أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ثوار بغطاء غربي ونيران أمريكية ... سامي الأخرس


استهجن ذلك المنطق الذي يتحدث به البعض من شراذم الفكر والتحليل السياسي الذي يصرخون وينعقون كالبوم في ليل ظالم بمباركة التدخل الأمريكي في ليبيا، وخلق المبررات اللامتناهية لهذا التدخل واختلاق المبررات التي تتناسب وتفكيرهم، ونظراتهم الصبيانية المغلفة بالفهم الملتوى المتآمر على هذه البقعة الطاهرة من العالم ألا وهي الأمة العربية، بالرغم من محاولة البعض من هذه الشراذم من إعادة قراءة التاريخ لنا، ليثبتوا إنهم يعلمون من التاريخ ما يمكنهم من الحديث وطرح أنفسهم كأصحاب رؤى سياسية مستقبلية، وهذا التاريخ الذي يستعرضون به عضلاتهم الفكرية يبدو إنه لم يقلبوا صفحاته أو لم يروا صفحاته السوداء التي اقتحم بها الاستعمار الغربي الأرض العربية وقسمها تحت مبررات أن الشعوب العربية غير مؤهلة لقيادة نفسها، فابتكروا لنا ما يسمى بالإنتداب والوصاية الذي هدف لإعادة تأهيل العرب لقيادة أنفسهم، وفعلاً استطاعوا تأهيل البلدان العربية لأن تبقى خاضعة ومستنزفة لمدة قرن كامل أو أقل قليلاً، ولا زلنا نعيش تحت رحى الطاحونة الإنتدابية الاستعمارية التي فرضت علينا عنوة ودون إرادتنا.
وها هي عقارب الساعة تعود من جديد وأصبحنا بفضل هؤلاء الشراذم أصحاب الجعجعة الفكرية نبارك التدخل الاستعماري بأوطاننا العربية تحت مسمى الحماية والديمقراطية، فيخال لك أن هؤلاء لم يصبهم الدوران العقلي والبلاهة الفكرية، بل أصابهم العمى الوطني وأصبحوا يتخبطوا في مسهم لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، ويريدون منا أن نقنع بما هم عليه من جهل وغباء، ونبارك التدخل الاستعماري في ليبيا، فتارة يتهمونا بمساندة القذافي عندما يفلسون في رؤيتهم، وأخرى يتهمونا بإننا مستفيدون من أنظمة الفساد العربية، ويتخبطون هنا وهناك، بل ويدعون الوطنية والثورية وهم منها براء، فكل من يبارك ويوافق على التدخل الاستعماري في أي بقعة عربية هم صوت ناعق لا يدرك شيئاً بالوطنية أو الثورية أو حتى الإسلام الذي يتسلقون عاطفتة.
موقفنا من التدخل الاستعماري لا يعني بأي حال مساندتنا للقذافي أو لنظامة أو لأي نظام عربي مهما كان، فنحن أكثر المتضررين شخصياً ووطنياً من هذه الأنظمة الرثة البالية التي سقطت منذ زمن طويل في الخيانة والرذيلة، ورغم ذلك فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الموافقة أو تبرير تدخل الاستعمار الأمريكي والغربي بشؤون أوطاننا، بل إن أي ثورة تستعين بالشيطان حسب وصف أحد المبررين للتدخل فإنها ثورة شيطانية ممزوجة بروح الشيطان، وعليه فإن ممارستها ستكون شيطانية لا تختلف عن ممارسات النظام القائم، بل ستكون ثورة مُدينة للشيطان برد الجميل، كما هو الحال بالعراق الذي يربض تحت جناح الاستعمار الأمريكي الاحتلالي من باب رد الجميل للولايات المتحدة صاحبة تحرير العراق وتسلق هؤلاء على ظهر الدبابة الأمريكية للحكم في المنطقة الخضراء، أم هو حلال لثوار ليبيا أن يعتلوا ظهور الطائرات الأمريكية الغربية، حرام على غيرهم؟
الحالة العربية هذه وصوت أولئك الشاذون فكرياً منح صك الخيانة والتآمر لعشر أجيال قادمة ستجد في طلب الاحتلال الغربي والأمريكي وسيلة لحل الأزمات سريعاً أي بما يعني أن هذه الأمة ستربض تحت نير التخلف والاستنزاف أجيال وأجيال قادمة باسم التحرر والديمقراطية.
فها هم ثوار ليبيا يزحفون نحو المدن الليبية تحت غطاء الطيران الغربي والأمريكي، فماذا سيكافؤا أمريكا والغرب بعدما يتحقق النصر أو كما يسمى الإنتصار؟

27-3-2011م


(110)    هل أعجبتك المقالة (95)

zoulikha

2011-04-09

اما شبعنا احباطا؟ يؤلمنا ان نرى الطائرات الفرنسية والأمريكية تشن الهجمات على اختنا ليبيا ومنشاتها الاقتصادية ومؤسساتها الاجتماعية... وكان من واجبنا ألا نختار بين الماساتين, الاكثر شرا ، ان كلا الاختيارين خزي وعار عظيم على هذه الامة التي تمتلك الاموال الطائلة و80مليارا دولارا من الاسلحة الفتاكة ولا نعرف لماذا تدخرها؟أ لتضرب بعضها البعض؟ اذا لم نجد هذه الاسلحة في مثل هذه الساعة ، ساعة ( الدنكيشوتية ) التي يعتقد فيها بعض الحكام انهم يحاربون أعداء لهم وهم يحاربون ابناء جلدتهم والعدو الحقيقى ماكث امامهم...فمتى نجدهذه الاسلحة ياترى؟ والأكثر خزيا هو خيبة هذه الامة العربية الاسلامية – وأفضل ان اقول هذه الدويلات- وفشلها حيث تأسس مجلسها في سنة 1945 – طبعا اسسته لهم انجلترا لأنهم عاجزون كثر الله عددهم وقلل خصالهم - والى حد الان لم تستطع هذه الجامعة نش ذبابة عن انوفنا في حين تأسست الوحدة الاوربية بعدها بسنين وها هي اليوم تزلزل اراضينا بأمنها القومي وجيشهاالموحد وعملتها الموحدة وفتح حدودها لأبناء جلدتها وسوقها المشترك... اما جامعتنا العربية اصبحت شبه ديكور لا اكثر ولها الوجه العنيد وتستنجد بالغرباء على اخوتها ولا حول لها ولا قوة لتصلح بين اخوتها. اللهم صبرك يا رب... ولا ننسي أن الذاكرة العربية مليئة بالشواهد على أن الدول الغربية على مدار تاريخها معنا ، منذ الحروب الصليبية الى قمع ثورات الجزائر الى العراق.... ، لم تضمر لنا خيرا يوما ما. ولا تحسبن ان ما تفعله في ليبيا من اجل عيون الليبيين فكل شيء له ثمنه نحن نعيش في عصر البرجماتية المتوحشة ، لا شيء بدون مقابل، وكل طلعة لطائرة ثمنها 120 مليونا دولارا يعنى كل شيء خطط له وكل طلعة تسدد ثغرة من ثغراتهم وأزماتهم الاقتصادية التي يعانون منها ولا ننسى الاطماع في موارد لبيا .بالامس السودان و اليوم ليبيا وغدا سوريا واليمن.....واللائحة طويلة، ولسوء الحظ لم يقع هذا في غير البلدان العربية والإسلامية، والله من على الغرب بتسديد ازماته الاقتصادية! والغريب في امر اصحاب الجامعة العربية انهم دائما متفقون على ألا يتفقوا، ولحسن حظ اصحاب الازمات الاقتصادية اتفقوا هذه المرة على ان يتفقوا... ألا تضحكك وتبكيك هذه المهازل؟ بذمتكم لماذا نبذر الاموال العربية على مجلس امة فارغ من محتواه! ، ليس لأنه لم يفعل شيئا للعرب فقط، بل هو عبارة عن ديكورات وشعارات وتبذير وخطب لا تشبع من جوع؟ وأخيرا فاجأنا هذا المجلس بضعفه وعدم تأهيله للمهمات العربية الصعبة بل وباستنجاده بالغريب على اخوته! انا امرأة ومع ذلك خجلت في مكانهم وأكاد اقول ليتنى كنت ترابا. zoulikha.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي