أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سامر رضوان.. عندما يزيد «طينه بلة»

 لعنة الطين ثم الولادة من الخاصرة، وصولاً إلى صفحته على «الفيس بوك»، يترجم الكاتب سامر رضوان ما شاهد وعاش على هيئة كلمات درامية وتعليقات افتراضية.. راميا بسهام تصريحاته الصحافية الرقابة التي جعلت من «الطين» كسيحاً..


لكن ما زاد طين سامر بلة، مقارنة مسلسله بمسلسل تخت شرقي من ناحية الجرأة.. الجرأة الجنسية في التخت والجرأة السياسية في الطين، مما يضعنا أمام سؤال طبيعي: ما مدى قبول صناع الدراما والرقابة للجرأة الجنسية والسياسية..؟


من خلال تصريحات «الرضوان»، فإن الجرأة السياسية في لعنة الطين أثرت على حركة حلقاته بين مقص الرقيب، بينما صُناع تخت شرقي لم يتحدثوا عن مقص قض مضاجع مسلسلهم، وإن لم يخفوا النقد الذي واجهوه وردوا عليه، بطريقة أو بأخرى، لكن هل يبشر هذا بمسلسلات أكثر قرباً من الإثارة حتى لو كانت لفظية وأكثر بعداً عن السياسة حتى لو كانت بأسماء ومراحل مستعارة..؟


عرفت «الرضوان» عن قرب، وجلسنا ذات مرة نحتسي الذكريات و«النسكافيه» الذي أحب، في تلك الجلسة استعرض سامر مسيرته الإعلامية مع التلفزيون السوري وقناة الدنيا، اللذين تركهما بين الإرغام والهرب من واقع إعلامي يخنق أبناءه كلما كبر وتشعب، كان سامر منقسماً بين جذوره الريفية وشرب النسكافيه بما يحمل من معنى لابن الريف، ولم يدر بخلدي أبدا أنه يحمل كل هذا الأسى والقهر الذي لبد سماء لعنة الطين.


والآن بعد أن اصُطلح على الرضوان لقب كاتب وهو ما استحقه بجدارة، هل سيعيد ما قاله في تلك الجلسة «حرية الرأي الصحافي»، و«جدلية العمل الإعلامي في سوريا»، أم تحول إلى الدراما وأصبح يحلم بواقع درامي أكثر حرية، ويستخدم أدواته في فك شيفرة الجدلية الدرامية»...؟ متخذاً السياسة خطاً.


إن كان الرضوان قد أصبح «درامياً» فهو معذور لأن الدراما أعطته ما لم تعطه الصحافة مادياً ومعنوياً، والأهم من ذلك أنها جنبته «الشلليات» الصحافية التي تنخر المؤسسات وعظم الصحافيين، خصوصاً أنها أبعدته غير مرة عن العمل الصحافي.
 

العرب القطرية - فتحي إبراهيم بيوض
(139)    هل أعجبتك المقالة (154)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي