تولد الحياة من الظلام حباً أوكرهاً , لكنها تولد لتتحسس المعرفة
للأشياء, هي المحيط والمحيط هي , بدون فاعل تستنشق الهواء وبدون رقيب تبحث عن الماء والغذاء , لتكبر الحياة وتتقدم لتنشيء
المأوى , لتستقر وتستأنس لمرابعٍ تسميها وطناً , يتأصل فيها لتكون معه كلاً لا ينفصل , تتجذر لتخلق عشقاً يرغمها على الموت من أجله .
إنها الحياة المنبثقة من الوطن ,والوطن المعجون من استقرارها وبقائها ,هي لا معنى لها بدونه , والوطن يبقى وهي تخلد للموت بعد توالدها وبعد البقاء لإبداعاتها ......إنها الحياة .....وإنه الوطن.
هي عنوانها العمل والخلق والتوالد وصنع التاريخ والحضارة ,وهو الكون الواسع أرضاً وفضاءً , ينحني أمامها لمتغيراتها ومعجزاتها, ويبقى العقل المبدع الوحيد لكل أحلامها واّمالها في إيجاد السبل من أجل راحتها وازدهارها , كيف لا وهي تمتلك مخزوناً لا نهاية له من التفكير والإبداع .
إذاً: هي الحياة والحياة الحرة بالتأكيد التي تحطم كل القيود والعوائق المعرقلة لصيرورتها والواهمون وضعاف البصيرة هم من يحاولون الوقوف بطريقها ومهما استطاعوا من محاولات لقمعها وتقييدها وتنويمها أوتدميرها متخيلين أنها ستقبل بضعفهم وجشعهم وأمراضهم ونزواتهم وكل الخدع والممارسات التي تطيل من أعمارهم وكأنهم لا يدركون أوفقدوا الإدراك بأنهم لايشكلون منها إلا نقطة سوداء في عظمتها ,تعطيها زخماً وقوة لتكسير أقفاصهم والخروج لفضاء حر تمتطيه من جديد تذكيه بأجمل صور التضحيات والقرابين , كأنها العصافير المغردة بأجمل ألحان
التحرر والحرية من الصيادين وأقفاص العصافير .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية