أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سنـــوات الــندم يــابــغــداد .. نجيب طـلال

لسـت عـراقـيا؛ ولكـنني أنـبض نـبض إخـوتي الـشـرفـاء
نجيب طـلال


في سـياق الاحـتـجاجات والثـورات الشعـبية؛ التي تـعـيشـها المنطـقة الـعـربية؛ طـرح عـلينا؛ سـؤال: مـا رأيك وهـل تـوافـق على الاحـتجاجات- في الـعـراق؟
السـؤال استـقرائي في عـمقه؛ ولكـن الإجابة مـهـما تم التلاعـب في لـغـتها وأبـعادها سـتكون ارتباكـية؛ نـظرا لطـبيعة المنـطقة من الزاوية الجـيوسياسـية،
إذ كـل مـواطن شـريف؛ ونـبيل الـنفـس وغـيورعـلى مـوطنه؛ يسـعى أن ترتقي البنيات الاجتماعـية نـحـو الأفـضل؛ مـن/ حـرية / كـرامة/ عـزة/..../ وفي نـفـس الآن؛ فالـحـراك الشعبي القائم هـنا وهـناك يـفـرض؛
ليس تـقـليدا؛ بل شـحنـة وطـاقة للمطالبة بالـحقـوق المهضومة والتي ( كان) يمارس حولـها التسويف ولعـبة ( القـمع) التي تتقـنـها الأنظـمة الـعـربية منـذ عـقـود؛ لـكـن الاحـتجاج الذي أقـدم عـليه الإخـوة في الـعـراق؛
هـل هـو احـتجاج وانتـفاضة عـلى الاحـتـلال( النـذل) والـذي لازال جاثـما عـلى ضفاف الفـرات؛ أم عـلى حـكومـة مـن صنـيعـته وتـخطيطـه؛ وليـست مـن صناديق الاقـتراع؛ كـما يـتوهـم البـعض ؟
فـليكـن الـمرء مـنطقـيا فـي تصـوراته و مواقـفه ؛ فالـعراق فـضاء مـستباح؛ لـكل شيء حـاليا؛ للمـؤامرات والاقــتتال والـفـساد المـطلق وللديـماغـوجـيات والتـكالب عـلى الكـراسي والـواجـهات وعلى خـيرات البـلد؛ مـن لـدن عـملاء وخـونة؛ وزبـانيـة ( بريمـر) و ( بوش) فـهـم (الآن) وبكـل وقـاحة (مـن) يـمـلـكون زمـام ( الأمـور) بالخـديعة والتواطؤات؛ و(حالـيـا) الاحـتجـاج يـقـع عـلى سلوكـهم ومسـلكيـاتهـم وطـرق تـدبير المـلفات العراقـية(؟؟؟)وبالتالي نـتسـاءل
* فـهـل يـا تـرى؛ مـن خان أرضـه وشـعـبه؛أن يكـون فـيه خـير وصـلاح ، والـذي تـكالـب بسـعار عـلى السـلطة ورئـاستـها؛ خـارج الـشرعـية؛ سـيكون ديمـقـراطيا ؟ ألا يـحـق فـيه الطرد بدل الاحـتجاج(؟؟)
* فـهـل يـا تـرى؛ مـن يـملك كـتائب لـقـتل أبـناء شـعـبه، وأقـبية وسـجـونا سـرية؛ لـزج من لاتـروقه أفـكاره
وتـصوراته؛ سـيكون مـنصـفا لـنبض الـشارع واحـتـياجاته؟ أفلا يـحـق فـيه الـجـهاد بـدل الاحـتجاج (؟؟)
ومـن النكـت التي ليست مضـحـكة بـل مـقـلقـة ؛ فـكـل الأنظـمة الـعـربية؛ باستثناء( ليبيـا)التي دسـتورهــا ما( كان) يقـوله ويـؤشـر عـليه ( الـنمرود الأخضر) و( السـعودية) التي حـرمـت شكـلا ومضمونا مسألةـ الاحـتجاج ـ ليظل المـواطـن (مسـتسلما ) وليس( مسـلما) ومـا دونهما يـؤكـدون؛ بأن الاحـتجاج والتظاهــرحـق مشـروع طبـقا للدسـتـور؛ وهـذا مـا قـاله ( أياد عـلاوي) لإحـدى الـقـنوات؛ لكـن أضاف فـكرة رئيســة
( ليـست هـناك حكومـة عـراقـية؛ بـل هـناك تـوافـق حـكومي) ومـادام الدسـتوريـكفـل حـق التظاهـر؛ وليست
هـناك حـكومـة في بـنيتهـا الـشرعـية والدسـتورية؛ لـماذا تـم استـخـدام القـمع والـرصاص ضد ا لمتظاهرين
الـعـزل؟ ومـن اسـتخـدمـه ضـد حـقـوق الـمواطنة والـدستور؟ ولـماذا لـم يـسـتخـدم ذلك ضـد الاحـتلال؟
طبـعا؛ لا يـمكن أن يسـتخـدم الرصاص والـعـنف ضـد أسـيادهم وأولياء نـعـمتهـم؛ بـل تـجاه مـن ينـغـص أنفاسـهـم ويـنافـس تـلـك (الـنعـمة)
فأين كـان ذهـن وفـكر الشـعـب؛ يـوم كانت بـعـض(الـرموز) و( الأحـزاب) تكشف عـن المؤامرات؛ وتـلوح بالمقـاطعـة وعـدم الـتعامل؛ مـع وجـوه النذالة والخـيانـة؟
فـأيـن كـان أغـلب الشـعب يـوم تم قـذف ووجـه ( الـحـذاء) في وجـه زعيم الاحـتلال؛ وتابعـه( قـفة) إنها كـانت لـفرصـة لإعـادة كـرامة العـراقـيين؛ مـن الطـغمـة المريضـة؛ فـلـوتـمـت مـؤازرة ـ مظفـر الزايدي ـ والقـيام بالاحـتجاجات عـن اعـتـقـاله؛ لـكن لـم يـقع أي شـيء؛ وتكالب زبانية الإعلام المـأجورين بضـربه؛ وتسخـير أفـواهـهم وأقـلامـهم بالنـعـوت الـرخـيصة؛ تجـاهه وتجـاه مـاأقـدم عـليه؛ وهـا هـو اليـوم وسـط جـموع المـحـتجين؛ فـهل الشـعب (الآن) يريد ـ الزعـامة ـ كما اتـهم صاحـب ـ الـحـذاءـ مـن لـدن أتـباع النـباح؛ رغـم اعـتقـاله أول مـرة مـن لـدن المتشدق بالديمقـراطية؛ وهـاهي ديمقراطيته؛ أدت باعـتـقاله مـرة
أخـرى قـبل يوم ( الـندم) مـن أجـل إفــشال مظاهـر الاحـتجاج؛ وفي نفـس الـوقـت طلب؛ إغـلاق مـقـرات الـحـزب الشيوعـي؛ بأي حـق يـشرع وهـو المشـرع عـليه؛أليسـت قـمة الاستـهتار بالحـيـاة العـراقية؛ رغـم أن لاحـيـاة لـها في ظـل الانتهـازيين والـوصوليين؛ الذين تـآمروا عـلى الشـعب بشرفائه وحـتالاته؛ ولـم يـفـهـموا الـدرس بـعد؛ وبالتالي فـبـدل الإقــرار بـيـوم الـندم؛ لامـناص أن يــتم تـعـميـم سنوات الـنـدم؛ عـلى عـراق كـان شـعلـة وضـاءة؛ وفـضـاء حضـاريـا؛ عابق بـتاريـخه الـغابر؛ لكـنه حـي في الـنفـوس الزكـية؛ وبـعـدها ستـظهـر جـمـعة ( الـحـق) لأن الـحق في كـواليـس المنطـقة الخـضراء؛ وليس في ميـدان الـحرية


[email protected]


(97)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي