ماذا لو .. وصفي عبد الغني

بعد مضي اكثر من اسبوع على بداية الاحداث الجارية في ارض الكنانة اطل خلالها الرئيس المصري حسني مبارك اكثر من مرة عبر الشاشة في كلمات مسجلة, على ما يبدو, من مكان ما في مصر او خارجها, ليخبرنا انه سيبقى متمسكا بالكرسي حتى اخر يوم من ولايته, غير آبه لما يجري وغير مدرك لما يحصل, فهو باق ما بقي ابو الهول وما بقيت الاهرامات لكنه مستعد ان يتنحى عن منصبه الرئاسي شريطة ان يجف نهر النيل حتى يضمن بذلك جفاف مصر كلها وفناء شعبها عطشا...
الا ان الرئيس وفي المقابلة الاخيرة التي اجراها مع احدى المحطات الاجنبية شرح لنا السبب الذي يقف وراء اتخاذه القرار بالبقاء في سدة الحكم حتى اليوم الاخير من عهد ولايته, عندها تبين كم هو غبي هذا العالم لان احدا لم يفكر في مثل هذا الامر, عندها ايضا تبين كم هو حكيم هذا الرئيس المتربع على عرش مخضب وكم هو عميق تفكيره.
لقد برر سيادة الرئيس المخضب كرسيه قراره بعدم التنحي من انه يخاف على البلد من الفوضى العارمة التي ستعم البلاد والعباد وتهلك العبيد والاسياد فلا تبقي ولا تذر من بيو ت او بشر فيجف من بعده النيل والشجر. لذلك علينا نحن البشر ان نستخلص العبر وان لا نلوم القدر اذا ما كسفت الشمس وخسف القمر.
نعم انه تفكير عميق لرئيس مخضب كرسيه لا يقوى احد على ان يفكر في مثل تلك الامور العظيمة سوى رئيس عظيم مخضب كرسيه, فكيف لم يخطر ببال احد ماذا سيحل بابناء مصر اذا ما تنحى هو بشكل فجائي وترك الكرسي المخضب خلال يوم واحد.
فكرت في كلام الرئيس المخضب كرسيه واحترت في امره, ما دام سيادته على هذه الدرجة العالية من الذكاء والتفكير العميق فلماذا لم يفكر في السؤال التالي : ماذا لو اصابته نوبة قلبية فجائية اودت بحياته وقضت عليه خلال ثوان ورحل عن هذه الدنيا؟؟

(105)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي