للمرة الأولى في لبنان والعالم العربي تصدر مجلة باللغة الروسية،بالرغم من أن لبنان مشهور بإصدارات أجنبية كثيرة فرنسية، انكليزية ،اسبانية . فمجلة فاستوك"الشرق"التي تصدر في لبنان من قبل خريجي الاتحاد السوفياتي السابق وباللغة الروسية ،وخاصة بعد نحو عقدين من انهيار الاتحاد السوفياتي والتحول نحو الغرب. لكن مع بروز الدور الروسي الجديد على الساحة الدولية وريثة الاتحاد السوفياتي ،وتعاظم قدرتها وتأثيرها في الفترة الأخيرة نتيجة الإستراتيجية الروسية الجديدة والانفتاح على العالمين الإسلامي والعربي بدأت تنمو قوة خريجي روسيا في هذه الدول التي يفوق عددها الألف والذين أصبحوا من الطبقات الوسطى في تركيبة شرائح المجتمعات العربية.
المجلة التي تحمل شعار الصوت الروسي في العالم العربي، تصدر عن مركز التريكا للأبحاث والإعلام، في بيروت سوف توزع وتنشر في كافة الوطن العربي والدول الناطقة باللغة الروسية وبالطبع روسيا الاتحادية .
يتولى إدارتها في لبنان عدنان حمورة ،الذي استطاع مع مجموعة كبيرة من الخريجي من إصدار هذه المجلة عن مركز الترويكا للدراسات والإعلام،والتي أصبحت حاجة ضرورية للناطقين والخريجين واللكنات والأحفاد الروس الذي يفوق عددهم في لبنان بأكثر من خمسون ألف شخص وهم جالية بحد ذاتها بالرغم من وجود جالية روسية قديمة هاجرت من روسيا إبان الثورة البلشفية عام 1917م .وهي تعيش في العديد من الدول العربية، ولبنان له الحصة الكبيرة من تمركز هذه الجالية والتي كان حلم أفرادها الذي لم يتحقق بإصدار دورية روسية تربطهم بالوطن إلام واللغة الروسية ،ولكن هذا الحلم تحقق على أيادي الخريجين كما تقول ابنة المهاجر الروسي
إيرينا ملشفا أننا سكنا في لبنان وتعلمن العربي وحولنا مرارا إصدار دورية روسية في لبنان بالرغم من إن قانون المطبعات يسمح بذلك لكننا فشلنا.
لكن اسكندر الكفوري رئيس تحرير المجلة الذي يقول تكمن أهمية الدورية بالرغم من العمل الدءوب من خلال التالي :1- تشكل المجلة منبر حر لكل متكلم باللغة الروسية أو روسي موجود في الدول العربية أو لبنان ومن خلالها يستطيع إن يتطلع على كل الإخبار الداخلية بلغة روسية ،وهذا يعني بأنه يصبح في داخل الحدث الداخلي العربي أو اللبناني.
2- تستطيع المجلة من وصل أبناء الجالية بعضهم على بعض وعلى إعمالهم مما تتيح لأكبر عدد من التفاعل فيما بينهم والذي يؤدي إلى تطوير أعمال الجالية اللبنانية -الروسية.
تمنح هذه الدورية حرية التعبير الكامل للجالية والتي تعبر عن مكنوناتهم من خلال التواصل عن طريق هذه المجلة بطريقة مميزة تسمح للجميع في المساهمة الفعلية في تطوير عمل هذه الدورية التي تشكل الصوت الروسي .
فهي الجامع الفعلي لتوحيد الجالية الروسية بالأصل وإظهار قوتها وصورتها السليمة في المجتمع اللبناني والعربي.
أما د.مسلم شعيتو مسؤول العلاقات الخارجية للمجلة يخبر عن صعوبة الربط البدائية بين الخرجين وهيئة التحرير من ناحية ،والعلاقات الخارجية بين السفارات والمؤسسات ورجال الإعمال من ناحية أخرى .شعيتو يقول يساهم اليوم بالمجلة حوالي 20 ألف خريج من دول الكومنولث التي تهمهم إصدار دورية دائمة لأجل الربط بين اللغة وذكريات الماضي في البلد الثاني الذي ارتبطوا فيه روحيا وثقافيا ودراسيا.
في المجلة يعمل عددا كبيرا من الإعلاميين المنتمين من دول الاتحاد السابق،وخاصة من روسيا الاتحادية ،من اجل إنجاح المولود الجديد لان وجود دورية ناطقة في اللغة الروسية في دولة مثل لبنان تساهم بعملية التواصل مابين الدول العربية التي تعبر المجلة عن همومها وشجونها ومابين الصوت الروسي وجاليتها المتعطشة لمعرفة أكثر عن عالمنا وحضارتنا وثقفتنا وديننا الإسلامي ،في ظل الانفتاح الروسي الجديد على دول المنطقة العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج العربي التي بدأت تربطهم بروسيا علاقات اقتصادية وتجارية مختلفة .فالمجلة الجديدة من خلال إعدادها الأول التي تخرج الى جمهور القراء بإخراج أنيق ومميز الذي يدل على مدى الاهتمام والعناية التي تتلقها من قبل هيئة التحرير والمشرفين على صدورها ،هي توزع في لبنان وسورية والأردن والإمارات العربية وقطر وفي عددا كبير من الفنادق العالمية والمطارات ،وشركات الطيران.
يتفق الجميع على كلام الكفوري الذي يقول بان الهدف الأساسي والرئيس من إصدار دورية شهرية باللغة الروسية لها عدة مميزات ،1-ربط المواطن الروسي ببلده ولغته من خلال دورة شهرية تصدر في دولة عربية بمفهوم عربي للثقافة والحضارة الروسية .2- ربط الخريج بدورية ناطقة بلغة أضحت بالنسبة له جزاء أساسيا من حياة عاشها وهي شي من ذاكرة جميلة مرت عليه .3- تسهيل عملية الاتصال بين الإعلاميين والعرب من خلال دورية مشتركة تجمع فيها ثقافة ومفهوم مشترك.
إن إصدار دورية باللغة الروسية هي ليس حلم الجالية الروسية فقط وإنما هي حلم كل خريج إعلام مقيم في روسيا أو خارجها يعمل في إحدى الدول العربية لان الدورية أصبحت مهمة جدا اليوم في عصر العولمة من اجل تفاهم الحضارات وتواصلها وخاصة إذا كان مجتمع شرقي قريب جدا من ثقفتنا وحضرتنا العربية،يقول النائب في البرلمان الروسي ورئيس جمعية أصدقاء المملكة العربية السعودية إسلام بك اصلاخانوف في مقابلة مع المجلة في العدد الثاني بان علاقات روسيا مع الدول العربية والإسلامية لا تقوم على أسس إيديولوجي كما كانت في السابق وإنما على أساس تعاون وتفاهم وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع هذا المحيط .كل هذه المفاهيم التي تعمل عليها روسيا من اجل تطوير العلاقات مع المجتمع العربي ومخاطبة الجمهور الواسع عن طريق قناة فضائية ناطقة باللغة العربية "روسيا اليوم "ومجلة دورية شهرية بالعربية "إنباء موسكو "ووكالات إنباء باللغة العربية "ريو نوفستي"،و"كلية استشراف تخرج مستعربين" .
لقد تصدرت الدورية الروسية صفحات اليوميات اللبنانية عامة ، بسبب الاهتمام الخاص ، بصدور مجلة بالروسية في لبنان ، والتي ستصبح صوت الروس وروسيا في العالم العربي ولبنان .
إضافة للاهتمام الكامل من قبل ألخريجي وزوجاتهم ،والاجيال الصاعدة والمقمين بالإضافة إلى السفارة الروسية التي نوهت بجهود ألخريجي من خلال إصدار دورية ناطقة باللغة الروسية وهذه الظاهرة هي الأولى في الوطن العربي التي جسدتها مؤسسة الترويكا للدراسات والإعلام.
خبير بالدعاية السياسية والاعلان
dr_izzi2007@hotmail.com
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية