لؤي شانا : مهرجان الكوميديا المسرحي هدفه تصحيح النظرة القاصرة لفن الكوميديا..

المهرجانات المسرحية الرسمية والأهلية دليل إصرار لتجاوز المعوقات التي تحول دون تكريس المسرح كفعل حضاري معرفي وثقافي وإنساني ..المسرح هو الحياة..والمحافظات السورية ستشهد بالنصف الأول من العام الجديد مهرجانات مسرحية متعددة ومتنوعة في الشكل والأسلوب... أحد هذه المهرجانات مهرجان الكوميديا المسرحي الذي يقيمه تجمع أبو خليل القباني للفنون المسرحية والموسيقية في اللاذقية ....
وقد التقينا الأستاذ الفنان لؤي شانا مدير المهرجان صباح يوم الثلاثاء 11/1/2011 في دمشق يتابع التحضيرات الأولية مع الجهات المختصة لإطلاق الدورة الخامسة للمهرجان قائلا: لابد من الإشارة في البداية للأهداف التي أقيم على أساسها المهرجان .. هو العمل على تصحيح النظرة القاصرة لدى البعض عن فن الكوميديا القائم على الابتذال والتهريج بالمفهوم الشعبي طبعا، إذا هي نظرة قاصرة من قطاع كبير من المجتمع لفن الكوميديا .. لذا من أهم أهداف المهرجان تصحيح هذه النظرة القاصرة لفن الكوميديا..وتكريس هذا الفن بوصفه فن راقي ونبيل وله مدارسه وجذوره الضاربة بالتاريخ...ونحن نعتمد على هذا الشرط وهذا الهدف في قبول العروض المسرحية المشاركة الواجب التزامها بتوفير هذا الشرط فنيا وجماليا ..وهذا القول يندرج على كل المهرجانات ودوراته السابقة واللاحقة..كما نهدف أيضا من خلال الكوميديا إلى توفير المتعة للجمهور الذي يعاني من ضغوط مختلفة الأشكال والأنواع اجتماعية ونفسية وسياسية واقتصادية ومعاشيه .... الخ..
واضاف شانا : نرى من الضروري أن نقدم له عرضا مسرحيا كوميديا يساهم بخلق حالة توازن نفسي لديه.. ليس بهدف التنفيس والتطهير بل ضمن سياق معرفي فكري ثقافي حضاري ببعد إنساني تجسده هذه العروض المشاركة بالمهرجان... كما أن لجنة المشاهدة واللجنة المنظمة للمهرجان تحاول تقديم عروض تمثل مختلف الأشكال والأساليب في التعاطي مع فن الكوميديا الشعبية وكوميديا الموقف والكوميديا السياسية والكوميديا السوداء أيضا..فمثلا العام الماضي تم استضافة عرض إيطالي يعمل على أسلوب الكوميديا "ديلارتي" وهذا الشكل مصدره النظري إيطاليا فكان عرضا استثنائيا ومميزا في هذا الجانب لذا تحرص إدارة المهرجان على تقديم الجديد والمميز في هذا الفن الكوميدي العريق..وبالتالي تعريف الجمهور والمسرحيون على هذا الفن مباشرة..ونعمل على تكريس الفهم العلمي والأكاديمي عن كافة أشكال وأنواع وأجناس فن الكوميديا المعروفة ...
وعن فكرة المهرجان وكيف نهضت من مجرد فكرة لتكون واقع والآن بدورته الخامسة قال : ليست القضية موضوع ذكاء بكل بساطة توفر لنا المشاركة بمهرجان الكوميديا الدولي في اصفهان ـ إيران بمشاركة خمسين فرقة مسرحية من كافة دول العالم وقد حصلنا على خمس جوائز ذهبية بالعرض المسرحي الكوميدي "موت موظف" وهو من إخراجي.. وقد تأثرت بالمهرجان وفكرت وبحثت فوجدت أنه لا يوجد مهرجان مسرحي متخصص بهذا الفن الكوميدي ليس فقط بسوريا بل أيضا على مستوى الوطن العربي أجمع كان الدافع لتأسيس مهرجان الكوميديا المسرحي..والآن يحضر لدورته الخامسة محليا وعربيا ودوليا وقد أصبح للمهرجان حضوره على هذا المستوى
ـ أمام هذا الطموح المشروع والنبيل ألا يحتاج إلى دعم مالي ومعنوي نتمنى أن تحدثنا عن هذه النقطة المفصلية في نجاح المهرجان وتألقه؟
بتنهيدة مشوبة بالأمل أجاب موضحا: الدعم المالي والمعنوي دعني أقول لك أنه وقود المهرجان...وأذكر أننا عندما قررنا في تجمع أبو خليل القباني للفنون المسرحية والموسيقية إقامة الدورة الأولى للمهرجان كانت الميزانية صفر..وكانت الفكرة مغامرة ومجنونة آمن بها بعض الشباب من حولي ولازالوا لليوم يدعمون هذه الفكرة مع العلم أن لا موازنة لدينا ولا نملك مورد مالي يغطي كلفة المهرجان بل نعتمد على دعم الجهات الرسمية والأهلية والاقتصادية في تأمين ميزانية المهرجان وبشكل خاص دعم وزارة الثقافة واسمح ليّ هنا من توجيه الشكر  للدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة السابق على دعمه ومساهمته في تأسيس هذا المهرجان حتى دورته السابقة ..صحيح أن الدعم المادي من وزارة الثقافة ليس كافيا لكنه يساهم باستمرار المهرجان ..وللحق يمكننا القول أن وزارة الثقافة مشكورة تقوم بدعم كل المهرجانات الثقافية والفنية وبشكل خاص المسرحية..والمهرجانات ذات البعد الثقافي ولعلنا محظوظون بمستوى وزراء الثقافة فالدكتور رياض عصمت وزير الثقافة الحالي هو رجل مسرح بل ومسرحي من الطراز الرفيع وهذا يساهم في تذليل الصعوبات أمام أي مشروع ثقافي
إن استمرار مهرجان الكوميديا المسرحي حتى  دورته الخامسة دليل على نجاح الفكرة..وأعتقد أن هذا لصالح وزارة الثقافة ويساهم في انتعاش الثقافة والحراك المعرفي والثقافي والفني في البلد ...كما أرى من الضروري أن تساهم نقابة الفنانين المركزية في لعب الدور الهام في دعم هذه المهرجانات الأهلية والتجمعات الفنية المنتمية لنقابة الفنانين وتجمعنا تجمع نقابي من هنا تأتي مطالبتنا بهذا الدعم المادي ... ونحن سنتوجه بهذه للسيدة فاديا خطاب نقيب الفنانين في سورية والتي صرحت بلقاء تلفزيوني بمهرجان حماة المسرحي بأنها ستقدم الدعم المادي للمشاريع الثقافية والفنية وسنتوجه للنقابة بوصفنا أبناء شرعيين لها.. بالنهاية المهرجان يقوم على الدعم المادي من قبل الجهات الرسمية والأهلية ..لكن لازال دعم بعض الفعاليات الاقتصادية الخاصة قليل
وعن تطور هذا المهرجان عبر دوراته السابقة والطموح للأفضل في دورته الخامسة قدم ما يلي : لقد تطور المهرجان بشكل ملفت للنظر مقارنة بدورته الأولى فقد أصبحنا نهتم بالنوع أكثر في اختيار العروض المسرحية المشاركة بالمهرجان فكريا وفنيا وجماليا أيضا...بشكل يمكنني القول رغم شهادتي المجروحة بأن هذا المهرجان حقق وجودا على الساحة الفنية والثقافية محليا وعربيا ويتمتع بسمعة طيبة ويتجلى ذلك بطلبات المشاركة التي تصل إدارة المهرجان من قبل الفرق المحلية والعربية وهم مدركون أننا لا نقبل إلا العروض التي تتوفر بها الجودة الفنية والجمالية والفكرية وتحقق للجمهور المتعة أولا ثم الفائدة
وعن المكرمين من فنانين محليين وعرب قال : أن التكريم أصبح تقليد من تقاليد المهرجان وسيستمر بدوراته القادمة  فقد كرمنا فنان الشعب الأستاذ رفيق سبيعي..والفنان الكبير دريد لحام، والفنان عمر حجو..ومن لبنان الشقيق فيلمون وهبي وكذلك الفنان الكوميدي "شوشو" وقد استلم درع التكريم نجله "خضر علاء الدين" قائلا أن هذا أول تكريم يتم لوالده بعد وفاته متوجه بالشكر لسورية ومبادرة مهرجان الكوميديا على هذه اللفتة الكريمة
وعن الفعاليات الموازية التي ترافق المهرجان أشار: لقد وجدنا أن الفعاليات الموازية تساوي بالقيمة الفنية فعاليات المهرجان وخصوصا عندما تكون على علاقة ما بفن الكوميديا من هنا كان معرض فن الكاريكاتير بأحد دورات هذا المهرجان وقد نجح هذا المعرض بشكل ملفت للنظر وكانت البداية مع الفنان "علي فرزات" وقد انبثق عن هذا المعرض عملا مسرحيا بعنوان "كاريكاتير" كان عرض الافتتاح لأحد دورات هذا المهرجان... كما اقمنا معرضا ضم العديد من لوحات لفنانين دوليين خلال الأحداث الهمجية وغير الإنسانية على "غزة" والتي هزت الضمير العالمي..كما أننا نصدر مجلة يومية أصبحت تقليد ثابت من تقاليد المهرجان وبعنوان لا يخرج عن جو المهرجان وطبيعته فأسميناها مجلة"الكوميضة" تتابع فعاليات المهرجان يوما بيوم، كما تتضمن بحوثا ودراسات لها علاقة بفن الكوميديا بشكل عام..كما أصبح لها جمهورها الذي يأخذها قبل الدخول لصالة العرض ..وعبر دورات المهرجان كنا نطرح أفكارا وعندما تلقى استحسانا وحضورا نقوم على تكريسها كتقليد من تقاليد المهرجان..وفي هذه الدورة سيكون هناك مسابقة لفن الكاريكاتير موضوع هذه المسابقة عن مهرجان الكوميديا وستكون مسابقة ذات بعد دوليّ..وستكون لجنة لمشاهدة هذه الرسوم والرسم الفائز سيعتمد كتصميم إعلاني للمهرجان في دوراته القادمة.. كما سيكون هناك فعالية موازية لا تقل أهمية عن عروض المهرجان ستقام تظاهرة مسرح الحجرة في مقر تجمع أبو خليل القباني وهذا جديدينا لهذه الدورة أيضا.. كما أن هناك مسابقة النص المسرحي الكوميدي وسيتم الإعلان عنها والنص الفائز سيكرم في حفل الافتتاح وسيتم تجسيده على الخشبة أيضا ويكون عرض الافتتاح في الدورة القادمة كما سيتم في افتتاح هذه الدورة الخامسة عرض النص الفائز حيث اتصلنا بالكاتب السوري والإيراني الجنسية"رضوان شبلي" ونقوم بالتدريبات على هذا العمل المسرحي
وعن ظاهرة المهرجانات الفنية والمسرحية والنشاطات الثقافية المتعددة والمتنوعة بالشكل والمضمون في اللاذقية أفادنا قائلا:
هناك فورة من النشاطات الثقافية والفنية والمسرحية في اللاذقية وبشكل خاص المهرجانات المتنوعة بالشكل والمضمون وتقام بشكل سنوي باللاذقية ورسخت وجودها على الساحة المحلية والعربية والدولية كمهرجان المونودراما الذي يقيمه البيت العربي للموسيقا والرسم ومهرجان الطلبة الجامعي ومهرجان نقابة الفنانين فرع اللاذقية ومهرجان الكوميديا لتجمع أبو خليل القباني ومهرجان ملامح أوغاريتية الثقافي والمسرحي المتخصص بأدب أوغاريت ومهرجان جمعية أسرة مسرح الطفل الأهلية ولكل مهرجان له تخصصه وجمهوره الخاص وهذا القول بشهادة كل المسرحيين والإعلام والضيوف العرب والفرق التي تشارك بهذه المهرجانات ..