أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضحايا العيد ... ايوب الغنيمات

انقضى العيد ونشفت الدماء التي تناثرت هنا وهناك, و اختفى الجزارون, ولم يبقى من لحوم الأضاحي غير النزر اليسير المغلف بعناية في أطراف في الثلاجات في انتظار القادم.

من المؤكد أن العنوان قد شد انتباهك و لاشك أنك طرحت على نفسك عشرات التحليلات لمعنى العنوان, أنا شخصياً كنت شاهدا على تلك المعارك الدموية و الأصح لغويا - المجزرة- بل و اصطدمت مع مرتكبيها , رغم أن ساحة الوغى كانت كبيرة هذه المرة , حيت انتشرت عمليات الذبح والسلخ من مدخل الزرقاء عند مثلث أبو صياح مرورا الى مداخل قرية  الهاشمية الجنوبية وعلى ضفاف سيل الزرقاء ناحية الزواهره ودوار معصوم  .

مبدئياً.. أتفق مع المواطن الكريم أن هذا العيد كان متميزا فلقد تدنت أسعار الأضاحي الى الحدود التي تناسب طاقة المضحين المادية , فهب من استطاع الى ذلك سبيلا الى تقليد أبانا الأعظم الذي سمانا بالمسلمين ( إبراهيم عليه السلام ) في التضحية بكبش حنيذ. فذبح الأضحية واجب ديني واجتماعي هام.. حيث توزيع لحوم تلك الأضاحي حسب الصيغة المتعارف عليها فثلثها للفقراء والمساكين وثلث آخر للجيران والأقارب والثلث الأخير للمضحي.
نعم , أن التضحية واجبة وسنة محمودة ولكن ما جرى على يد البعض  ( وهنا أقول البعض نفيا للتعميم ) خلال العيد كان مجزرة ,  فكانت عشرات الضحايا تصطف بالدور وتذبح أمام بعضها ,  الصغير أمام الكبير,  وألام أمام ابنها , والبنت أمام أباها , وكان لزاما عليك تذكير من  كان يقوم يحز رقبة الخاروف المستسلم لقدره بالتسمية لأنه من كثره العمل والذي أصبح يمارسه بميكانيكيه آلية آنسته بعض الشروط من قبيل استلام القبلة والتسمية و عدم  البدء في سلخها حتى تسكن حركتها نهائيا ,  تلك المشاهدات لم تكن في محل واحد بل في ( بعض ) تلك المجازر المتنقلة حيث أن سنة المصطفى لم تجد إلى هؤلاء الجازرون سبيلا بعد .

عبثا حاولت أن اذكر البعض بتلك الشروط التي سنها الله لنا فوجدت أن ضغط العمل و صوت الأوراق النقدية واللحوم والجلود المجانية قد عمل فعله لدى البعض , وان التذكير بتلك الأمور ربما يدخلك المستشفى بدلا من خاروفك المأسوف على شبابه , و ربما الأغرب من ذلك أن بعض المضحين أنفسهم و الراغبين بعفو الله تعالى لا يبالون بما يجرى أمامهم , فالمهم هو انتهاء من الأضحية والبدء في مراسم أعداد المنسف  .

اعتذر أن كانت مقالتي هذه قد أثارت مشاعر متضربه  لكن للأمانة من منا يستطيع القول أن البعض من  تلك ( المجازر المتنقلة ) راعت آداب الاسلام في التعامل مع الأضحية قبل وبعد التذكية دون أن تذكر الجزار .

من من تلك الشوادر والمعرشات ( المجازر المتنقلة ) كان لها مكان معزول يتم فيها الذبح بعيدا عن بقيه الخراف ؟ حتى لا يذبح الصغير أمام أمه, أو بقية الأضاحي أمام العجل الشاهد على كل مجرى منذ ثلاثة ولم يشتريه احد حتى الساعة.

من تلك المعرشات كانت من الكرم بان منحت الأضحية  عشره دقائق أو ربع ساعة بعد قطع عروقها حتى تسكن حركتها  وتسلم لك بعد ذلك جسدها هنيا مريء؟

من تلك المعرشات التي تحتوى على حظائر الأغنام والإبل راعى النظافة وهي ركن إسلاميا مهما  فجهز المكان بحفره امتصاصية لطمر الدماء و المخلفات  ؟ رغم أن بعضهم قد اخذوا تصريحاً معيناً بإقامة هذه الحظائر بعيدة عن البيوت و الأماكن المأهولة بالسكان وعلى الطرق الرئيسية ، حتى لا  تسبب في انتشار الروائح الكريهة بالإضافة الى أزاله  مخلفاتها الى بقيت ما بعد انتهاء فترة العيد..

لقد علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم  -  الآداب الإسلامية عند التذكية بقوله  )إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته (، فالذبح لله تقربا ليس مجرد الحصول على اللحم والبركة  .

(105)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي