أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تــذكــــر يــا مــســؤول .. نجيب طلال




إن بني أمية تهددني بالفقروالقتل، ولبطن الأرض أحبّ إليّ من ظهرهاوالفقر أحبّ إليّ من الغنى

 "أبــوذر الــغــفــاري.


تـذكـر أيـها الـمسؤول؛ مـهـما كان مـوقـعـك وكـانت مسـؤوليـتك في الـهـرم الـوظيـفي : تـذكـر وتـذكـر
فـفي الـعـقـد الثـاني مـن الألـفـية الثـالثـة؛ سـيشـهـد الفـضاء الـعـربي وتـربتـه؛ أحـداثـا فـريدة وغـريبة؛ ستـهـز أركـانـه؛ مـن أجـل بناء أركان أخـرى؛ فـرضهـا المجـرى التاريخي(حاليا)نـظـرا: لشـبه انـعدام تـغـيير النـخب والـوجـوه والاستـراتيجـيات ؛ وعـدم تـفـعيـل الـقـرارات التـي تـعـلـن ويـهـلل لـها المهـللـون والـكواليسيـون ومـحاسبـة رمـوز الـفـساد/ الإفـساد ؛ نـاهـينـا عـن الـوعـود الـمعـسولة و المسـترسـلة لتحـسين الأوضاع الاجـتماعـية والـخـدمـات؛ فـخـطاب( الـتسويف) والـقـمـع الـممنـهـج؛ يسـاهـمان في خـلـق تـراكمـات سلبيـة؛والتـي تـقابلهـا مـدارك عـقـلـية وذهـنيـة تتطـور وتـتكـون فـطـريا / مـدرسـيا / أكـاديميـا / وعـبر مـا تطلـع عـليـه يـومـيا في السياسـة الـدوليـة وأوضـاعـها؛ سـواء شـفاهـياأو السمعـبصري أو الافـتراضي؛ ونـفـسـية تـتدمـربشـكل تـدريجـي في الـداخـل؛ تـتساءل عـن موطنـها ووطنـيتها ومواطـنتها ؛المسـلوبة مـن لدن كـــل
مـكونـات هـرم المسؤولية والسلـطة؛ وبالتالي فالاحـتقان يزداد مـن لدن فـئات عـريضة مـن الشـعب؛ وعـمليةاللامبالاة والتـسويف؛ تتضاعـف فـي( أنـا) هـرمية السـلطة؛ متـوهـمة أن الـمواطن؛ أمسـى مـقـهورا مستـلبـا وجـريـحا ومضطـهدا؛ يبحـث عـن الاستـكانـة والسـلم المـغـلف بالاستـسلام لـيـس إلا. بحـيـث يتـناسي (الـكل) مـفـهوم الحـتميـة؛ ذات الصـلة بـعجـلة الـتاريخ الـذي( ربمـا) لا يـؤمنـون بـه ولا يـضـعـونـه أمـام أعـينـهم أو في أجـندتـهم ( الخاصـة)
وعـليه فالإشارة والشـرارة؛ انـطـلقـت مـن - الـجـزائـر- تـونس - هـاته الأخـيرة حـقـقـت ثـورة شـعـبية بكل الـمقـاييس ضد ظـلم تـجـبر واستبـداد طـغى طـغـيانـا لا يـوصـف؛ وضـد آلـيتـه الأمـنية وأجـهزتـها المـنوعــة؛ التي لـم تسـتطع إخـماد طـريق الانـعـتاق والـكـرامـة؛ وذلـك بأحـداث متتاليـة؛ كـأن ثـورة الغـضب التـونسـيـة
بمـثابة شريط سـينمائي( هـوليودي) لـم تتـرك لحـماة الطـغيان ومـريديه فـرصة الـتدخــل وممـارسة الإخماد؛ بـطـرقـها الـخاصة ؛كما وقع فـي الـعـديد مـن الانتفـاضات الشـعبيـة؛أواسط السبعينيات والثمانينيات من القـرن الـماضي؛ وبالتالي فـحـماة المستبدين غـير الـعادلين؛ انصاعـوا لأمـر الشـارع التـونسي؛ بـعـدما تـلـككـوا في اتخـاذ تـموقـف واضـح وصـريح عـما يجـري؛ في انتـظار الـغلبة للهـراوات والـرصاص؛ لـكـن رضحـوا لـلإرادة الـشـعـبيـة؛ التي انـتفـضت وقـالـت كلـمتها المسـيسة عـلى أرض الـواقع؛ وللعـلم فإن الـيأس يولد نوعا مـخـتـلفا مـن التسيـيـس؛ مـن الصعـب أن يـضبط ويـؤطـر في خانة مـن الخانات الجـيوسياسية وبـعـيدا عـن المنظـومات والأدبيـات الـحـزبية؛ التي تـدعي التـأطير والاستـقـطاب؛ بحـيث ذاك الغـضب الشـعـبي؛ أبـان عـلى وجـه آخـرأعـمـق مـما نـتصور للمـنظومـة / النـظام الـعـربي :
* ضـعـف وهـشـاشـة هـرميـة السـلطـة؛ بحـيث أصـابتهـا ثـورة تـونس بالارتـباك و بالـرعـب وجـنـون غـير مـعـلن؛ ولكـنه مـكشـوف؛ مـن التـدابير( الإجـرائية = الاسكـاتية ) التي أعـلن عـنـها بسـرعة الـبرق لـتغيير أوضاعـها المأساوية والتي تـفـسـربشـفافـية مطـلقة
* الانـفـصام الـتام بيـن القـمة والـقـاعـدة؛ بـشكـل جـلي ومفـضوح؛ وما الهتافات لـهـذا وذاك إلا مسـاحـيق تصـنعـها الـبطانة قـهـرا للفـئات الشـعـبيـة؛ لكي تـنال رضـى مـن البطانة الخاصة لـهرمية النـظـام
* عـدم ثـقـة لـقـرارات الـقـيـادة وتـدابيـرهـا الـفـورية؛ والتي أيـن كانت( مكافـآت/ مـنح للطلبة المعطـلين/ تخـفـيض الأسعـار/ عـدم تـعديل الضـرائب/ صـندوق للشـباب/ عـدم اسـتفـزاز المـواطن/......لأن الـعديد مـن المـناطق تـعـرف حالياغـليانا واحـتـجاجات؛ وكـذا ممارسة ثـقافة(الاحـتراق) وعلى ذكـرهـا: * تبـيـن أن أغـلب الـعلـماء ضـد الشـعب؛ ومـع هـرمية السـلطة؛ حـينـما يستـندون ويشـرعـون بأن إحـراق الجـسد يـحـرمها الإسلام؛ فـهـل سـمعـك( الشـعب) ولـم يقـدم عـلى إحـراق جـسده؟؟؟ وهـل الإسلام لا يـحـرم الفـقـر والظـلم والقـهر واللاعـدل؛ فـهـل الـعلماء ضـدأفـكـار أبي ذر الـغفـاري؛ الذي كان يـؤمـن باللاعـنف وممارسة الاحـتجاج تجاه الاستبداد والقـتل والنـهب ألـم يـقـل لأبي مـوسى الأشـعـري ( لست أخـيك، إنــما كنت أخـيك قـبل أن تكون واليا وأميرا)ألم يقـل لأبي هـريـرة حـيـنما احـتـضنـه ورحـب بـه ( إليك عـني،ألست الـذي وليت الإمارة، فـتطاولت في البنيان، واتخذت لـك ماشية وزرعا ) مـقابـل هـذا * تبيـن أن الأحـزاب الـعـربيـة مـن الـمحـيط إلى الـخـلـيج ؛ بدورهـا لا تمـثل الشـعـب؛ بـل تضـحك عـليه وتستغـله إرضاء للسـلطة؛ فـلم يستـطـع أي حـزب أن يـصدر بـيانا شجـاعا يـدعـم ويسـانـد بقـناعة الثـورة الـتونسـية منـذ انطلاقـهـا؛ بل انطـلقـت أفـواهـهم؛ بـعدمـاأرغـمت عـن مـضض القـيـادات مباركةاخـتيارالشـعـب الـتونسي؛ ولـكن بـعدمـا بـاركـتـها الـحـكومات الأوربية والأجـنبية؛فـمن سماهاثورة الياسمين؟ والـغـريب أن الأحـزاب التي صـرخـت ونـددت بأن الانتـخابات الـبرلمانية(...) مـزورة وتـهـدف لإرساء قـواعـد ولايـة الـحـكم لإبـن ( الـرايس) لـم تسـتـطع أن تـرد وتفـند مـا قـاله أحـد وزراءالسـيادة :بأنالـمدالاحـتجاجي التـونسـي إلى(...) كـلام فـارغ ؟؟؟ ولـكن الاعـتصامات الشـعبية الآن وإحـراق الأجـساد هـل يعـد كـلامـافـارغـا( ممـكن) في مخيلةالمسـؤولين؟؟؟
لـدى تـذكـر أيـها المـسؤول؛ أيـما كـان مـوقـعـك ومـجال مسـؤوليـتك؛ فـأي مـناورة والتـفاف حـول قـضاياالشـعب؛ ومــمارسة الـديمـاغـوجـية والـتسويف؛ لـن تترك فـرائص الـكرسي؛ راسـية؛ بـل ستـهتـزوستنهار ولـقـد ارتـجـت وخـطاب المـلامـح والـعــيون في ( شـرم الشيخ) كانت واضحة عـن ( فـعل) الارتـجاج؛ ولـكم ولـنا الـعبـرة مـن نـمـلة هـي التي كشـفـت مـوت سـلـيمان؛ ولـم يـعـلم بـها جـنوده وحـراسه؛ بالـقـرينة هـــل كـانت الأجهـزة الأمـنية والـمخابراتية والبـطانـة؛ تـعـلم بـثورة وغـضب سـيرحـل مـن كان يخـطط للترشح في2014 وقـبلـه / بوكاسا/ جـعـفـر الـنوميري/ الشاهشاه/تشاوسيسكو/........./

(94)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي