وكما يقول المثل الفرنسي تعبيرا عن أندهاش بسعادة تحققت اكثر مما كان مرجوا ( لقد كان المنظر رائعا بديعا استثنائيا بكل المعايير وقياسا على هذا الزمن بحيث انني لم اصدق ماكنت ارى).هكذا بداء حديثة لزمان الوصل الرحالة الكاتب عدنان عزام
يقول عزام :كدت لا اصدق, علما باننا في حقيقة ولم نكن في حلم, نعم كنا في عودة الى الزمن المليح , زمن العقائدية والتطوع الفكري والوطني والقومي, زمن النزول الى الطريق ,إلى الميدان بأبها صور الكرامة والعطاء لنقول لبلادنا ... لديارنا بأننا نحبها واننا أوفياء وسوف نبقى اوفياء لحماتها
كان ذلك يوم الاثنين 25/10/2010 عندما وقفنا نحن الستة رافعين العلم العربي السوري فوق رؤوسنا وخيولنا تصهل كانها مثلنا عائدة من رمادها كطائر الفينيق
أنا و طارق الخطيب .. توفيق صابوني .. عبد الفتاح سكر ،مازن التقي ،علاء الهزاع ،وقفنا خاشعين مع غروب الشمس , نقرا الفاتحة على روح القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش
وعن مرافقية الشبان يقول عزام : حضر هؤلاء الشبان من جامعة دمشق الى بلدة القرية حيث ضريح المجاهد الكبير وقد انزرعت في نفوسهم فكرة حلمية للقيام برحلة على ظهور الخيل رحلة عنوانها وفاء لحماة الديار ,
بلا مودعين ولا مشجعين غادرنا الصرح المقام حديثا وفاء للرجل الكبير
سرنا صامتين مع اول خيوط الليل , اقول سرنا اذ أننا لم نمتطي خيولنا حيث لم يسبق للشبان الرحالة ان امتطوا خيولا في حياتهم , ولا تعرفوا عليها او شاركوا بمثل هكذا مسير او رحلات , تحتاج الى فرسان اشداء ورياضين متمرسين وعقائديين ملتزمين, وحده صوت بعض الأهالي الذين اقتربوا منا ليخرجونا من صمتنا , حاملين دلات القهوة العربية رمز الضيافة والاصالة فعادني ذلك سنين الى الوراء عندما كنا نسمع سميرة توفيق تغني
بالله صبوا هالقهوة وزيدوها ..... وسقوها للنشامى على ظهور الخيل
ساعات من بداية الحج السياسي ونصل السويداء
ثم نذهب لقراءة الفاتحة على ارواح شهداء المزرعة , المعركة الأشهر في تاريخ الثورة السورية الكبرى
يوم بعد يوم راح الشبان يتذوقون طعم الفروسية ويتعرفون الى افراسهم وكل منهم يعطي اسم لفرسه , اسم نابع من وحي الرحلة التي نقوم بها , اسم يدل على موقعة وتاريخ
,يقول عزام كنت انظر اليهم بأعجاب شديد متسائلا كيف لهم و لم يشتد عودهم بعد ان يقوموا بهكذا عمل جريء وجهد كبير , انظر اليهم بأعجاب وخوف من ان يستسلم احدهم للتعب و الارهاق
نصل الى مقبرة الشهداء لنقرأ الفاتحة على ارواح من وصفهم القائد الخالد حافظ الاسد , اكرم من في الدنبا وانبل بني البشر
و نتابع مسيرنا الى ساحة الشهداء في جرمانا المزدانة بالاعلام ومكبرات الصوت تنقل اناشيد حماة الديار وغيرها من الاناشيد الوطنية بينما العم ابو فراس عزام يهز سيفه ومعه الشبان يرقصون العراضات أحتفاء بوصولنا ,
الجمعة 29/10/2010 نسرج خيلنا و نتوجه الى وسط دمشق , لحضور تظاهرة الفتح الصلاحي التي تنظمها مؤسسة القدس امام ضريح الفاتح صلاح الدين الايوبي للتذكير بانتصاراته على الصليبين
انظر عيون الشبان الرحالة او الفرسان الشبان لاجد انهم اصبحوا في عوالم ماورائية وكانهم جند من جنود صلاح الدين , وقد ملأتهم الفرحة بالتشرف بالمشاركة بهذا الحدث , نقف خاشعين لسماع النشيد العربي السوري
تطل الشيخ بدر من بعيد و تبدو لنا تلال المقاومة الناصعة التاريخ , المحروسة بجثمان المجاهد الشيخ صالح العلي , تملكنا شعور بالفرح العظيم , شعور توحد مع الارض المخضبة بدماء الاجداد , شعور أخوة مع القائمين على ادارة الضريح و مسؤولي المدينة , الذين استقبلوا رحلة الوفاء لحماة الديار بذهنية فكرية و عقائدية ملؤها الشعور بأهمية الرمز و المكان المؤتمنين عليه , حتى افراسنا عاشت لحظات السعادة هذه , فقدمت نفسها لاطفال المدينة ,
شعور غريب , ينتاب كل منا , شعور اخر ليلة في المسير , شعور التشرف بأكمال المهمة , شعور تحقيق حلم لشبان في طور التعرف الى هويتهم ,
سرجنا خيلنا و ودعنا القطيلبية على طريق مزحمة , لكنه الازحام الجميل , حيث الاهالي
يدعونا الى بيوتهم او محلاتهم و كأنهم يقولون لنا اهلا بمن يسير وفاء لحماة الديار , اهلا بمن يسير لتحقيق حلم في عصر صغر به مكان الحلم
من قرية الى اخرى وسط هذه الطبيعة الوقورة نقترب من الحاضرة التي نقصد ، نعبر عين العروس بلدة الصديق العزيز فراس يوسف و نسير قليلا لتظهر امامنا القرداحة , و تظهر لوحة كبيرة على مدخلها كتب عليها :
حماة الديار عليكم سلام
الثلاثاء 16 تشرين الثاني 2010 ننهض مبكرين في هذا اليوم المليء بالرمزية و معاني التضحية و الفداء , نتبادل التهاني بعيد الاضحى المجيد و نتوجه الى القرداحة , نسرج خيلنا و نسير الى ضريح القائد الخالد حافظ الاسد و ضريح الشهيد باسل الاسد , حيث عشرات الوفود قدمت من كل انحاء سوريا , في ذكرى الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد
اقتربنا من الضريح لنعيش اخر لحظات هذا الحج السياسي ,فأستقبلنا مدير المراسم الاستاذ معن ابراهيم و امين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي , مخلوف احمد ,
سرنا بخطا طقوسية رافعين العلم العربي السوري و علم الجمعيةالسورية للخيول و امامنا لوحة كبيرة , كتب عليها : الوفاء لحماة الديا ر ,حملها اخي نايف وابنه عصمت وقريبنا أيسر الذين جاؤوا من السويداء لملاقاتنا , و بجانبنا ام طارق , جانيت و اخيه بشار ومصور المسير هيسم الخطيب ، ندخل جميعنا لنقرا الفاتحة على روح القائد الخالد حافظ الاسد و الشهيد باسل الاسد , ثم نودع المكان , نقبل خيولنا , أنظر الى الشبان الرحالة , الذين أصبحوا يعرفون سوريا أكثر من ذي قبل , انهم جيل المستقبل الذي يجب ان يحب ماضيه و حاضره ليهتدي الى المستقبل المشرق بقيادة الرئيس المفدى الدكتور بشار الاسد حفظه الله
ولد عدنان عزام في قرية الدويرة عام 1957 لعائلة عرفت بمواقفها الوطنية وتضحياتها في سبيل وطنها
درس الحقوق في جامعة دمشق ثم غادر وهو في الرابعة و العشرين من عمره ليقوم باطول رحلات التاريخ 1300 يوم عبر العالم , حاملا وطنه في اعما قه ليلتقي الاخرين من خلاله
يقيم في فرنسا منذ عام1986 حيث يشارك بالحياة الإجتماعية و الثقافية والسياسية رافعا شعارا من اجل تعايش افضل بين الاوربيين والمهاجرين
يرأس جمعية مسيرة القيم التي أسسها قبل 23 عام و التي تدعو للتشبث بمكونات الهوية لكل إنسان و الدفاع عنها و شعارها الاصالة شرط الحداثة
عمل قاض في محكمة العمال في باريس لستة سنوات
اصدر كتاب فارس الامل بدار ستوك عام 1989 ثم اعاد نشره باسم بين الشرق والغرب بدار روشي عام 2004
انتج و اخرج فيلم مسيرة القيم من أجل العدالة و المساواة عارضا من خلاله لحياة المهاجرين
يقوم خلال هذا العام 2010 بأخراج و إنتاج فيلم وثائقي لقناة الجزيرة عن الشرق و الغرب من خلال رحلته حوب العالم
قلّده السفير برنار باجوليه وسام الاستحقاق من درجة فارس بمجلس الشيوخ الفرنسي بتارخ 16 02 2009 بحضور السيدة لمياء شكّور سفيرة الجمهورية العربية السورية و العديد من الشخصيات
السفير برنار باجوليه يقلّد عدنان عزام وسامالاستحقاق من درجة فارس
عدنان عزام يلقي كلمته في مجلس الشيوخ الفرنسي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية