أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخريجون .... ظلم والام ومعاناة..عزام الحملاوى

بعد انتهاء مرحلة المعاناة الطويلة للطالب من السهر والكد والاجتهاد من اجل النجاح فى الدراسة والتخرج, وبعد الحرمان والآلام والجوع من اجل تغطية مصاريف الدراسة, تأتى مرحله جديدة من المعاناة والعذاب لما بعد التخرج وهى مرحلة البحث عن وظيفة, حيث يفاجئ الخريجون بمشكله ازدياد عددهم الذي يصل إلى أكثر من 5000 طالب سنويا من جامعات غزة فقط من مختلف التخصصات, وبدلا من ان يشارك هؤلاء الخريجين بإبداعاتهم وعلمهم فى يناء وطنهم وتنميته, تبدأ معاناتهم فى البحث عن وظيفة تلبى لهم طموحاتهم وآمالهم فى الحياة0

ومن المفترض ان ينخرط هؤلاء الخريجين فى سوق العمل لدعمه بعناصر شابه قادرة على البناء والتطوير مزودة بخبرات علمية ومهنية تستجيب لمتطلبات العمل والتنمية, ولكن مانراه هو العكس حيث ازداد عدد الخريجين ووصل إلى عشرات الآلاف من مختلف التخصصات وجميعهم عاطلين وبلا عمل0لقد وجد الخريج نفسه وحيدا دون مساندة من حكومته التى يقع على كاهلها توفير فرص العمل له, مما دفعه لطرق أبواب الشركات والمؤسسات والمحال التجارية, لأنه أصبح تائها يريد عملا حتى ولو خارج تخصصه, وربما هذا العمل لايحتاج إلى شهادة ويحتاج فقط إلى صورة الهوية ليلتحق بدورة بطالة مثل تنظيف الشوارع ,أو بيع السجائر, أو العمل فى احد الأنفاق, أو تجميع الحصمه وتعريض حياته للموت ,وهكذا أصبح الخريجون ضائعين يبحثون عن وظيفة فى دورة عمل مؤقتة ومهينه لاتتناسب ومؤهله العلمي باجر مخز بعد أن يأس من إيجاد وظيفة تلبى له طموحاته0

ويلعب العدو الاسرائيلى دورا أساسيا فى هذه ألازمه بسبب الحصار الذي يفرضه على غزة وسيطرته على المعابر وتحكمه فى الاقتصاد الفلسطينى, مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين, وأصبحت الوظيفة عمله نادرة غير متوفرة إلا من خلال واسطة سواء فى الحكومة أو احد المؤسسات التى أصبحت تطلب شهادة خبرة من الخريجين, فمن أين سياتى هذا الخريج بهذه الشهادة وهو عاطل عن العمل؟؟ لقد أصبح من الضروري ان تنهي المؤسسات شرط سنوات الخبرة لأنه من غير العدل ان تطالب به ,وتضعه من ضمن شروطها المجحفة, وفى النهاية تجد أن الحاصل على الوظيفة قريب أو معرفة لهذا المسئول أوذاك, وتكون قدراته اقل بكثير من قدرات الآخرين0ويجب ألا ننسى ان الانقسام لعب دورا أساسيا فى تضخم مشكلة البطالة, وقضى على أمال وطموحات الخريجين نهائيا, وأصبح هم الخريجين الوحيد ان ينتهي الانقسام لعل مشكلتهم ايضا تنتهي بانتهائه0

لقد أدت هذه الأوضاع الصعبة بالخريجين بان يعيشوا حياة مأساويه على كافة الصعد مما سبب لهم ألاما نفسيه كثيرة, فمنهم من توجه لتعاطي الاترمال لشعورهم بالضيق والقلق والاضطراب والفراغ, ومنهم من أصبح يفكر جديا بالسفر والهجرة خارج الوطن للعثور على فرصة عمل ليتخلصوا من معاناتهم النفسية, وليهربوا من جحيم ظروفهم ألاقتصاديه وبناء مستقبلهم, وهذا ماخطط له العدو الاسرائيلى لتفريغ القطاع, وهروب الكوادر المهنية القادرة على البناء والتنمية وكسر صمود الشعب0أن مسئولية حل مشكلة الخريجين وتوفير فرص عمل لهم لا تتوقف على المؤسسات والقطاع الخاص فقط بل تعتمد ايضا على الحكومة, وذلك بوضع استراتيجيه والية عمل وجلب الاستثمارات وإنشاء المشاريع لحل هذه المشكلة التي تؤرق المجتمع, حيث أصبحت الوظيفة من أولويات الخريجين لبناء مستقبلهم, وعملت على تراجع اهتمامهم بقضيتهم المركزية ومشروعهم الوطني,لذلك على المسئولين الانتباه لهذا الخطر والعمل على استيعابهم فى عملية البناء والتنمية وهذا لن يتم إلا بإنهاء الانقسام الحصار0
ان شبابنا الخريجين أصحاب الحقوق المهضومة هم شريحة هامه من شرائح الشعب الفلسطينى, الذين تعتمد عليهم فلسطين لأنهم العنصر الاساسى من عناصر البناء والتنمية, وهم الشريحة الأهم للوطن وأصحاب الفضل دائما فى التطور والنمو, وهم الأولى بالرعاية والاهتمام من خلال الخطط والاستراتيجيه الاقتصادية المتطورة, للاستفادة من جهودهم وقدراتهم فى بناء الوطن لعطائهم الغير محدود, ودورهم الحيوي في بناء المجتمع الذي يعبر عن حضارة الشعب وثقافته ,فهل هناك من سينظر بعين الرحمة والانسانيه إلى هؤلاء الشباب وحقوقهم ,ويعمل على حل مشكلتهم؟؟؟؟؟؟؟؟


(100)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي