أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تلخيص لأحداث المنطقة من ما وراء الخليج إلى المحيط .. محمد شكو

بعد ثورة تونس ومصر بشكل متسلسل تم تسارع كبير بالأحداث أدى لتطور الثورات بشكل متوازي ،في ظل هدوء من قبل المحللين بين متمني لتأثير كرة الثلج ومناصر لنظرية تخامد الأمواج (الحجر والبحيرة) ،لعل هذا الهدوء يعكس أحد أسباب نجاح ثورة تونس ومصر بهذا الشكل الأسطوري ،وهو المخزون الفكري الكبير (محللون ونشطاء وسياسيون) للمجتمع التونسي والمصري المترامي الأطراف في الداخل والمهجر في حين تفتقر المجتمعات الأخرى لهذا الكم الهائل من المثقفين الوطنيين البريئين من أي أجندات.
فمثقفوا تونس الزيتونة التي عادت ومصر الأزهر الذي يعود ،اليوم منهمكون لإصلاح ما أفسده استبداد عشرات السنين اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وإدارياً ودينياً وإعلامياً في ظل دول جوار لا تألو جهداً بتضخيم أي خبر كانقلاب حافلة مسرعة ليصبح "الفوضى بعد سقوط النظام".
اليمن والبحرين وليبيا فالمغرب ولا ننسى السودان والعراق والجزائر وإيران والأردن وأعتذر من بقية الشعوب التي لم أستطع الإلمام باحتجاجاتها ، يقول مثقفوا "أبواق" الأنظمة كل بلد لها وضعها الخاص هذه النظرية التي تحولت لخرافة ثقافية على أيدي الشعوب بنجاح ثورة تونس المستعمرة الفرنسية سابقا والمستغربة والصغيرة نسبيا ونجاح مصر المستعمرة الإنكليزية سابقا ودولة الطوق والكبيرة فعلياً.
تتوارد الأنباء عن محاولات النظام الليبي للعبث بالنصر التونسي كدعم الهجرة غير الشرعية وبقايا البلطجية بحكم القرب ولمقومات الخلع الأشد من مثيلاتها في تونس "النفط – جنون العظمة" والآن يقوم بارتكاب مجازر بشكل وحشي ليترحم الناس على النظامين المصري والتونسي،كما تستعد السعودية للتدخل عسكريا في البحرين لأن غالبية أطياف المعارضة على تقارب مع العدو الاستراتيجي للسعودية "إيران" ،وعلي عبد الله صالح فقد أكبر حليف عربي "مصر" وبقي التعويل على الدعم السعودي الذي يكثف جهوده لمراقبة الأوضاع الداخلية في ظل استضافة التونسي المخلوع والتضامن مع المصري المختفي ،ومطالبات بإعدام رؤوس المعارضة الإيرانية الإصلاحية.
ولكن الشباب الثائر يتمتع بوعي وتكنولوجيا تمكنه من إحداث تغيير بالرغم من إنكار ذلك من قبل العقليات الغير قابلة للتغيير ،والأسلحة القديمة كالقمع واستغلال الدين والإعلام لم تعد تنفع وأصبحت كمن يصب الزيت على النار ،فمقولة الدماء تذكي الثورة هي واقع كما أن المغالاة في التعظيم والمدح والدفاع تصبح ذات مفعول عكسي رجعي يعري الحقيقة التي يتم تغليفها بمناشدات رجال الدين وتطبيل الإعلاميين.
فحتى لو لم يكن هناك احتجاجات فالتنازلات المقنعة باسم هبات وعطاءات تتوالى من هنا وهناك بمنح وإصدار قرارات متسارعة متحررة من قيود البيروقراطية والدراسات اللامتناهية بعد أن كانت مجرد شعر زجلي لصحفيي الأنظمة والمعارضة على حد سواء على مر سنوات وعقود ،كلها بهدف تغيير الرأي العام من الشعب يريد إسقاط النظام إلى نحن في علم أو منام.
تجدر الإشارة إلى أن التغيير بتدخل خارجي على مر العصور كما في العراق ترافق بنسيان فظائع السابق بل والتغني ببطولاته في بعض الأحيان وكره للاحق وإلصاقه بالخيانة مهما حاول الفرار ،بينما التغيير النظيف كان ولازال كما تونس ومصر هو السبيل الوحيد للكتابة الشريفة للتاريخ بإظهار ظلم الظالم وتقصيره والحلم بمستقبل واعد سيغير التاريخ.

(102)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي