صفحة جديدة على "الفيس بوك" تتهم البابا بالعمالة
وجه الكاتب والسيناريست حكم البابا نقداً لاذعاً لفنانين سوريين وطالبهم بدعم الشعب السوري في الحرية، وقال برسالة خطها على صفحته في "الفيس بوك": أطالبكم بالصمت، على الأقل إن لم تكن لديكم القدرة على مساندة الثورة، بدلاً من شتمها وتخوين أشخاص يواجهون الموت بصدور عارية.
وعنون البابا رسالته بــ"شعبكم يتظاهر ويموت من أجل الحرية"، وقال موجهًا الحديث لنجوم الفن "من العيب أن يكون حديثكم عن مؤامرة خارجية وعصابات مسلحة، وأنتم تعرفون أن المخابرات هي التي تعتقل وتعذب وتقتل..
وحكم البابا شاعر وصحافي وسيناريست من مواليد مدينة حماه السورية عام 1961، كتب خمسة مسلسلات تلفزيونية نالت شهرة كبيرة.
وانتقد البابا مواقف الفنانين دريد لحام وباسم ياخور، نضال سيجري، وتابع: "لا أعتب على أمثال هشام شربتجي ووائل رمضان وسلاف فواخرجي وسيف سبيعي وأمثالهم، فكلنا نعرف أنهم لايملكون شرفًا ليبيعوه، ولا أعتب على بشار إسماعيل وعلي الديك وزهير رمضان وأمثالهم فهؤلاء أقرب إلى الشبيحة منهم إلى الفنانين، ولا أعتب على أيمن زيدان وزهير عبدالكريم وأمثالهم، فهؤلاء معتادون على الانتقال من حذاء إلى حذاء لتقبيله، ولكني أعتب عليكم أنتم بالذات لأنكم لستم بحاجة لعطايا ومنح وهبات، ولأنكم تعرفون أن البلد أكبر من أي نظام ومن أي شخص، وأن مايحدث هو ثورة بكل معاني الثورة".
ودعا البابا فناني سوريا الكبار لقراءة كتب وموسوعات التاريخ، ليقرؤوا وليقارنوا، ويعرفوا: كيف اتهمت كل الثورات بالعمالة، ثم أصبح الانتساب إليها مفخرة، كما دعاهم لمقارنة مواقفهم المشرفة من ثورتي تونس ومصر، ومواقفهم المخجلة من ثورة شعبهم، واختتم رسالته التي وجهها للفنانين قائلا: ألم ترددوا بيت أبو القاسم الشابي عن الحرية، أم أنه حلال على تونس ومصر وحرام على سورية..
وطالب السيناريست السوري المعروف فناني بلاده بالصمت، على الأقل إن لم تكن لديهم القدرة على مساندة الثورة، بدلاً من شتمها وتخوين أشخاص يواجهون الموت بصدور عارية وبشجاعة منقطعة النظير وقال: أطالبكم من موقع الصديق أن تنظروا إلى مايحدث في سورية بضمائركم، فإن لم تستطيعوا ففكروا بعقولكم، فإن لم تستطيعوا فاصمتوا..".
يذكر أن مجهول أنشأ قبل أيام صفحة على "الفيس بوك" تتهم البابا بالعمالة، وأضاف صورة مشوهة للبابا، ولم يزد عدد مشتركيها عن اثنين.
نداء درعا
وكان عدد من الفنانين والمثقفين قد دعوا الحكومة السورية إلى "إيقاف الحظر الغذائي المفروض على درعا وقراها" لافتين في بيان إلى أن "الأطفال الأبرياء لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها".
وقال الكاتبة السورية ريما فليحان بحديث مع الجزيرة إنه وقع البيان حتى لحظة حديثها قرابة 300 مثقف وكاتب وفنان سوري، وأشارت إلى أنه تم إنشاء صفحة خاصة حول الموضع بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كما أبقي الباب مفتوحا أمام آخرين للتوقيع عليه.
وقال المثقفون والفنانون "نحن الموقعون أدناه على هذا النداء نطالب الحكومة السورية بإيقاف الحصار الغذائي المفروض على درعا وقراها منذ خمسة أيام، الذي أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة وأثّر سلباً على الأطفال الأبرياء الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها".
كما طالب بيان المثقفين بـ"دخول إمدادات غذائية من مواد تموينية وأدوية وأغذية أطفال وبإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمر" مضيفين "لا نريد لأطفال بلدنا أن يجوعوا أو يتعرضوا للأذى، نرجو الاستجابة بالسرعة الكلية فأطفال درعا جائعون ويحتاجون للأغذية والأدوية بشكل عاجل وطارئ".
مقاطعة شركات الإنتاج
وبعد نداء درعا أعلنت 22 شركة إنتاج فنية سورية رفضها الكامل للنداء واصفة إياه بأنه بيان سياسي مغلف بصيغة إنسانية يهدف بشكل مباشر إلى تشويه الحقائق والإساءة لسورية ودعت إلى مقاطعة الموقعين عليه لأن الوطن وأطفاله وكرامته وسلمه الأهلي فوق كل اعتبار.
ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن الشركات الموقعة في بيان لها: "إننا نعلن رفضنا لمحتوى هذا البيان كونه جاء على شاكلة ادعاءات شهود العيان والناشطين مجهولي الهوية الذين تمت فبركتهم في الدوائر الأجنبية المشبوهة".
وأضاف البيان أنه كان من الأجدى بموقعي النداء التأكد من الحالة التموينية في درعا من وزارة الاقتصاد والتجارة قبل اعتماد نداء صيغ في دوائر الفيسبوك الأمريكية المعروفة جيداً بعدائها السافر لوطننا الغالي بكل ما يمثل لذا نعلن مقاطعتنا للفنانين والمثقفين الذين وقعوه لأن الوطن وأطفاله وكرامته وسلمه الأهلي فوق كل اعتبار.
وأوضح البيان أن النداء امتلأ بالافتراء على درعا وأطفالها وشعبها وإنحاز بشكل فج لحملة السلاح الإرهابيين والقتلة والمخربين الذين ارتكبوا فظائع يندى لها جبين الإنسانية ومثلوا بجثامين الشهداء الطاهرين ضاربين عرض الحائط بقيم الأديان السماوية وحقوق الإنسان والكرامة البشرية ذاتها، كما خربوا بطريقهم حركة الاحتجاج السلمي، لافتين إلى أن الرصاص الذي يطلق على جيشنا البطل هو رصاص إسرائيلي بامتياز.
ويشار إلى أن الشركات الموقعة على هذا البيان هي: بانة للإنتاج الفني، نجدة أنزور، الهاني،. المسار الدولية، سورية الدولية، غراند، دانة، مجموعة شركات الشرق ولين للإنتاج الفني، عاج، حكيم، المسار، القلمون، بلاك تو، جيدا فيلم، غزال، المؤسسة العربية للإنتاج الفني، المدار، الفردوس، غولدن لاين، العنود، المركز الدولي، ميديا للصوتيات.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية