.....ألقى الكاتب الصحفي راسم عبيدات يوم أمس الخميس بدعوة من إدارة مدرسة المطران محاضرة توعوية وتثقيفية لطلبة الصفوف الثانوية في مدرسة المطران تناولت أكثر من محور وجانب،فقد قال بأن الاحتلال يشن على شعبنا الفلسطيني وبالذات في مدينة القدس حرباً شاملة،يستهدف منها تدمير وتفكيك البنية المجتمعية الفلسطينية،وهو السبب الرئيس في سيادة مفاهيم وظواهر العنف في مجتمعنا،حيث نشهد حالة غير مسبوقة من الانفلات والعنف على شكل مشاكل اجتماعية"طوش" واحتراب عشائري وقبلي وجهوي،والعنف يطال كل مناحي الحياة،ونحن نلمس مثل هذه الظاهرة في المدارس حيث الشللية والبلدية والجهوية وكذلك عنف يصل حد الاعتداءات الجسدية بين الطلبة أنفسهم وكذلك الاعتداء على الهيئات التدريسية وإدارات المدارس وايضاً التخريب المتعمد للممتلكات المدرسية،ولعل حالة الاحباط والتيئيس والضغط النفسي الممارس على أهلنا في القدس من قبل الاحتلال من العوامل الرئيسة في هذا الجانب،ولكن لا يجوز لنا أن نجعل الاحتلال الشماعة التي نعلق عليها مشاكلنا وهمومنا وأخطاءنا،فلا بد من تحمل المسؤولية في هذا الجانب،وهذا بحاجة إلى عملية توعية وتثقيف تشارك فيها كل المستويات الأسرة والمدرسة والنخب والقيادات الوطنية والدينية والمجتمعية والأكاديمية وغيرها،كما تطرق الكاتب الى أن سيادة مفاهيم من الجهل والتخلف والمواريث الاجتماعية وغياب الوعي وانفصال التدين عن الأخلاق والعقيدة عن السلوك وسيادة ثقافة وفكر الاستزلام والعربدة والزعرنة من العوامل الهامة والجوهرية في انتشار مثل هذه الظاهرة، وركز الكاتب على أن جوهر العملية التربوية يجب أن يقوم على العقل الباحث والإبداع وان يبتعد عن النمطية والتلقين،فالتربية والثقافة يجب ان تقومان على أسس وطنية،وهنا تكمن مسؤولية وزارة التربية والتعليم والسلطة بمختلف أشكالها سياسية ودينية وتربوية ومجتمعية وأسرية،وهذا يعني إعادة صياغة المناهج القائمة على أسس وطنية،فالوحدة الوطنية والتسامح والمحبة والوئام والسلم الأهلي لا تتحقق من خلال الشعارات والخطب واللقاءات الصحفية والمتلفزة واللقاءات الدينية،فهي تتحقق من خلال حوار قاعدي جدي وعميق،وشدد الكاتب على أن الشباب في القدس في ظل غياب الحواضن والمؤسسات والسلطة والمرجعيات يعشون حالة من الضياع والتوهان،وأضاف عبيدات بأن القدس تتعرض لحملة شاملة،ويقع الشباب المقدسي في صلب دائرة الاستهداف لتلك الحملة من قبل الاحتلال،والذي يرى في هؤلاء الشباب بأنهم الأساس في العمل الوطني والمقاومة،وبالتالي يحاول بكل الأشكال تحيدهم وإخراجهم من دائرة المقاومة والفعل الوطني،عبر تخريب وعيهم وثقافتهم ودفعهم إلى الثقافة السطحية والاستهلاكية والعمل على نشر الأمراض الاجتماعية في اوساطهم من مخدرات وممارسة الرذيلة والتفكك المجتمعي والقيمي والأخلاقي والأسري،ونشر بذور الفتن والمشاكل الطائفية والاجتماعية بينهم،ناهيك عن التسرب من المدارس،وشدد عبيدات على أننا مسلمين ومسيحيين أبناء شعب واحد يجمعه نفس الهدف والمصير والتطلعات،وشدد على الإدانة لكل ما يتعرض له أبناء شعبنا العربي من المسحيين العرب سواء في العراق أو مصر من عمليات قتل وتدمير ممتلكات واعتداء على دور العبادة من كنائس وأديرة،وما يحدث لهم تنفذه قوى مشبوهة هدفها تفتيت وتقسيم المجتمعات العربية،وأشاد بدور المسيحيين العرب في المشروعين الوطني التحرري والحضاري النهضوي قديماً وحديثاً، ،وأضاف عبيدات أنه يتوجب علينا نبذ الطائفية والعشائرية،فهذه بمثابة السرطان في المجتمع،فهي من المسببات الأساسية للتقسيم والتجزئة وخلق الانقسامات المجتمعية،وأكد عبيدات على ضرورة نبذ العصبوية والانغلاق ومحاربة دعاة امتلاك الحقيقة المطلقة والفكر التكفيري والتخويني.
وبدورة أشاد مدير المدرسة الأستاذ عيد صادر في تقديمه للكاتب الصحفي راسم عبيدات، به وبدوره الوطني والمجتمعي،حيث قال بأن هذا الرجل مناضل وصاحب رأي وفكر ناقد وهو ليس من كتاب البلاط والسلطة،ويلعب دور فاعل في التوعية والتثقيف وطرح القضايا بشكل جريء ،وشدد الأستاذ عيد على أهمية مثل هذه الندوات والنقاشات،والتي من شأنها المساهمة في رفع وعي طلبتنا وتبصيرهم بواقعهم وحثهم على العمل من أجل تغير هذا الواقع نحو الأفضل.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية