أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

براءة مبارك واتهام الجزيرة والأجانب ... د. عوض السليمان

دكتوراه في الإعلام - فرنسا :


من المؤكد أنه لا يوجد وقاحة في الدنيا أشد من وقاحة الكيان الصهيوني وأمريكا إلا وقاحة أعضاء الحكومة المصرية المخلوعة قريباً بحول الله. والسؤال هل حسني مبارك أشد وقاحة أم نائبه عمر سليمان.
خرج علينا الأول قبل يومين ليقول إما الاستقرار وإما الفوضى، بمعنى إما أن أبقى وتنتهي المسألة عند هذا الحد، ويعود المتظاهرون إلى بيوتهم، وإما فسأحرق مصر مع أهلها، ولما بقي المتظاهرون في ميدان التحرير ولم يتحركوا قيد أنملة، نفذ فرعون مصر مخططه فأرسل المجرمين والقتلة إلى ميدان التحرير، وزودهم بالقنابل والرصاص الحي وخولهم استخدام السلاح في الوضع الذي يرونه مناسباً، ورأينا كما رأى العالم أجمع قوات الشرطة المصرية وهي تهاجم المتظاهرين مستخدمة، بالإضافة إلى الأسلحة، الجمال والخيول والسيارات، وجرت اشتباكات شديدة بين الفريقين راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
هذا هو حسني مبارك، يستمتع بدماء أبناء مصر، في الوقت الذي يقول فيه إنه ملتصق بهموم الشعب وآلامه، ولا ينفك عن التفكير بمستقبلهم. إنها خيانة جديدة يقوم بها عميل الموساد الصهيوني ضد أبناء مصر أملاً في البقاء على كرسيه حتى الموت.
بعد ذلك يختبأ الرئيس، ولا يتكلم وربما يشاهد الأخبار متفرجاً بأم عينيه على قواته وخططه وهي تريق دم الشعب المصري. لذلك لم يقطع حسني مبارك علاقاته مع الكيان الصهيوني عندما ظهر الشريط الذي يصور قتل الصهاينة لمائتين وخمسين مصرياً بدم بارد في أم الرشراش، واعتز وقتها وزير الخارجية المصرية الذي ينافس هو الآخر زملاءه في وقاحتهم، أن مصر حكومة حكيمة ولن تقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني من أجل فيلم.
وقد صدق الكذوب، ولماذا تقطع مصر علاقاتها مع الصهاينة من أجل عدة مئات من المصريين، فهاهي حكومتها تقتل اليوم بنفسها آلاف المصريين إرضاء لحقد الرئيس المصري على الشعب وإرضاء، دون أدنى شك، للصهاينة الذين يساعدون المجرمين في مصر من أركان النظام على تصفية الثورة الشعبية العارمة في البلاد.
لكننا يجب أن نعترف أن عمر سليمان لم يكن أقل وقاحة من صاحبه، بل تخطاه مرات عديدة في هذا الاتجاه، فهو الذي تآمر صراحة مع إرهابيي الصهاينة للقضاء على حماس، وعلى محاصرة غزة وأسدى النصائح بالمجان لأمريكا وربيبتها في المنطقة للتخلص تماماً من أي أثر للمقاومة الباسلة في فلسطين. وكان له أعظم الدور في إفساد صفقة إطلاق الجندي شاليط، خوفاً على ازدياد شعبية حماس.
لم يكتف هذا الرجل العميل الصهيوني بذلك، بل أشرف على تسليط قوات الأمن للقضاء على المعتصمين سلمياً في ميدان التحرير، وإذ بنا نرى هذا اليوم على قناة الجزيرة الرائدة، سيارات الشرطة وهي تدهس المصريين الشرفاء الذين يعبرون عن أرائهم، ورأينا أيضاً كيف يلاحق المجرمون والخارجون عن القانون الإعلاميين العرب والأجانب لمنعهم من تغطية الأحداث في القاهرة. بل أكثر من ذلك، إذ تصل وقاحة الرجل، إلى حد الادعاء أن لا علاقة له ولأجهزته بما شهده ميدان التحرير، وأن المهاجمين ليسوا من الشرطة، مع أننا رأينا بأعيننا بطاقات الهوية التي يحملونها وهي بطاقات وزارة الداخلية.
أكثر من ذلك وأدهى إذ تتجاوز وقاحة عمر سليمان حد الصفاقة، عندما يعلن أن بعض المهاجمين من الأجانب وليسوا مصريين فدعوة الشعب المصري للإطاحة بصاحبه المخلوع قريباً غريبة عن الشعب المصري. ذلك في الوقت الذي نشاهد فيه محطة الجزيرة حيث يصرخ من خلالها كل أطياف الشعب المصري بسحنتهم القمحية ولهجتهم المعروفة "الشعب يريد إسقاط الرئيس".
لم تنته الوقاحة بعد، إذ يلمح عمر سليمان عميل أمريكا وخادمها الأمين، إلى أن بعض المهاجمين قد يكونوا من خارج مصر، في وقت يتم فيه بثّ إشاعات وتلميحات مقصودة بين المصريين أن هناك مندسين بين المتظاهرين يتبعون حزب الله وإيران وحماس.
أ فلا تعجز الكلمات عن وصف وقاحته واندساسه هو لإرهاب الثورة المصرية المستمرة منذ عشرة أيام. أ لم يقل صاحبه أبو الغيط إن مصر قادرة على حفظ أمنها وحدودها وستكسر أرجل أهل غزة إذ دخلوا الأراضي المصرية، فلما لا تكشف لنا أيها المخلوع قريباً، أسماء هؤلاء التبعة أو الأجانب الإيرانيين والغزاويين وغيرهم، وأين جيشك وشرطتك الفاشية من دخول هؤلاء ولماذا لم تقبضوا عليهم وتكسروا أرجلهم كما وعد أبو الغيط، وهل المهاجمون رجل أم اثنين أم عدة ألاف، فهل دخل بلادكم آلاف من إيران وغيرها ليفعلوا ذلك، وإذا ارتبط هؤلاء بأجندة خارجية، إيرانية أو قطرية فألقوا القبض عليهم، وقدموهم للمحاكمة فوراً، وأين الشرطة المصرية التي يجب أن تلقي القبض على هؤلاء؟ ولماذا لا تتحرك في سبيل ذلك؟
هاجم الرجل اليوم تلميحاً قناة الجزيرة واعتبرها بشكل أو آخر مسؤولة عن المظاهرات في مصر، ولقد رأيتم كما رأينا اليوم سيارة الشرطة وهي تدهس عدة متظاهرين لا يحملون سلاحاً ولا يعتدون على أحد، فهل استأجرت الجزيرة هذه السيارة ، وهل المقبوض عليهم وبطاقاتهم الأمنية معهم استأجرتهم الجزيرة وقطر وغيرها ودفعت لهم الأموال ليفعلوا ذلك. وإن كانت الجزيرة قد فعلت فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وهل الجزيرة طلبت من ثمانية ملايين مصري أن ينادوا بإسقاط رئيسك العميل.
بعد كل هذا يحار المرء فعلاً من وقاحة أركان هذه الحكومة ففي القوت الذي يتعهدون به بالحفاظ على أمن مصر يقتلون المصريين ويسفكون دمائهم الطاهرة، وفي الوقت الذي يتنصلون فيه من أعمالهم الإجرامية تفضح وسائل الإعلام أعمالهم، ومع ذلك يستمرون في الحكم ولا يخرجون.
فاحذروا أهل مصر من عمر سليمان هذا ومن كل رموز النظام المخلوع قريباً، ومرة أخرى إنما النصر صبر ساعة، وإن الرجل ليترنح وإن سقوطه بات وشيكاً فصبراً أهل مصر. ووقتها سنرى سليمان هذا ماذا يفعل وأين يذهب، فلن يجد بحول الله أرضاً تقله ولا سماء تظله، ولن ينتصر إلا الشعب المصري الذي قال كلمته وأقسم عليها. ويبقى السؤال الذي يحيرني أيهما أوقح حسني مبارك أم عمر سليمان؟


صبراً أهل مصر فقد أوشك الفاجر أن يسقط ..



(101)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي