سأكتب يوما ما أريد .. همام كدر

الشارع يريد "تحميس" هل نكتب كما يريد الشارع؟ أو كما يريد المسؤولين، أو كما يملي علينا الواجب، ولكن من يصنف الواجبات، ومن يعرف كل الشارع ماذا يريد؟ هل نجحتم باستسقاء آراء الجميع؟.

إذا حللنا واقعنا الكروي وحظوظ منتخبنا بمنطقية وموضوعية وخرجنا بنتيجة مفادها أن منتخبنا أمله أضعف من اليابان والسعودية بكثير بنيل بطاقة الترشح، وهو منطقيا سيقاتل للتمثيل المشرف أولاً، ومن ثم فهو بحاجة لكثير من العمل التكتيكي الذكي، وكثير من التركيز وردات الفعل المدروسة، كثير من التوفيق وهذا الأخير يجب أن لا نعتمد عليه بدعاء الأمهات والأغاني الحماسية والشعارات... لأن الحظ كما نتفق جميعا يأتي للقوي لا للضعيف. وما من أحد يرمي نفسه بالبحر وهو لا يعرف السباحة ويقول "بركي بالحظ بنجى".

فهل سيشك بوطنيتنا لو قلنا ذلك.؟؟

المشكلة أن وسائلنا الإعلامية في أغلبها تتحدث على المنتخب لكنها لا تتحدث عنه فعلياً، وفي أغلب الأغلبية تنبري للوقوف إلى جانبه شعاراتياً وما إلى هنالك، وبالتأكيد الوطنية بالشعارات والأغاني أسهل ما يمكن فعله، لكن ماذا عن تحليل أداء المنتخب ووضع الناس بالصورة الحقيقية لواقعنا الكروي المخيب جدا جدا ... مهمة من هذه ؟؟ الإرشاد الزراعي أم الاتحاد النسائي. ربما مهمة نقابة الفنانين فمن الدارج الآن خروج الفنانين لتحليل أداء اللاعبين.

على أي حال لدينا إيمان كبير باللاعبين ولن نهتف ضدهم أبدا... ولن نتخلى عن شوقنا بتحقيق الانتصارات، لكن هذا لا يمنع ان نقول خواطرنا الحقيقية لا التي يجب انتقال، فبالفعل كأس آسيا بالنسبة لنا نحن السوريين لو أن منتخبنا ليس متأهلاً سيكون مريحا من ناحية الأعصاب لكنه بصراحة سيكون بطولة ثانوية بعد الدوريات الأوربية، لكن مع تأهل منتخبنا الوطني ننام ونصحو على فكرة أننا سنرى لاعبينا ثلاث مرات في هذه المناسبة وسنكتب المزيد من محبتنا لهم.

لكن يجب علينا أن ننظر بعين المنطق لا بعين الضغط.

ملاحظة غر مهمة: أفظع ما يستفزني عندما يخرج أحد ليقول أن اللاعبين لن يوفروا نقطة عرق واحدة لبذلها بالمنتخب، مضحك جدا هذا الكلام لأن أي إنسان بطبيعته إذا لعب مع رفيقه "بينغ بونغ" عن عشا... سوف لن يدخر جهدا لهزيمته، فكيف بمنتخب خلفه عشرين مليون قلب، فالثقة أنهم لن يدخروا جهدا منتهيين منها؟ لكن هل فنيا نحن مؤهلون لذلك؟؟؟ هنا يجب أن نكون حذرين برفع الحالة المعنوية لتعويض الحالة الفنية أمر جيد لكن ليس هو كل شيء... الأهم هو الحالة الفنية بحد ذاتها، والكثير من الشحن قد ينعكس سلبا وهو ليس إيجابيا على جميع الناس وضمن الحد المفتوح الذي يطرح حاليا.