فراريج بين الحق والباطل .... كريم الدين فاضل فطوم

عندما تبحلق على الفراريج الحية والتي تنتظر من يشتهي أن تكون وجبته ( قلي , سلق, شوي ) فإنك وببساطة تطلب من بائعها أن يزنها لك أولاً بالكيلوغرام وثانياً بالعدد إذا كنت من أصحاب الدخل الغير محدود , وتصبح من نزلاء مشفى الأمراض العقلية عندما تطلب أن يزن لك الفروج فلان بن فلان, والدته فلانة وحاضنته فلانة ,وتربى في مزارع السيد فلان بن فلان , الحاصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة الفلانية ,وتصبح مسخرة ( مع الاعتذار ) عندما تطلب فروجاً من جماعة فلان من الفراريج صاحبة الفكر الفلاني والتاريخ الفلاني واللغة الفلانية , أو تطلب مثلاً فروجاً معارضاً للنظام واّخر من الموالاة , وأن تكون طريقة الذبح على تعاليم السيد بوذا , والنتف على طريقة كونفوشيوس , وأما الفج والتقطيع فعلى الطريقة الزرادشتية , وأن تجمع الفضلات ويصلى عليها بالهندية وتحرق ثم يذر رمادها في أحد المحيطات احتراماً للهندوس .
يقول قائل : لم كل هذا ؟ هو فروج للأكل والسلام ؟
نعم هو فروج مستنسخ من بيضٍ مستنسخ , لن تستطيع التمييز فيما بينه إلا بالوزن .
ويقول اّخر : ليس كل الفراريج متشابهة , فالمستورد غير مرغوب بينما الوطني أشهى وأدسم . وتختلف الاًراء وتتباين على فراريج أعدت خصيصاً للذبح .
تخيل قارئي المحترم لو تتوسع قليلاً قليلا .....إلى النعاج والأبقار وهكذا حتى تصل إلى بني جالدتك من البشر فكم ستتباين الاّراء والمفاهيم و لتصل إلى أن من يتشبس بالرأي الوحيد والأوحد , من الممكن أن يقنع الفراريج به ويقنع بائعها بقرار الذبح خادماً مطواعاً أما مليارات من العقول التي تقتحم التاريخ لها أشكالها وأسمائها واّرائها ومعتقداتها واّمالها وطموحاتها وحريتها وكبريائها ولن تقبل بأن تكون كالفراريج معدةً سلفاً للذبح ( بكل أشكاله وألوانه ) .
قال أحدهم : ( الفرق بين الحق والباطل , خمسة أصابع ....وهي بين الأذن والعين , إذا سمعت فهو باطل , وإذا رأيت فهو الحـــق )