أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

(مدرسة المشاغبين / النسخة الروسية ) .. ايوب الغنيمات

يبدو أن العام الجديد يحمل المزيد من المفاجآت والمفجعات  ففي مطلع العام أتحفنا التلفزيون الروسي ببث مسرحية ( مدرسه المشاغبين ) بنسختها الروسية , فجاءت النسخة الروسية تحفه فنيه في الأداء والإخراج .

مسرحية مدرسة المشاغبين الروسية جاءت خلافا للنسخة العربية التي نجد فيها  أن المدير  (عبد المعطى)  عاجز عن السيطرة على مجاميع الطلبة بقيادة (بهجت الأباصيري) و (مرسي الزناتي) و كم في بلادنا من أشكالهم  ,الذي شبعوا فسادا وإفسادا  في  ( البلد ) مدعومين من قبل عائلاتهم الثرية و صاحبة النفوذ خصوصا والد بهجت (الأباصيري بيه), بل وصل الفساد لمساعد المدير المرتشي  (علام الملواني)  الذي اخذ بالنصيحة وأصبح كل ما ( يزنق يشلح )، فالمسرحية العربية تقوم على احتقار القيم والمثل العليا و توضح انحطاط مستوى الحياة العام و تنتهي المسرحية بنهاية غير متوقعة بان تقوم فتاه من الجنس الناعمة هي ( الابله عفت ) المعلمة الجديدة بتصليح حال الطلبة الذين ينجحون كما يرغب المخرج المصري الفذ في نهاية الفصل الدراسي.

 أما في الفصل الأول من مدرسة المشاغبين الروسية فنجد أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين (ناظر المدرسة  )  يوبخ وزير الطاقة سيرغي شماتكو ، و حاكم منطقة موسكو، و مدير شركة الكهرباء المحلية , المشهد الثاني  يوجه الرئيس بوتين خطابه للمسئولين المقصرين و رؤوسهم في الأرض تقطر خجلا ( طبعا بعد حمام دش البهدلة )  قائلا :«لقد قلتم أن كل شيء سيتم أصلاحه (الجمعة) قبل الساعة السادسة مساء وان الناس ستتمكن من الاحتفال بليلة رأس السنة ولكنكم لم توفوا بوعدكم وما كان عليكم أن تقولوا شيئا ما لم تكونوا متأكدين منه....اعتقد انه يتوجب عليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم وان تذهبوا لقضاء ليلة رأس السنة معهم في الظلام الدامس»!.

المشهد الثالث  الطلبة الثلاث يوجهون العقاب ويجبرون على قضاء ليله العيد وسط الثلوج والبرد القارص , في قرية ((بادما سكوفيا )) التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من أسبوع، بعد سقوط أعمدة كهرباء تحت ثقل الجليد الناجم عن أمطار ثلجية غير مسبوقة  و تلك القرية نائية تقع في أطراف موسكو و سكانها لا يتعدون ستة ألاف نسمه .

المشهد الأخير عقاب  الناظر أو رئيس الحكومة  الروسية  يحظي بترحيب شعبي كبير ليس في روسيا  فحسب بل في العالم ،  رغم أن القصة بسيطة  ألا أنها تلخص طريقه التفكير والاداره وسياسة العقاب الروسية الجديدة فالناس هناك  في تلك القرية بل وفي كل العالم  يتلقون الوعود تلو الوعود بأن بعض مشاكلهم سوف تنتهي غير أن  الوعود تبقى وعود , فمشكله بوتين تتلخص بعدم الصدق في انجاز الوعود .

بوتين كما هو معروف بدا حياه جاسوسا في ألمانيا الشرقية ثم  أصبح بقدره قادر شخصية العام 2007 حسب ما أعلنت مجله تايم الأميركية , وهو من الذكاء بحيث استطاع البقاء في دائرة الضوء لسنوات طويلة فلقد وصل الى مرتبة رئيس الفدرالية الروسية ثم أصبح رئيسا للوزراء بعد استنفذ حقه الدستوري كرئيس للدولة الروسية  و ربما يقبل- مستقبلا -  أن يصبح وزيرا للثقافة أو للصيد البحري أن طلب منه ذلك بعد أن يستنفذ حقه كرئيس للوزراء , غير أن ما يشكر عليه بوتين فعلا هو الدروس في فن الاداره وحسن أداءه للخدمة العامة  و دون أن يكون همة الرئيس  البقاء في كرسي الحكم و لو بالقوة , فهو بحق طبق تلك الحكمة الجزء من جنس العمل .

 

(116)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي