهرت ندبة قبيحة على وجهها ..تقيأتني حتى السقوط.إذ ذكرتني بي يوم تعلقت بعربة السفر و سقطت و غطت دماء وجهي ساقيي، شربت الأرض دمي و لم يبق اثر مني إلا في القلب..و لم يلتف وراءه حتى يراني أصغر شيئا فشيئا حتى أختفي..

اللامساء..
تأبط حقيبة سفره و غادر فجأة جون قرار مسبق..أنهكه الحب..أنهكه الضعف.كان ذلك ذات مساء أصبح الآن لامساءا.
كانت حقيبته صغيرة الحجم لا تحوي إلا كتابا و إطار صورة فارغ مني و بعض الصدف جمعناه ذات صباح ..ذات ساعة عاشقة من على رمل البحر...كل شيء يترك أثرا..حتى البحر..إلاه..ذهب حاملا معه كل شيء حتى ضفيرتي.
العربة سوداء ..لم تحتمل الانتظار،لم تلتفت ..لم تبك ..لم تتنهد و لم تنطق كلمة وداع... ما أقبحها!..تشبه الطفلة التي تسكنني ذات الندبة القبيحة على الوجه .
غادرني ..حمل حقيبته و تركني..
تأبط سفرا...

كاتبة من المغرب
(90)    هل أعجبتك المقالة (87)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي