أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ليبيا, بسم الاب والابن؟؟ .. ايوب الغنيمات


قال الـضـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم: قبل أيام تابعت الخطاب الذي انتظره الملايين حول العالم، وهو القائد والثائر الأممي يصيح: إلى الأمام، إلى الأمام. ولم يكن هناك أمامه سوى حارسه الشخصي والطباخ الذي جردوه من سكين المطبخ وسارع إلى تقبيل يده.

ثم تابعت خطابات القذافي الابن (سيف الإسلام )  -الذي لا يملك أي صفة رسمية في  جماهيريه الشعب – وأدركت أن الابن سر أبيه ومن خلف ما مات –.

سوف يذكر التاريخ للقذافي أنه لم يستعمل في خطابه الألفاظ التي استخدمها النظام المصري في وصف المتظاهرين بالعيال والبلطجية، ولم يستخدم الألفاظ التي استخدمها النظام البائد في تونس الذي وصف الداعين إلى الحرية بالمخربين والمدفوعين من الخارج. فقد استخدم الأخ العقيد ألفاظ بذيئة لا تليق (بزعيم ثورة) ولا حتى بجاهل، فقد شتم فيها أحرار شعبه ووصفهم بالحشاشين والسكارى ومتعاطي المخدرات و... مع إضافة وصف جديد وهو (الجرذان) و(الكلاب)، وانتهى بأن هدّد بني قومه أما أن يحكمهم أو يقتلهم.

سوف يسطر التاريخ للقذافي بحروف من دم ما يفعله وفعله حتى الآن، فحتى مبارك (المتنحي قسرا) لم يفعلها ورحل بعد نحو 350 قتيل وعشرات المليارات من الدولارات -على ذمة من نشر الخبر– في يد أولاده، وابن علي ( المخلوع عنوة ) رحل وفي جعبته خمسون شهيدا بالإضافة للمليارات من قوت الشعب التونسي، أما ليبيا اليوم فهي تسبح في بحر من الدماء والإبادة الجماعية ووصل العدد إلى أكثر من ألف قتيل والعدد قابل للتربيع والتكعيب، في ظل عنجهية ألقذافي وابنه -الذي لا يملك أي صفة رسمية- وإصرارهما على الركوب على صهوة الشعب الليبي عنوة حتى الآن!.

ربما احتاجت قبائل بني إسرائيل الضالة إلى أربعين عاما للتخلص من أوثانهم التي عبدوها

حتى يخرجوا من التيه والضياع الذي كانوا فيه، واثنان وأربعون عاما ما احتاجه الشعب الليبي للتخلص من الأفكار العقيمة والكتب التي لا تساوي ثمن حبرها والتجارب والاختبارات التي جرت عليهم الويلات والويلات تباعا، اثنان وأربعون عاما من عبادة الصنم الأخرق جعلت شعب ليبيا يرغب في الخروج من هذا التيه للحصول على مكانه المرموق تحت الشمس.

العقيد شخصية مثيرة للجدل فهو أقرب للمهرج منه للزعيم مع ذلك لديه ما لا يخطر على بالكم من صفات!! فهو الثائر وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين والقائد العظيم والبطل الهمام هو أيضا قاص وروائي وشاعر. وهو أيضا كاتب أشهر كتب طلاسم السحر والشعوذة (الكتاب الأخضر) وأشهر ألقابه (الواد المجنون بتاع ليبيا) الذي أطلقه عليه السادات.

القذافي يعيش الآن فترة لا يحسد عليها ونهايته قريبة وغير مأسوف عليه، ولكنه سوف يظل ظاهرة تستدعي الدرس، فكيف تمكن من البقاء في الحكم ما يقارب 42 سنة.

ولعل فيما قاله الشيخ يوسف القرضاوي ما يغني عن الكلام عندما طلب منه توجيه كلمة للقذافي، إذ أجاب: (إن الخطاب يُوجه عادة إلى عاقل وأما عدا ذلك فمضيعة للوقت).


 

(95)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي