هذه المقالة كتبتها يوم السبت ليلا أي قبل يومين من المواجهة السورية الأردنية ... وأرسلتها لصحيفة حكومية سورية هي " تشرين" والتي اثق أن المسؤولين يقرأونها جيدا والمقالة نشرت صبيحة يوم الإثنين أي يوم المباراة التاريخية التي اخرجت نتيجتها سورية من النهائيات للمرة الخامسة من الدور الأول بفوز وخسارتين واهلت المنتخب الأردني الشقيق الذي نقول له ألف مليون تريليون نشاميون مبروك ...
قلت سابقا واقول اليوم وغدا ليس بالأدعية والحماس ولا بالعواطف والأمنيات نتوج أبطال لآسيا ...
مشكلتي أنني احاول التفكير بالعقل في الوقت الذي لايفكر البعض الكثير فيه سوى بالعاطفة ...
بالطبع حزنت وسأحزن لخسارة أي منتخب سوري ولكني مللت من الحزن ويجب أن يأتي من يعالج أمراض الكرة السورية ورياضتها بكل شفايفة ومرة وإلى الابد
سأترككم مع المقالة التي كتبتها دون تغيير أي حرف فيها
___________________________________________________
اليوم الإثنين 17 كانون ثاني 2011 قد يكون تأريخا جديدا لكرة القدم السورية وقد يكون نقطة العودة للصفر ... هذا ماقاله أحد الأصدقاء لي وهو ما أختلفت معه فيه بشدة ....
فما حدث ويحدث في قطر هو استمرار لطريقة لعب معظم المنتخبت السورية منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي ... فكرتنا معروف عنها أنها رجولية وقتالية وتتميز بالقوة البدنية وهذا هو التوصيف الأول لكل مشاركاتنا السابقة في كل البطولات فما هو الجديد ؟؟؟
الجديد هو القديم الذي نطالب به كل مرة ويعتقد البعض اننا ننفخ في قربة مقطوعة وأن أحدا لا ولن يسمع كلامنا ولا نداءاتنا بضرورة أن تكون كرة القدم السورية بشكل خاص والرياضة بشكل عام في المكانة التي تستحقها ولهذا فما بعد مباراة الأردن يجب أن لا يكون كما قبلها ويجب أن لاتنسينا النتائج ولا الأداء الأمراض المزمنة التي تعاني منها الرياضة السورية .... وأولها الأهتمام المادي والفكر الأحترافي وإستقلالية الرياضة عن اية جهة أخرى ....
وأنا اتساءل قبل المباراة :
هل يوجد لدينا أجهزة طبية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى في أنديتنا وفي المنتخب؟؟؟ هل لدينا الأدوية والأجهزة المناسبة للإصابات الرياضية ؟؟ ألم يسافر منتخبنا بدون طبيب متخصص بل بمعالج فيزيائي ؟؟؟ هل هذا مقبول في عام 2011 وفي بطولة مثل نهائيات أمم آسيا ؟؟ هل مقبول أن ننتظر أطباء نادي العين وإسبيتار( المشكورين على كل شئ قدموه ) لنعرف نتيجة أصابة قائد منتخبنا ؟
هل مقبول أن يسافر منتخب ( وطن ) إلى أهم بطولة قارية دون أن توفد الأذاعات والتلفزويونات الحكومية والخاصة مراسلين ميدانيين يتابعون كل شاردة وواردة ويرسلونها مباشرة ( للوطن ) علما أن المسألة المادية لم تعد عائقا في ظل وجود أرسال تقارير عن طريق النت وحتى اللايف عن طريق جهز " البيغان " الذي لايكلف سوى 400 الف ليرة سورية أو حتى اقل ؟؟؟ والارسال مجاني شريطة أن يكون النت بسعة عالية وسريعة ....
هل معقول أن لايتم بث المباريات الأستعدادية لأن أحدا غيرنا هو الذي تحكم بمباريات منتخبنا ؟؟؟
أكيد أننا نتمنى للمنتخب أن يتجاوز الأردن الشقيق والذي نكن له كل الأحترام والتقدير ونتمنى فعلا أن يذهب المنتخب لأبعد مدى ممكن وأن يتوج بالكأس ولكن ومهما كانت النتيجة وفي زحمة العواطف الجياشة لدى الجمهور نتمنى قليلا من التروي والنظر بالعمق لواقع الكرة السورية أندية ومنتخبات والذي يجب أن يشهد " تغييرا حقيقيا وجذريا " ونهائيا يجعل من كرتنا مرهوبة الجانب ومن مشاركاتنا أعراس حقيقية لنصل إلى التتويج ببطولة آسيا والتأهل لنهائي كأس العالم ...
كلام كثير في فمي سأؤجله لما بعد النهائيات الآسيوية لأننا الآن مع المنتخب ظالما أو مظلوما كما كررت أكثر من مرة ... ولكنا لن نكون ابدا مع من يضللونا عن الحقيقة ويحاولون أن يقولون لنا " الدنيا ربيع والجو بديع .. قفل لي على كل المواضيع " ....!!!!
د. مصطفى الآغا: ما بعد الأردن

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية