أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفتح المبين للوطن المكين ... نبيل صالح

ليش سورية ما احتلت ولا دولة بالعالم؟! كذلك سألتني طفلتي التي انتقلت للمرحلة الدراسية الإعدادية وبدأت تفهم معنى التاريخ.. فقلت لها مواسياً: لا تزعلي يا بابا، فقد احتلت سورية مصر في التاريخ القديم، كما احتلت الأندلس في التاريخ الوسيط، والآن فإن حكومة العطري تحتل البلد بالكامل، باستثناء الفضاء الإلكتروني الذي نتحرك فيه، وهي تعمل حثيثاً لتقييد حركتنا وحريتنا على أطرافه.. وهكذا انفردت أسارير ابنتي وهللت للحكومة المظفرة..

***


(الجريمة والسياسية صنوان) كذلك يردد الراوي في الجزء الثاني من فيلم «العرّاب».. وحين زرت باريس ومن ثم واشنطن، أدركت كيف أن حكومات الاحتلال كانت تستعمر بلداننا وتسرق ثرواتنا لتبني حواضرها وأمجادها، وتؤكد مقولة «العرّاب».. غير أن الذي لم أفهمه هو كيف تقوم حكومتنا بالأمر معكوساً لصالح المستثمرين الأجانب وصندوق النقد الدولي، ولكني أدركت لماذا تمكِّن الأثرياء من رقاب الفقراء، فتضاعف أعداد المتسولين والمجرمين والشرطيين والمرتشين والسلفيين في البلد الأمين.. بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي..

***


تنويه: من باب الاعتراف بالحقائق، لا بد من القول أن الاحتلال العطري للسوري أفضل من الاحتلال الحريري للشقيق لبنان، وأرحم من احتلال حكومة أبو الغيط للأخت مصر، وأنجح من احتلال حكومة سمير الرفاعي للأردن، وأجدى من احتلال حكومة المالكي للعراق، وأقوى من احتلال حكومة البغدادي المحمودي لليبيا، وأكثر عروبة من حكومة مولاي ولد محمد لقطف في موريتانيا.. فانظروا إلى كم المديح الذي نكيله لحكومتنا وهي لا ترضَ علينا: صحيح أن المعايير في بلدان شرق المتوسط مختلفة...

الجمل
(119)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي