أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أرفض أن أكون " إنسانا" إن كان المناع والمالح سيدافعان عني .. محمد جمول

ليس لدي مانع أن أسير على أربع قوائم وأسقِط عن نفسي لقب إنسان إن كان أمثال المناضل هيثم المناع وهيثم المالح هم الذين يدافعون عن الإنسان. فأي إنسان هذا الذي سيدافع عنه رجل مثل المناع يحترف التحريض والإثارة على قنوات فضائية بات واضحا أنها لا تريد سوى رؤية بلد مثل سوريا يحترق بنار الفتنة. وخصوصا بعدما اعترف أنه تلقى ثلاثة عروض بنقل الأسلحة إلى أهالي درعا، وأقر أنه أرسل معدات أخرى. وكيف لنا أن نصدق أنه رفض فعلا نقل الأسلحة. ألا تعني هذه العروض أن هناك من يحاول قتل السوريين بأيدي السوريين؟ وهل أهلنا واحبتنا في درعا بحاجة إلى الأسلحة أم إلى الكلمة التي تهدئ من غضبهم المحق وتجنبنا دفع مزيد من الدم والشهداء؟ هل يعرف الدكتور الحقوقي المدافع عن حقوق" إنسانه" أن من واجبه أن يحفظ حياة الإنسان، وأن يدعو إلى العقلانية والتهدئة التي تجعل الجميع يلجأون إلى الحوار في ظل وطن واحد وعلى أرض واحدة، بدلا من هذه النبرة المحرضة؟

أما السيد هيثم المالح، فقد انتظرنا منه أن يقول كلمة تتناسب مع عمره وشيخوخته التي يجب أن تحمل دعوة تقرب الناس من بعض بدلا من الاستمرار في تكرار حكايته ذاتها التي يصر من خلالها على إنكار وجود أية إيجابية. فبعد دقائق من إعلان الإصلاحات التي تم إقرارها وضمن مواعيد زمنية محددة، وجدناه واقفا عند لحظة ماضية من التاريخ لا يريد أن يفارقها، ولا يريد أن يخطو خطوة بعدها، ولا يريد رؤية أشياء موجودة أمام عينيه وعيني كل البشر. فقد تحول إلى " حكواتي" على قنوات فضائية بعينها، وهو يكرر الكلمات ذاتها وكأن شيئا لم يتغير أبدا. وكأن أحدا لم يطرح إصلاحات محددة بمواعيد زمنية. وكأن سوريا لم تصبح على أعتاب مرحلة نلمس فيها احتمال حرب واضطرابات قد توصلنا إلى ما وصله العراق وليبيا وأفغانستان. فهل أدرك المالح وأمثاله أن الشعب السوري لا يريد "الفوضى البناءة" الصهيونية النسب والهدف، وان من واجبهم الإنساني والوطني أن يقولولوا كلمة حق تحقن الدماء وتحفظ الأرواح من الإزهاق في الفتنة التي يمكن لمواقفهم أن تشجع عليها؟

نحن نقدر أن المالح خرج من السجن، وقد يكون مظلوما، ونرفض أن يكون هناك أي سجين رأي في بلادنا. ولكن المطالبة بالحقوق شيء، وطلب الثأر شيء آخر. ويبدو أن المالح والمناع لا يريدان ان يلاحظا أن الناس في سورية لم يسارعوا إلى حمل لواء الفتنة، وإنما فضلوا انتظار الإصلاحات التي تم تحديد سقف زمني لها حبا بالابتعاد عن الحريق الذي يعد له أعداء الوطن.
ونرجو عدم اللجوء إلى قمعنا بزجرنا ومنعنا من ذكر كلمة "المؤامرة"، واتهامنا بالتخلف لمجرد القول إن هناك مؤامرة. فهذه هي الحيلة التي يستخدمها الغرب والصهيونية، بشكل فيه قدر كبير من التعالي والخبث، لمنعنا من التفكير بكل ما يكيدونه لنا. وهذا لا يعني بأي شكل أننا لا نساهم في خلق الأجواء التي تجعل مؤامراتهم ناجحة وتجعلنا ضحايا لها. وهذا واقع تخلقه الأنظمة الفاسدة والمظالم التي تعاني منها الشعوب. ولكن المطلوب ليس الإنسياق الأعمى وراء رغباتنا، وإنما الدعوة إلى حلول تلبي مطالب الأغلبية وتحفظ الأمن والاستقرار لبلادنا.

أليس من حقنا أن نتساءل عن هذه "المصادفة" العجيبة التي تجمع كلا من المالح والمناع و"الداعية" القرضاوي مع الصهاينة إليوت أبرامز وجوزيف ليبرمان وجون ماكين؟ من المؤكد أن الجميع ليسوا سواء، ولكن يجب أن تكون وسيلة الوصول إلى الأهداف مختلفة بين الصهاينة وغيرهم. فهناك من يريد تدمير سورية بحجة الإصلاح، وهناك من يريد الإصلاح للاستمرار ببناء سورية وزيادة قوتها ومنعتها من أجل تحصين مواطنيها بمزيد من الحريات والكرامة. وهذا ما كنا نريد أن يكون واضحا عند " حكواتية" القنوات الفضائية التي لم نعد بحاجة إلى من يثبت لنا أن الحقيقة والموضوعية والصدق هي ما تسعى بكل جهدها لقتلها. كان عليهم أن يقولوا كلمة حق تعترف بما هو موجود على أرض الواقع مع الإصرار على تحقيق المطالب المحقة الأخرى التي نريد تحقيقها بالتأكيد من دون أن نخسر مزيدا من الشهداء في درعا واللاذقية وغيرهما.

(88)    هل أعجبتك المقالة (89)

مازن كم الماز

2011-04-09

أنا شخصيا لن أتنازل عن إنسانيتي تحت أي ظرف من الظروف و لن أجمد عقلي أو لساني تحت أي ظرف من الظروف , و لا احتاج لمن يدافع عني , و إن كان هذا ضروريا فليكن جميعنا , نحن جميعا , ندافع عن بعضنا البعض , ما زلت لا أتخيل سبب يدفع أي شخص ليهاجمني إلا أن يسلبني إنسانيتي و هيك منرجع للنقطة الأولى من جديد.


محمد

2011-04-09

هذا هو الصوت الإنساني الصحيح. علينا جميعا أن ندافع عن بعض بدل أن نخاف من بعض. وليس مطلوبا أن يتنازل أحد عن إنسانيته التي تزداد كمالا بإنسانية الآخر.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي