تتصاعد سرعة الرياح ....تفتح أبواباً وتغلق نوافذ , تقتلع بيت الأفكار وصروح المعتقدات , تحطم كل البيوت الزجاجية وتكشف عري ساكنيها وخداعهم وزيفهم وضعفهم , أمام رياح تفجرت من الوهم والخديعة والزمن المنوم بلقمة تمتزج بالعرق والدم منشغلة بسيف الحياة القابع تارة على الرقاب وأخرى على الأمعاء الفارغة
إن الرياح تشتد والساكنون قمم الجبال مازالت الرؤية في أبصارهم معدومة يحسبون أنهم محصنون من اّثارها وجبروتها , يلاطفونها هنا ويحاولون إنشاء سدودهم هناك وللغرابة حيزاً يجيز كل الأسئلة (من ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ ) ....تنهض الاّراء وتتبعثر التحاليل , والغبار يعدم الرؤية ويلغي كل النظريات والمبادىء والقيم والأعراف والتململ للنقائص يبدو جلياً .
يعبر الزمن سريعاً , يتمخض حقداً في كل نهوض وسقوط ,يعمي فوق العماء جهلاً يطيح بالمعقول والغاية والهدف , تترنح من خلاله ما تبقى من اًمال وأحلام , حفرت بين أسطر الكلمات المعجونة بالدم , هي الرياح ,ذات الرياح في ذواتكم وأقلامكم ,في التاريخ المنسي والمدفون تحت كثبان من الفساد وطمأنينة الخوف وقشعريرة الرعب من الرقيب المتربص لحركات اللسان وإيماءات العيون وانجذاب الكفين مرغمة من هول الاوجود .
كان الفضاء يصدح باسم كل الجائعين والمقهورين والمظلومين والأنا لا وجود لها وتذوب في سبيل الكل , الكل المتجانس من جهة, والمختلف بالفكر والرأي والمنهج من جهة أخرى , وكانت الرياح موجودةً , لكننا .... لم ندرك الزمن ولم نكتشف اتجاهها ولحظة هبوبها .........ما العمل ؟؟؟؟؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية