ثلاثون عاما أو حتى 42 عاما من التلقين والتطويع والحكم (الأبوي) لم تشفع، وعشرات القصص الخرافية عن (أمنا الغولة) و(ريا وسكينة) لم تعد تجعل العيال ينامون من الخوف والرهبة مثل كل مرة.
هكذا كان واقع الحال في مصر وهذا واقع ليبيا اليوم، لكن ما عاد الكلام يجدي ولم تعد للبيانات الرئاسية هيبتها بعدما عفا عليها الزمن، وأدركت (العيال) أهمية أن يكون لهم بيوت آمنة وأعمال مستقرة وحياة تليق بهم كبشر، فانتفضوا بعدما بلغوا مرحلة النضوج التام أو الموت الزؤام ولم تعد عبارات (وأنا مالي) و(ما يخصنيش) لها مكان لها في وجدان الشباب الطامح لتذوق طعم الحرية.
نعم في مصر فلول النظام (السابق) أصرت على استغباء الشعب وربما استحماره (نسبة إلى الحمار) غير أن الشمس لا تحجب بغربال، ففي زمن الانترنت والجوال والفيس بوك وتويتر، ولى زمن التلفزيون ذي التوجه الواحد، والعبارات الجوفاء من قبيل (المندسين) و(المدفوعين من الخارج) أو (المغرر بهم) أو (ذي الأجندة الخارجية) لم تعد تنطلي تلك العبارات التافهة على الفلاح قبل العامل أو العاطل عن العمل عندما شاهد عبر قناة الجزيرة كيف تحول الشرطي إلى (بلطجي) أو طيار يهاجم المتظاهرين.
نعم العيال كبرت، وتحرر المارد المصري، واستيقظ أولاد المختار في بنغازي وفشلت كل استخبارات الدنيا وخصوصا الأمريكية والصهاينة في توقع ما حدث ويحدث الآن وما سوف يحدث مستقبلا.
إن زمان الشعوب قد أتى ومضى إلى غير رجعة عهد الأخ الدكتاتور الأكبر صاحب النظريات الغبية، وعهد الأب المتسلط الذي سرق البلاد والعباد. ولا شك إنها غمّة وستنزاح قريبا فالعيال كبرت.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية