لااحد يستطيع أن ينكر دور مصر وتاريخها العريق للأمة العربية, فقد كانت دوما ترمومتر هذه ألامه فبنهوضها تنهض العرب وتقوى وبانهيارها تتشتت الأمة العربية وتضيع, والدليل ما وصلت إليه الأمة العربية من فقدان مصر لدورها منذ كامب ديفيد وحتى اليوم, فقد أصبحت أمه خانعة وذليلة غير قادرة على اتخاذ اى قرار يخص شؤونها الداخلية وانتهى دورهم اقلبميا ودوليا, لذلك فربما يكون احد مكاسب ثورة شباب مصر ومن قبلها تونس, استعادة مصر لدورها التاريخي لقيادة هذه الأمة والنهوض بها0
إن ماحدث في مصر من ثوره شعبيه فى25 يناير ليس بالغريب عليها ,فهي مصر سعد زغلول, وعبد الناصر, ومصر أكتوبر, العظيمة بشبابها وشعبها الذي انتفض بشكل منظم وموحد تحت قيادة شابه موحدة بشعارات وطنيه وأهازيج شعبيه ونكات سياسيه, عبرت عن واقعهم الأليم ذات البعد الانسانى, ومطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, طالبوا بلقمة عيش شريفة في وطن حر وشريف بعيدا عن الاعتقال والفساد والخنوع ,واثبتوا أن اى حكومة موجودة تستمد مشروعيتها وقوتها وبقائها من شعبها من خلال خدمته وليس إرهابه وقمعه, لهذا استطاع شباب مصر الصمود بثورتهم السلمية, والإصرار على مطالبهم ,وابتعدوا عن العنف الذي كان يمكن أن يهدد وحدتها رغم وجود بعض المندسين الذين كانوا يحملون أجندات خارجية, ولكن شباب مصر بوعيهم استطاعوا إيقافهم وإلقاء القبض عليهم, وهتفوا في ميدان التحرير ضد خامنئي, وذلك حبا في وطنهم وإغلاقهم لبواباته أمام كافة أشكال التدخل الأجنبي ليحافظوا على استقلاله ووحدته ومصالحه القومية ووحدة ثورتهم وأهدافها0
لقد طالب شباب ثورة الغضب بالتغيير الكامل في مصر, وبذلك أصبحت ثورتهم جزءا من تاريخها النضالي والثوري الأكثر أهميه, لأنها ستحقق أهدافا تتمثل في إنهاء نظام قائم وكامل عمره ثلاثون عاما من الظلم والقمع والخنوع, بالاضافه إلى أن نجاحها لن يقتصر على مصر وسياساتها الداخلية والخارجية, بل ستمتد إلى المنطقة العربية لإعادة رسم خارطتها السياسية مما سيعيد الأمل لشعوبها, وتحقيق نوع من التوازن إقليميا ودوليا, وتغيير معادلة الصراع مع أعداء الأمة العربية خصوصا أمريكا وإسرائيل, اللاتي كانا ينظرن بقلق لما حدث في مصر, لهذا كانت إسرائيل تتابع التطورات أولا بأول ,وطالبت العالم بالحفاظ علي مبارك لإدراكها التام أن الوضع الجديد الذي سيطرأ في أعقاب هذه الثورة سيؤثر بشكل مباشر على صعيد العلاقة بين إسرائيل ومصر, وخاصة التنسيق الأمني الذي سينعكس سلبا على إسرائيل, وإيجابا على القضية الفلسطينية والامه العربية, واتضح هذا جليا من خلال المكالمة التليفونية الجافة بين طنطاوي وباراك0لهذا أدركت أمريكا كل هذا مسبقا, وكانت تعلم أن الشباب المصري سيزلزل أركان نظام مبارك وينهى عليه في مصر, ومن قبلها تونس, وأنّ رياح الثورة والتغيير قادمه لتقتلع جذور الفساد والظلم والخنوع في باقي الدول العربية, لذلك حاولت أمريكا أن تركب الموجه بدعم الشباب المصري في ثورتهم, وتخليها عن حليفها الأول حسنى مبارك وطلبها منه التنحي عن الحكم, إلا أن الشباب المصري الذي عانى من السياسة الامريكيه والاسرائليه رفض ذلك0
إن ثورة شباب 25 يناير نجحت بامتياز لأنها ركزت على الوضع الداخلي لحياة الشعب المصري ومشاكله وهمومه, لذلك فان التغييرالداخلى سيحدث بسرعة ويتحسن وضع الشعب المصري إلى الأفضل, أما على صعيد السياسة الخارجية, فان مواقف الشعب المصري ألمعاديه لإسرائيل وامريكا نتيجة سياساتهم الظالمة اتجاههم واتجاه ألامه العربية وخاصة الشعب الفلسطيني وقضيته لن تغيب عن أذهانهم, لذلك سيحدث التغيير فيها بعد فترة من الوقت, خاصة أنهم يدركون أن اقتصاد مصر يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية وخاصة من الولايات المتحدة الامريكيه, لذلك علينا أن ننتظر نتائج هذه الثورة والتي ستتمثل في تغيير النظام السياسي على أسس ثوريه جديدة تلبى طموحات شعب مصر, وهذا سينعكس بشكل ايجابي على القضية الفلسطينية والأمة العربية, مما سيثير الخوف والذعر لدى إسرائيل ويدفعها إلى التخبط في سياساتها, وهذا قد يدفعها إلى أعمال اجراميه كعادتها تتمثل في: الهجوم على غزة أو تشديد الحصار, أو احتلال محور فلادليفيا, أو تقوم بخطوات اجراميه في القدس والضفة, من مصادرة الاراضى, وهدم للمنازل, أوتكثيف الاستيطان, وتسريع وتيرة تهويد القدس0
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية