لا، ليس من باب الخطأ أو عدم المعرفة أو الأخطاء المطبعية، بل عن قصد وترصد ما يقوم به موقع الخرائط الشهير Google Maps؛ فعند البحث في الموقع المذكور عن البتراء المدنية الاردنية الرابضه في احضان الجنوب وتحديد موقعها الجغرافي تظهر خارطة تبين المواقع الأثرية في "إسرائيل" والأردن معا من دون توضيح أن البتراء ارض أردنية، بل تظهر كلمة "إسرائيل" مباشرة على الخريطة؟
وقد نقلت لنا الأخبار أن مفوضية سلطة إقليم البتراء خولت الجهات المختصة الاتصال مباشرة مع القائمين على موقع خرائط غوغل بعد ورود معلومات مفادها أن هذا الموقع يقوم بإعطاء نتائج مغلوطة للباحثين عن موقع البتراء، إذ يتم إيصالهم الكترونيا إلى مناطق داخل "إسرائيل" لتصحيح تلك المعلومات التي تخلط بين المواقع الأثرية في كل من الأردن و"إسرائيل".
حقيقة الأمر -وليس من وجهة نظر Google Maps فحسب- من وجهة عشرات الملايين حول العالم وأرقى جامعات الدنيا التي ترى أن البتراء أثر يهودي خالص ولا علاقة واضحة لها بالعرب، ويكفي أن تحرك محرك البحث باللغات الأخرى –طبعا غير العربية- فتجد أن ما تقدمة غوغل إنما هو ما يؤمن به عشرات الملايين من زبائنها، وهو ما تدرسه "إسرائيل" في مدارسها ومعاهدها. فمن وجهة النظر اليهودية والمسيحية المتصهينة ووفقا لرواية الكتاب المقدس فقد بنيت البتراء في مملكه أدوم قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة على يد "عيسو" شقيق يعقوب التوأم الذي أصبح اسمه "إسرائيل". وأيضا وفق رواية الكتاب المقدس فقد خاطب الله موسى في جبالها وفي مكان ما منها يختبئ الصندوق (تابوت العهد) الذي يحتوي بعض ما ترك موسى وفيها يرقد جسد هارون، وفي البتراء توجد عيون الماء المقدسة (عيون موسى) والتي تفجرت بعدما ضرب نبي الله موسى الصخر كي يسقى قبائل اليهود الاثنى عشر الذين تاهوا في البرية أربعين سنة.
والبتراء أيضا هي المكان اليهودي المقدس الذي سوف تجرى الأحداث الاخيرة من النبوءات التوراتية في القادم من الزمان، حيث إن نبوءات أنبياء اليهود تقول إن المدينة المهجورة سوف تكون الملجأ الأخير لشعب "إسرائيل" حيث سيعيش فيها ما يقارب من 144000 من اليهود هروبا من المحنة الكبرى (Armageddon) حيث سوف تتكفل الكهوف وعيون الماء بمعيشة الشعب المختار حتى يظهر المخلص (المسيح) ويؤمن النصر، وتبدأ محنة "إسرائيل" الكبرى وفق نصوصهم كالتالي:
عندما تصبح المحنة في أوجها سيظهر قائد عظيم من أوربا (الدجال) ويقدم لشعب "إسرائيل" بعض السلام بعد أن اشتعلت الحروب بين شعب الله المختار من جهة والعرب والمسلمين ومعادي السامية من جهة أخرى، فيتم فرض السلام وأشارت الكتب المقدسة الى ذلك القائد بعدة أسماء منها:
سيد الخداع Master of Intrigue
الراعي الذي لا قيمة له worthless shepherd
عدو المسيح Antichrist
وسيعقد دجالهم معاهدة سلام مع العرب ويعم السلام مدة سبع سنوات وسيكون له قوة عظمى من الشيطان، وهذا السلام سيمنح الإسرائيليون فرصة بناء معبدهم بدل المسجد الأقصى الذي سوف يزال وستعم الفرحة العالم بعد بناء المعبد اليهودي وحينها سيظهر دجالهم حقيقته وسيكسر معاهدته مع اليهود وسيعلن الحرب على "إسرائيل" وسيبدأ اضطهاد "إسرائيل" لأن الشيطان قد ملأ قلبه بالغيرة من اهتمام الناس بالمعبد اليهودي حيث يقول "إذا استطعت أن أهدم ما قدره ربهم فسأصبح أنا ربهم الجديد".
ويبدأ بتوطيد حكمه في العالم ويعلن نفسه ربا للجميع، ويبدأ أتباعه بإنشاء دين جديد يسمي دجالهم نفسه بالرب الأعلى وسيأمر الناس جميعا بلبس واتباع شعاره وهو "666" وبدون شعاره لا يحق لأي أحد أي شيء لا البيع ولا الشراء ولا الأكل ولا أي شيء، وعندها وعندما يبلغ قمة غروره يرتكب قمة التنجيس لمقدسات اليهود، حيث يدخل معبدهم ويعلن نفسه محط العبادة بوضع صنم يشبهه، وعندها يأتي حدث خارق يجعل الصنم يتحدث بأن الدجال هو الرب والمعرفة والحكمة وهو ما يحذر منه كتابهم المقدس حيث يقول:
"عندما ترون رجس الخراب اهربوا إلى التلال"
وسيهرب المؤمنون إلى التلال جنوب القدس، ويقول العهد القديم: إن المكان الذي يهربون إليه هو مدينة بازرا ويقولون إنها مدينة البتراء في الأردن حيث سيحتمون منها في أيام المحنة حيث تمثل لهم حصنا منيعا، حيث سيحمي الرب شعبه وستعم الفوضى والخراب بقية العالم.
وما يسبق يصلح للرواية أو فيلم سينما، وهذا ما حصل فهناك عشرات الأفلام التي تغرس في نفوس الأطفال حول العالم هذه الرؤية، ومنها الفلم الشهيرPetra Israel's secret hiding place الذي ظهر عام 2001 فخلال ساعة من الزمان يشرح (هتشينجز نوح، كين كلاين) الرواية الصهيونية للبتراء ومكانتها الدينية المهمة للشعب اليهودي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية