أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ثـــورة نــيـــــل بـــــوك ... نجيب طلال

 

يطلع الدجال بزيفو..يملا وادي النل ضباب

ينزل الجلاد بسيفو..يزرع الموت و الخراب

يطول الليل زي كيف..الصباح له ألف باب


ياعـرب - لأحمد فـؤاد نجم

 

شــرعـيا وكـونـيا؛ حـقـق الشـعب الـتونسي إرادتـه الثـورية والـنضاليـة؛ وأظـهر ما لمـخـزون الـغضب أن يصـنـع؛ ولـقـد صـنع مـا أراده (هـو) ولـيس مـا أرادتـه الـنخـبة أوالفـصـائل السياسيـة؛ لـكن مـا لـم يـفـهـم
لـحـد الآن: لـماذا لـم يـتنازل مـعالي( الـوزير الأول) عـن بـرجه؛ ليـفـسح الـمجال لـلـجـنة( الـحكـماء) حـق
الــممارسـة في الصـياغات الـقانونية/ الدسـتورية؛ وتشـكـيـل( الحـكومة) التي يـريدها الشـعـب؛ ومـن أجـل تـلك الـدمـاء الـتي أهـدرت ؛ لـيـؤكـد( مـعاليـه) وطـنيته ونـقا ء سـجله التـاريخي؛ كـما ادعـى( الـبعض) في
الـعـديد مـن القـنوات الفـضـائية؛ لكـن مـا أشـك فـيـه أنه يطبـخ طبخـة (سيـاسية ) لـمصـلحة (مــن؟؟)
إذ كيف نـفـسـرعـدم انـسحـابه وتـلبية رغـبة الشـعـب الـرافـض لـوجـوده ( أصـلا) ويدعـى أنـه سيعـتزل الـمـجال السياسي؛ بعـد الانتـخـابات الـدستورية؛ ولكـن قـبل الإطاحة(الرسمية)أعـلن أنـه (رئيس مؤقـت) ثـم أعيـد النـظرفي الفـصـل الدستوري؛ وبقـي (وزيرا1) وسـعى لتـشكيل الـحكومة علـى مـقاسه أو مـقـاس
مـن يـدبر الأمـر خـارجـيا؛ والـطامة الكـبرى ؛ التي تـخـرج عـن الأعـراف السياسية وعـن الإرادة الشـعبية إعـلانـه بكـل جـرأة اتصـاله بالرئيس (المخـلوع) - (هـاتفـيا) كـل هـذا ألايـفـرض مـبدأ الشـك مـن ســرقة وإضفاء ثـورةالشـعـب؟؟؟
هـاته الثـورة التي تـهكـم عـليـها بـعض دعـاة السياسة؛ وبـعض استـبعـد وصولـها إلى دياره؛ واعـتبرها بكـل وثـوقـية( كـلام فـارغ) كمـعالي وزير الخارجـية المـصـري؛ وأكـدنا : ولـكـن الاعـتصامات الشـعـبية الآن وإحـراق الأجـساد هـل يـعـد كـلامـا فـارغـا( ممـكـن) في مـخـيـلة الـمسـؤولين؟(1) ولـقـد تـبيـن لمـعاليـه؛ بأن الشـعـب المـصري؛ كـشف فـراغ تحـليلاته السياسيـة؛ ذات البـعـد الوهـمي؛ بحـيث كـل الـسلـط الـعربيـة : مـتـوهـمة أن الـمواطن؛ أمسـى مـقـهورا مستـلبـا وجـريـحا ومضطـهدا؛ يبحـث عـن الاستـكانـة والسـلم المـغـلف بالاستـسلام لـيـس إلا بحـيث يتـناسي (الـكل) مـفـهوم الحـتميـة؛ ذات الصـلة بـعجـلة الـتاريخ الـذي( ربمـا) لا يـؤمنـون بـه ولا يـضـعـونه أمـام أعـينـهم أوفي أجـندتـهم ( الخاصـة)(2)
وبالتالي فـهـاهـي تـلك الـشرارة – التونسية – وصلـت – مـصر- وبـأسـلوب مـخـتلف؛ لـم يكـتشفـها الأمـن الـقـومي والـمركزي؛
إنها - ثـورة: نيـل بـوك – فـذاك الـتواصل الاجـتماعـي الخـلاق والـذي كان في تـموقع ( افـتراضي) الـذي تـحـول إلى واقـع مـادي مـلموس؛ في شـوارع الـمحافـظات؛ والتي أبانت عـن الطبيعـة البـشرية؛ المـيالة للتوحـد والتـفاعـل ببني جـنسـه؛ وذلك مـن أجـل خـلق عـوالـم ؛ يـحـدوهـا الـبعد الإنـساني بكـل إشراقاتـه؛ بـعـيدا عـن الـزيف والـنـفاق ولـغة الـغاب؛ وبالتالي ف / نيل بوك / كشـف عـن معـطى آخـر:
* بـأن الشـباب الـمصـري مسـيس بـطريقـته الـخاصـة؛ وبمـعـزل عـن المنظومــة الإعـلامية التي يشكـلهـا
الـنظـام في دغـدغة المشـاعـر وتشكيل الـفـرد لأهـدافـه، شـباب بـعـيد كـل الـبـعـد عـن الـديماغـوجـية الـحـزبية؛ التي لـم تـستـطع ( حالة الطوارئ) الـنزول لـلـشارع أوتـأجـيجـه كـما ادعـت؛ بعـيد الانتـخابات ( المشبوهـة) وبالتالي فالأحـزاب التي كـان بالإمـكان أن تستـغـل الآليات البديلة/ الحـديـثـة؛ مـن أجل التواصل والتـحاور؛ يتمظـهـرأنها لا تـمـتلك بـعـد نـظـركـما للشباب؛ ورغـم ذلـك؛ كـلهم أوجـلهم يـتشبث بمـقاعـدهـم؛ هـنـا لا ننـكربـأن الـعـديد منـهم أدى ضـريبة نـضالـه وتـضـحـياته في السـجـون أيـام/ الـسادات ومـا بعـده؛ والـذي كـشف لـقاء( شـرم الشيخ) إحـساسه بالـخـوف مـن( الآتـي) ولـقـد أتى فـعلا؛ وبصورة وآلـية تـختلف نسبيـا عـن الصـورة – التونسية – بمعـنى أن الانتـفاضة والـغـضب الشـعبي/ الشـبابي؛ ابتـدأت وانـطلـقـت مـن( الـعاصمة = الـقـاهـرة) وهـذا لـه بـعـد السوسيوثـقافي؛ بـخلاف تونس؛ فـشرارتها وصـلت للـعاصمة بعـيد أيـام معـدودة؛ وبالتالي فالـعديد مـن دعـاة السيـاسة في الـحـزب( الحاكم) ومثقـفـيه المنبطحين؛ استـهجـنوا واسـتصـغروا بكل وقـاحـة انتفـاضة اليـوم الأول/ ايمـانا بمـاهـو منغـرس في ذهـنيتهم كـالمـقاربة (الأمـنية) التي تـعـتمد عـليها الأنظمـة الـعـربية دائـما؛ وإيمانا بالحـراك( الشـكلي) من تـنـظيـيم تظـاهـرات نـقـابية ولبـعض الـجماعات الـمعـارضة عـلى مـدى أسابيـع مـن الاحـتجاجـات المتفـرقة الذي كـان في سـنوات سابقـة؛ والتي تنتهي بالاستـسلام وفي طيتهـا البيـع والشراء بين النظام وبعـض ( من) أعـضـاء الأحـزاب/ النـقابات؛ وفي نـفـس السياق؛ وهاته إشـكالية حـتى (الأحـزاب) تستهجـن عـلنا أوسـرامـن الدور الشبابي؛ وتـلغي قـدراته وعـوالم تطلـعاته؛ ومـن ثمة خـرج وزير(الإعـلام) بلغة تهكمية: نـحن
نـفـهم تـطلعات الشباب؛ ونـحـن مـع الشباب( لكـن) يـوم الـجمـعة والتي اعـتبرها أحـد المتدخلين في إحدى القـنوات سيـكون يوم ( القـيامـة) فـفـعلا كان كـذلك؛ رغـم الأسلوب القـمعي/ التقـني( قـطع شبكات التواصل)
وإشـعار الداخـلية للـمواطـن / بـلغة أشـد( التهـديد والوعـيد) لـكـن الآليـة الـدفـاعـية والتي هي الـمخـزون
الأسـاس؛ الذي حـرك الشباب وأبـدعـت – نيل بوك- لـم تستـوعـبه قـوى الردع / القـمـع؛ لأنهم أصـلا خارج السرب وخـارج التـطورات؛ بحـيث لاحـظ الـملاحـظون أن المسيرات كانت منـظمـة بشكـل غـرائبي؛ كـما أشار أحـد المـحـللين؛ وتأكـد ( لـنا) ذلــك في إحـدى المراسلات التلفـزية (3) مـن – حـلوان- قال بالحـرف ( بـعـد صـلاة الجـمعة؛ تـحرك عـدد قــليل مـن الـجـموع تـقـدر ب300فـردا؛ ومبـاشرة؛لا أعـلـم مـن أيـن أتت وخـرجـت جـمـوع غـفـيرة تقـدر بالآلاف؛ التـحـقـت بالمسـيرة) وهـذا يـعـني أن- المـدونين ورواد – نيل بـوك- شـكـلوا استراتيجـية التـحـرك؛ طـبقـا لـمنظـومة تـدافـع عـن أحـقـية التواصل الاجـتماعي - عـمليـا- حـتى لايصـاب مجـهـودهـم بالإحـباط والانكسار، وفـعلا اسـتطاعـوا مـعـية الفـصـائل السياسية؛ اكـتـساح كـل الفـضـاءات والمـحافـظات؛ كـشـفـت عـن ضـعـف الأجـهـزة الأمـنية؛ ومـا هـالتهـا وقـدراتـها الردعيــة؛ إلا في المخـيال( الاجـتماعي) بحـيث كـيـف اسـتطاع (وا) الاستـحـواذ عــلى الأسـلحـة والذخـيرة الـحـية؛ من مـركز الأربعـين للشرطة بمحافـظة – السويس – وهـذا لـم يقـم به الـشـباب- التونسي – وفي نـفـس الإطـار؛ تـم إحـراق وإتلاف أغـلب مـراكز الشرطة والمـحافـظات في المـحافـظات وكـــذا مـقـرات الـحـزب الحاكم( هـاته) الأخـيـرة شبيـهـة بـما فـعـلـته بـالثـورة – التونسيـة- بحـيث الخـيط الـرابط؛ أن الحـزبين لاشـعـبية ولا حـضـور( لـهما) في الحـياة الـمدنية للـمواطن؛ ومـا انوجـدهـما إلا بعـمليـة الـقهـروالتدجـين وضــدالمشـهد السياسي/ الاجـتماعي؛ وبأساليـب دنيئة لاعـلاقـة لـها بالـمفـاهـيم الرنانة التي كانت تخـرج مــن أفـواه السياسيين والعـملاء؛ والتي اخـتبأت في جـحـورهـا؛ تنتظرمـرغـمة مـرورعاصفـة الـغـضـب؛ فـهـل للوزراء قـطرة دم لكي يـخـجلـوا مـن أنـفـسهم ويـعـبـرون بصـدق عـن وطـنيتـهم وقـبـلها إنسـانيتـهم؛ وكـما أشـرنا في سـنوات إثـر أحـداث – غـزة - فـمن العيب أن أكون [وزيرا] مسؤولا عـلى قـطاع [مـا] لأنني جـبان، متخادل؛ فــوبي؛ مـفـبرك؛ لأنني لـم أ ستطـع أن أصرخ وأحـتج ولـو ببيان[ إدانـة] .... لأنني لـم أ ستطع النـزول للـشارع لأعانـق وأ شارك أصوات الغـضب الجامح؛ وبـحة الجماهـير الثكلى بالجراح؛ لكي أشعـر بإنسانيتي [!] لأننـي لـم أ ستـطع تـقـديم ا ستـقالتي؛ لأبـرهـن عـن مواقـفي وشجاعـتي؛ وواحـد من الجماهـير؛ ولست ملاكـا طائرافي سموات الخالق [!](4)فـحـتى (رأسـهم) الذي يحـب الظـهـور والأضواء والكاميرات؛ لا أثـرلـه؛ في قـلب الأحـداث؛ إلا بـعـد مـا تـعالـت أصـوات الدبلوماسية الأجـنبية؛ وأشارت
إلـيه إضـاءة البيت الأبيـض بالظـهوروالذي أكـد إجـرائياهـو( السيد) في دولة( الـفـراعـنة) وفي غـيرهـامـن الـقـطـر العـربي؛ وبالتالي؛ قـدم خـطابا باهـتا وفـارغ المـحـتوى؛ وكل مـا فـيه نـكت للتـفكه؛ أهـمـها
*طـبقا للقانون والدستور؛هـل هـناك قـانون ودستور حـتى يتم العمل بمقـتضاه ؟
*استـقالية الـقـضــاء: هـل القـضاء مـستقـل والانتـخابات الأخيـرة كشـفـت اللاستـقلالية لـه؛ وما تقـدمه الأفـلام المصـرية ( يحـيا العـدل) سـوى وجـه تضـليلي وضـحـك عـلى الذقـون
* سـأكـون مـع الـفـقـراء؛ فالخطـاب البنـيوي؛ يـخفي أنـه مـع الأغـنيـاء؛ لأنـهم عـملاء للأسيـاد الـغربييـن
* سـأحـارب الـفـســاد؛ فـفي السـياق البـنيوي؛ تـأكـيد عـلني للفـساد؛ فـمن يـحميه أليس الـقانون والدستور؟
* طـلبت اسـتقالةالـحكومـة؛ فالـ(طـلب ) يتناقـض(القـرار) ويالتالي يـتبين ضـعـف الـجهـاز؛ بـكل مـكوناتـه ولـولا هـاته الـحـقـيقـة لـما أمـر بإنـزال( الجـيش) ومـا وجـوده الأصـلي إلا بـدعـم خـارجي لـحـمايـــــة مـصلحة الـمنطـقة( الشرق وسـطية) والبيـت الآبيـض يـقـدم النـصائح للشـعب المـصري؛ كأنهم مـن رعـابـا أريزونا أو تـكســاس أليـست مـهانة لأبي( الـهول)وهــذا انـكشـف لأغـبى فـرد؛ عـلما أنـه لـم يـعـد أحـد غـبي بالـمرة؛ فـلو كـان هـنالك غـباء لمـا اسـتـغل( الفـا يس بوك ) لـتحـريك الشـارع الـمصري؛ وخـروج النسوةوالأمـهات كـما لاحـظـنا وحـث الشباب عـلى المسير والاحـتجاج و الــذي لازال يـهـدر بالاحـتـجاجات ومـمارسة الاستيلاء عـلى الـمراكـز الحـساسة؛ التي كانت تـخـيف الشعـب؛ ولـكن هـاهـو الشـعـب أخـاف كـل الأجـهـزة؛ وقـدم لـها درسا وعـبرا، بـأن إرادة الإنسان لاتـقـهـر؛ ومـن الإرادة شـلت إرادات كانـت تـخضـغ الارادات لمـنطق الاستـسلام؛ ألا وهـو الأزهـر ومـفتي الديار؛لـم نسـمع لـه فـتوى في شـأن سقوط الـضـحـايا و الدماء التي أهـرقـت عـلى جـنبات – الـنيل – والجـثث التي استبيحـت؛ فـمـن يـتحـمل مسـؤوليتها شـرعـيا وعـقائـديا وديـينـا وسـياسيا(؟؟؟)
ربـما ستـخـرج فـتاوي فـيـما بـعد مضـحكة وغـرائبيــة ضـد- نـيل بوك – ولا يـمكن استيعابها إلا إذا كنـت
مـخمـورا أو مـرفـوعـا في عـوالـم اللآوجـود
* (بأنـه رجـس مـن عـمـل الشيـطان)* (بـأنـه فـاحـشة )*( إن مسـتـعمـله مـآلـه السـعير، وبأس الـمصـير)
* ( إن الـمرء بـاع جـنة عـرضـها السـموات والأرض بـمـقـدار– النيل بوك- إنـه لمغـبون الـحظ)
لأن – الـنيل بـوك كـنـوع مـن أنـواع ثـقافـة الاحـتجـاج؛ والـذي أدى بأم الـدنيا للخـراب والـدمار

مـلــحـوظــات

1)في مـقالة ( تـذكر يـا مسـؤول): مـنشـــورة فـي عـدة مــواقـع بـتاريخ 21/ يــناير/ 2011
2) نــــفـــس الــمــقــالــة
3) ربـما قـناة الـجـزيرة/ الـعـربية/ ب؛ب؛ س الـعربية؛
4) عـيب أن أكـون وزيرا يـاغـزة" منشور في عـدة مواقع بتـاريخ 10/ يناير/2009

 

(87)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي