يتناقل البدو في البادية السورية مثل شعبي يقول حسب لهجتهم" طقت حصيني منصور " وطقت من الطق أي الانفجار , وحصيني أي الثعلب ومنصور هو راعي يحكي المثل قصته مع ذاك الثعلب .
تدور القصة في أروقة قرية على أكتاف البادية كان أهلها قد هجروا حياة الترحال واستقروا ليعملوا في الزراعة وتربية الماشية ووضعوا عليها راعياً هو منصور , حيث كان يخرج منصور منذ طلوع الفجر إلى البوادي القريبة من القرية ويعود مساءً , ولأن المسؤولية عند منصور لا تتجزأ لم يلتفت إلى معاناة أهالي القرية مع ثعلب قضى على دواجن القرية ,ففي كل يوم يسرق مابين أربع وخمس دجاجات ولم يستطع احد الإمساك به . علماً أن منصور كان يعرف أن الثعلب يأوي إلى تلة قريبة يخبئ فيها صيده .
رصد أهالي القرية للثعلب فخفت زيارته وانقطعت أيام طويلة فعادوا إلى حياتهم اليومية ظناً منهم أن الثعلب قد غادر قريتهم إلى غير رجعة .
إلى أن جاء يوم كان فيه منصور يرعى بأغنامه قريباً من تلة الثعلب فقرر مراقبة المكان ليعرف مصير الثعلب وفجأة مع مغيب الشمس خرج الثعلب متجهاً باتجاه القرية , غاب قليلاُ وعاد ومعه دجاجة , وضعها في جحره ورجع للقرية ليعود بدجاجة أخرى وهكذا حتى حصل على خمس دجاجات وعاد للقرية مجدداً وهنا تدخل منصور مستغلاً فترة غياب الثعلب أخذ الدجاجات الخمس وخبأها بعيداً عن مكان الثعلب وعاد ليراقب الثعلب الذي جاء من القرية مخذولاً هذه المرة .
فتش الثعلب عن دجاجاته فلم يجد شيئاً بحث ملياً في تلته لكن دون جدوى ولما يأس من العثور عليها اخذ يضرب نفسه بالأرض حتى مات , كل ذالك ومنصور يراقب , اقترب منصور من الثعلب لكزه بقدمه فتأكد أنه مات , وليتأكد من موته لأن الثعلب ماكر ومخادع عاد إلى رؤيته بعد يومين فوجده في مكانه فتأكد من موته وهنا أخبر أهالي القرية بمصير الثعلب الذي آثر الانتحار بعد جهد كبير ولأنه وجد من هو أذكى منه,وبدأ الناس بتناقل القصة ودرج المثل (طقت حصيني منصور ) .
في خطابات القذافي السابقة قبل اندلاع الثورات العربية كنا نضحك مستهزئين بكلامه المضحك والمفكك والركيك والعفوي , واليوم وقد وصل "البل لذقنه" أصبحت خطاباته ضرب من الجنون والهستيرية, انه من المعيب حقاً على رئيس دولة أن يصف شعبه بحفنة من الحيوانات «فئران، جرذان، قطط»، ويكيل عليهم سيل من التهديدات ويستخدم مرتزقة لقتلهم ,واليوم خطاباته المضحكة أوصلت ليبيا إلى حرب أهلية وقسمت الجيش جيشين وشيئاً فشيئاً سيتكرر ما حدث في العراق أو ما يحدث في الصومال, كنا نضحك على القذافي واليوم نضحك على أنفسنا لما وصلنا إليه, لكن أن نصحوا متأخرين خير من استمرار سباتنا علها تكون بداية النهاية للدكتاتورية ومريديها ومصير القذافي اليوم هو مصير ثعلب منصور الموت بجنون العظمة أو الموت تحت أقدام الشعب.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية