أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كــتــبـــة ويـكـيــليــكــس ... نجيب طلال

ستدفـع ثمن اللامبالاة تجاه الشأن العام ؛ وهـو أن يحكمك رجال أشرار
-- أفــلاطــون --

مـن المثيرجـدا؛في القـطرالعربي)أن ويتمظهـرالحـماس والاندفاع
وترتفـع الأصـوات؛ مـن هـنا وهـناك؛ فحـتى الـذين لا تـعنيهـم تلك الرجـة؛ يحشـرون أقلامهـم وأصواتهم؛ ويـمارسون شـطحـات إنـشائية ورقـصـات لـغـوية؛ دونما إدراك حـقيقـي ومـنطقـي، لأبـعاد ومرامي؛ تلك الـهزة؛ فـهل مـا يـقـدمون عـليه: حـباللـظهـورأوهـاجـسا استـعـراض للمعارف والمـعلومات أم هـو طـلب
لـجهة مـعينة أم مـدفـوع الأجـر أم مـدخل للوصوليـة والانتـهازية؟؟؟ تـلك أسـئلة تـفـرض نـفـسـها دائـمـا؛
وحـاليا في سـياق مـاأقـدم عـليه مـوقع( ويكيـليكس) مـن نشـرمـعـلومات ووثـائق تبـدو في غـاية(السرية)أحـدثت ضجـة (عـالمية) والنصيب الأوفـر منـها؛ لـه علائق بالعـالم (العربي)بحـيث تلك الـوثائق وغـيرها تمـس الأنـظمـة وتركـيبتـها السـياسـية؛ومـن يدورفي فـلكـها؛ والتـركـيبة مـن منـظور البنية الاجـتماعـية تعـيش قـطيعـة؛عـمـليا/ واقـعـيا /عـن شـعـوبـها؛ وجـدليا: فـالشعـب لا تعنـيه تلـك(الـوثائق)إلا من باب الإطلاع عـليها؛ لـتذكـية مـفاهـيمه ومـعـطياته الجاهـزة؛عـن سـاستـه ودبلوماسيـيه وارتباطه بالواقع المعاش
الـذي تتلاعـب به أهـواء ونـرجسية المتحكمين في التـركـيبة؛ وبالتالي:مـاجـدوى مناقـشـتها وتحليلها وطرح الـتساؤلات والـبحـث عـن تـخـريجـات لأهـدافـها وأبـعـادها؛ كـنوع مـن الدفاع الضمني عـن أولئك؛ فـالـذين يـعنيهم المـوضوع؛ لهم حـق الـرد والكتابة؛ فـهل هـم دبلوماسيين وساسةإلا بالواجهةأو الوكالة؟
حـتى يـنوب عـنهم المثقـفون والـكـتاب والكـتبـةوالصحـفـيين و..الـذين تفـننوا في اخـتيارعـناوين مـثيرة حـول(الوثائق) إذ هـناك مـن سمـاها:ثـورة/غـزوة/ زلزال/فـتنـة/تسويق/هـزة/تسـونامي/......./
وتـنـاسوا بـأن دلالات تـلك (الـعناوين) هـي ما نحـن فـيه مـن ذل ومهانة وتيهـان وغـيبوبـة وضعـف؛
فـمن باب الأولى الاهـتمام بمايفـيد الأمـة في جـوهـرالـشأن المحـلي والوطني؛ مـن فـضـح اخـتلالاته وفـساده الـذي أمسى يعـيش في المجالس والإدارات والهيئـات؛ وهـاهي الثلوج/ الأمطـار/السيـول/ كشفـت
بالـملموس؛ اهـتراء واعـتراء البنيـات التـحـتية؛ وانـعـدام الآليـات الـداعـمة واللوجـيستيـكـية لـمواجـهة للأخـطار التي ستـلحـق (المواطـن) وعـن اللامبالاة تجاه الشـعـوب وأوضـاعـهـا الحـيـاتيـة: أمـنا وحـماية واهـتماما ومسـاعـدة و..وكـم من أحـداث تـستحـق الاهـتمام والمـتابعـة؛حـتى لا تـظل نسـيا مـنسيا كقـصة
(الـحـذاء) ؟ فـأمـرها انـمحى كأن: منـتظر الزايدي؛ عاش في الـقـرن (7م) والغـريب أن(المضروب) الذي اتـهمنـاه بالحـمق والـجـنون؛ ينـشركـتابا صاعـقا عـن الساسة( الـعـرب) وأدوارهـم في فـنون الخيانة؛ فـهـل المـجـنون ينشر كـتابا ويـتهافـت القـراء عـليه؟؟؟ والمضحك أن الـمدافـع عـن( المضروب) يتشبت بكـرسي الرئـاسة؛ كـأنـه مفـطـوم عـليه؛ والبلاد تـغـرق في دمائها وجـوعـها وعـطشـها؛ وبعض البلدان تستغيت من جـراء السيـول والـعواصف الـرملية؛ ورئيسـها يخـطب هـناك؛ مشـيدا بـنزاهة الانتخابات ويتـهكـم على من رفـضـها؛ وهـناك انقـطاع للـكـهرباء والـطرقات وانـهـيار جـسـور وقـناطرومـواطنـين في عـزلة تامـة؛ وزعـيمهـم يفـتتح مـهرجانا للـرقـص وآخـر لـمسـابقـة غـيرمـعـروفة وآخـر يـتبـاحث مـع زبانيته في كـيفية
تـعـديل الـدستـور لولاية (...) ضـد إرادة شــعـبــه ("""") إنه العـبث الـمطلق بالفـصول القانونية؛ونهج
مـتعـمـد لتحـقـيرالمقـررات القـضائية والـدسـتوريـة ؟
فـهـل في الألـفـية الثالثة؛ لازال الـمواطـن الـعـربي؛ يـعـيش في الـخـيـام ويـهان ويـظـلم في حـقوقه ومـوطنه ومـواطـنتـه؛ ويصـدم بـفـتاوي: مـا أنـزل الله بـها مـن سلـطان؛ فـتاوى تتقـاذف في الـمنابروالقـنوات بشـكل
سـريع؛ فأي منطق يدفع بالقـول:
حـمالة صـدر النساء/ حـرام؟
جـلوس المرأة مقعد رجـل جـلس قبلها/ حرام؟
إهــداء الـورود ؛ وأداء الـتحـيـة الـعـسـكرية / حـرام ؟
تعلم اللغة الانكليزية ولعب كرة القـدم / حـرام؟
وجـود مسـعـفـيـن ذكـورا مـع مـريضـات في سـيارة الإسعــاف/ حـرام ؟
ترقيع غـشاء البكرة قـبل الـزواج/أمـر مـباح
فـما حـدود الـحرام والـحلال؛ في زمـن انـقـلبت فـيـه المـفاهـيـم والإجراءات؛ وبالتالي فـتلك الفـتاوي الغربية والـعجـيبة تخـدم مصـلحة مـن؟؟؟ إذا ربطنـاها (الآن) بالـهجـمة الشـرسة للإبـاحية؛ عـلنا في أغـلب الأمكنة
و المجالات؛ دونـما حـدود؛ فـمؤخـرا عـملاء( الفايس بوك) نـشروا مـفاهـيـم وأوضاع للممارسة الـجنسـيةتـرتبط بالـعشق الإلـهي؛ تدعـى( كاما سوترا) كـما كانت تـقـوم بهـا العاهرات والبغايا في المعابد الـهندوسية
والتي هي بمثابة طقـوس للـعـبادة عـنـدهـم أنـذاك؛ فـمن أحـيـاهــا لـتصـبح مـنظومـا جـنسـويا؟
سـؤال يـفـرض نـفسـه ضمـنيا عـلينا ( جمـيعا)فـمن تصـدى لـها أونـاقـشـها من الكتـبة؛ الـذين تـهافـتواعـلى
تحليل ومناقـشـة (الـوثائق)= ويكليكيس؛ وأمـة سـمعـت وتـسمـع بالـفـتاوى الفـريدة والمضحـكة؛ فـحـبـا أو
كـرها يتـيـه ذهـنـها بيـن التـصديق والتـشكيك والتـردد؛ ومن ثـمة تـحـدث البـلبـلة الـفكرية والـعقائديـة؛
وجيل مـن الشباب الـعربي؛ مـولع بالفايس بوك؛ ينخـرط وسينخـرط في عـوالم الإباحـية ؛ من بابه الـواسع وسيكـون لمشـروع (المثلية) الـذي لـم تصـدر حـوله أي(فـتوى) ظـاهـرة صحـية وحـقـيقـية في المـجـتـمـع
( العـربي) وبالتالي؛ إننـا نعـيش تـغريبـا في شـخصـيتنا ومـقـوماتنا؛نتيـجة المضاربات الـمالية والطمع حول اقـتصـاد الريع؛ والبحـث عـن مـواقـع قـريبة من مـراكـزالـقـرارالسيـاسي؛ وإن كانت الإستراتيجـية الأساس للعـولمـة؛ تـسعى للـقـضــاء عـليها؛ ليـبقى القـرار الاقتصادي والتـجاري؛ سيـد ومـسودا؛ولـكن الأوهـام التي تـسيطـرعـلينا؛ نـظل نـطـمع؛ ويطمح إليـه (كـتبة ويكيليكس) بتقـاطـع ضمني بأصحاب (الفـتاوى)الذيـن يسـمعـون ويشـاهـدون شبابا ينـتحـرون ويحـرقـون أنفـسهم؛ تـدمـرا مـن حـياتهم الاجـتماعـية؛ ولا صـوتا يـرتـفع؛ كنـوع مـن المـؤازرة وخـلافـها؛
فـإن كان(ويكليكس) فـرض تمرحلا جـديدا في الـحـياة الإعلامية؛وأمـسى سـيد مرحـلته؛مـحـققا منظورا
للـعــولمة فـي نـسق الـثـورة التقـنيـة والتكـنولوجـية؛ الـهادفـة للشــفافـية والـتواصـل الـفعال؛
فـماذا قـدمـنا نـحـن أيـه(الـكتـبـة) سوى الانبـهاروالـجـري وراءه؛ والشـعوب تـعـيش ويـلاتهاوأزمـاتها؛
فـكـيف سيصل صـوتهاومـعاناتهاإلى مـوقع ويكليكس؛ ؟؟؟؟؟

[email protected]

(103)    هل أعجبتك المقالة (88)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي