خبر من العيار الثقيل وقع على مسامعي وقع الحسام المهند، إن لم أقل إنه كرفتني من على البلكونة، أعدت القراءة للمرة الثانية للتأكد أن الموضوع مش مقلب أو كذبة نيسان وأن المقصود فعلا هم الأردنيون ما غيرهم (مش الإيرلنديين مثلا)، وطلبت من الولد أن يقرصني حتى أتأكد أني صاحي.
الخبر الهولندي -بالصلاة على النبي- يقول إن الأردنيين في المرتبة الثانية بعد دول الخليج التي تتصدرها الإمارات من حيث درجة الرضا عن الحياة وسنوات السعادة، بحسب مؤشر مبنى السعادة المبني على 22 شمعةً منها: الاستهلاك والمناخ الثقافي، والمناخ والتماسك الاجتماعي، والثروة، والحرب والقيم والتعليم والحكومة والصحة والجودة والجريمة والجغرافيا والسياسات العامة والمخاطر.
الخبر كله مش راكب على بعضه، فدول الخليج ستة دول (زي ما هو مكتوب في كتاب الثاني الإعدادي) يعني أحنا في المرتبة السابعة مش المرتبة الثانية هذا أولا، وثانيا وما دامت هولندا هي صاحبة التصنيف ما إلنا بعد هيك كلام.
يعني انو أحنا شعب مبسوط وسعيد على الآخر بس حنا مش عارفين عن حالنا وانطبق علينا المثل اللي بدري بدري واللي ما بدري بقول كف عدس طيب شو نوع هالسعادة، لأنه بالتأكيد هناك أنواع للسعادة لم نسمع بها أو نشاهدها من قبل، وبذلك انطبق علينا شروط السعادة لأنه مفيش عنا فقر و لا فساد ولا جرائم ولا حتى البطالة (وبالمناسبة شو يعني بطالة)، والإحباط والطفر وغلاء المعيشة وشح المياه وقلة الرواتب ما بنعرفهمش، أي أحنا يوم الرواتب قد ما بنوزع على الناس مصاري بروح على الدار والراتب زي ما هو من قد ما فيه بركة، ولا ما فيه عندنا ايدز ولا سكري ولا فشل كلوي ولا تلوث بيئي، و ما فيه عنا كل يومين بيلقوا ولد لقيط (وإذا لقوا ولد أكيد هي أمه رمته للسعادة اللي يرح شوفها في دور الأيتام)، وما فيش عنا قلق ولا اكتئاب ولا انتحار على دوار الداخلية (اصلنا ومفيش عنا -الداخلية إياها- بس عنا دوار اسمه دوار عبد الناصر)، وفيش عنا ناس بتنجن وبتنهبل وبتقتل بعضها من البورصات والمشاكل الاقتصادية والطفر (اصلنا فش عنا عصفوريات للمجانين واللي عنا مستشفيات الأمراض النفسية مثلها مستشفيات الرشح والولادة)، بس أكيد فيه عنا ناس بتجنن من الحلوة والغنى، أي الواحد منا من السعادة اللي عيشين فيها، بتحبش يطلع براة الدار، وإذا طلع برجع فورا من السعادة اللي بشوفها كل يوم مع مرته وأولاده ومش بسبب وجوه الناس المكشرين اللي في الشارع؟
يا أخوان لازم نعترف... الهولنديين جماعة بيفهموا وما حكوا ها الحكي من فراغ، بل بعد سنوات طويلة من البحث والدراسة، مشان يعرفوا سر الكشرة التي يتميز بها الأردني دون شعوب الأرض قاطبة وبعد هيك نشروا الدراسة، والله صحيح كشرتنا سر هيبتنا، وأصلا كشرتنا أحلى من ضحكة غيرنا وكشرتنا قناعنا الدائم وخبزنا اليومي مشان نحمي سعادتنا مشان ما حدا يحسدنا من أصحاب العيون الزرق، وخصوصا فيروز صاحبه أغنية (يا عاقد الحاجبين)، والله يديمها نعمة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية