أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اعترافات مطلقة+ ميم3 ... هادي عباس حسين

وسادتي نفسها لم أفارقها ليلة واحدة ولم يقاسمني النوم عليها سوى ولدي الذي مضى على عيد ميلاده السابع أول أمس ,كنت اقلب وجهي عليها فتارة يستقر راسي للجهة اليسرى وأخرى إلى الجهة اليمنى منها وأحلامي تتقلب هي الأخرى معي في فراشي الذي أويت إليه مبكرا ,لم أذق طعم الراحة أبدا طيلة اليوم المنصرم فمنذ ظهرته الحارة التقيت مع إنسان عزيزا على نفسي وقريبا لروحي وفي حقيقة الأمر اسميه عشيقي لأنني وهبته نفسي وجعلته يداعب مشاعري وأحاسيسي في رضائي وفي رفضي واعترف انه اخذ الكثير مني مانحا إياي كل مااريده أو اطلبه فأراه المهتم الوحيد بي ملبيا رغباتي وما احتاجه منه ,كم كنت أتمنى إن يكون هو أبا ولدي الوحيد الذي أراه يتحرك في فراشه بعد إن نقلته إليه منذ وقت قصير ,وانأ لااعرف أين سيأخذني قطار حبي الضائع لأي محطة سيتركني فيها ويغادر قلبي الذي تعود عليه وأصبح جزاء لايتجزاء منه انه حبي الصامت الذي مر على شفتي الرطبة ,فقد كان ينشر فوق وجهي اذرع الذنوب التي تتخبطني كلما التقي به واصبر نفسي على تحمل الرذيلة لأجله هو فقط,وتلبية رغباته التي لم تنتهي عند حد معين,أنها أحلامي الشاخصة والمحطمة التي تركت في أعماقي صورة حية عشتها لقصة حب صار عمره أكثر من خمس سنوات مبتدئة بسنة رحيل أمي رحمها الله إلى ربها العالي ,كان رحيلها فاجعة قوية شعرت بمرارتها وآلامها كوني بقيت وحيد أتخبط بين أوهام الحقيقة والخيال ولا أحدا يفهم حقيقة مشاعري وما أعانيه من زواجي الذي لم يدم إلا شهورا بعدها أصبحت امرأة مطلقة قررت الهروب من زوجها الذي غابت منه كل قيم الرجولة والذي دفعت له ما يريد حتى وافق على الانفصال متصارعة مع جلسات المحاكم ونفسها الطويل وخصوصا في مثل موضوعي,كان طلاقي حلما جميلا حققته ونلته بعد تجرع المرارة والعذاب جراء ذلك ,ورسخت ماعندي من طاقة في العناية بابني والمحافظة عليه وتربيته التربية الصحيحة وان أعوضه حنان الأب الذي فقده وكنت إنا احد إلا سباب في ذلك ولو ا ناباه لم يفكر فيه يوما واحدا بل تزوج من امرأة أخرى وعاش معها وأنجبت له أولاد ثلاثة ,والظلم لامرأة مطلقة مثلي يدور حولها وأسئلة الظن والشكوك ترافق الأنظار التي تلفني شاخصة مفصلة ما عشته وما أعيشه ألان,طلقت نفسي لاتخلص من سطوة رجل ظالم قاسي لايعرف حدود الله في التعامل معي كان يعاملني كممولة له في المال لأغير فحينما أعطيه يعتني بي ويريحني ولما ارفض إعطائه يعاملني في وحشية ,ولما حققت منالي في الانفصال عنه أصبح فؤادي خاليا غرقت في معاناة الليل الطويل وساعاته المريرة متقلبة في فراشي مع صمتي الموحش وكوابيس تسيطر علي وعند صبيحة اليوم التالي اخرج متوجهة لدائرتي متعبة والإرهاق أصابني وعيني مثقلة وأجفاني مهزوزة اخذ منها الليل كل شيء تاركة وجهي الشاحب الذي لم ينم عن وجود حياة بداخلي فاهرع لألحق بما تبقى مني قائلة

_لأحب وأتمتع بحياتي الباقية..

ولكن إي حياة هذه التي تركتني وكان جنيا سكن قلبي وروحي مستسلمة لواقع مرير اعش به فلا سكون لي ولا هداية لي ايظا ,فالكل من حولي يثورون تجاهي كالا سود عندما ترى فريسة سائغة وبسيطة ,لاترى خلفها إلا أكوام التراب الذي تجمع ألان في عاصفة رملية هبت علي في هذه الليلة الحالكة بالظلمة التي بعثت في الروح الضجر والملل,بلى فالرؤية في المكان الذي فيه باتت تنعدم لان التراب دخل من الشباك المفتوح,وصبرت نفسي إن لااذرف دمعة واحدة بالرغم من تأزم حالتي النفسية التي أمر بها فاني اشعر بحاجتي إلى البكاء عندما اشعر إنني متضايقة من أمر يسلبني عقلي وتفكيري ,أنها مسافات شاسعة بين حقيقة الأمور وبين خيال من الممكن إن يقع المرء بين ثناياه ,سكون شجي طوقني وذاكرتي المسترخية أعلنت استسلامها للواقع الذي لامفر منه ,ضوء الغرفة الضعيف يصارع أكوام التراب الداخل إليه من الشباك ,وانأ احدث نفسي خفية بان لابد إن أعيش حياتي المتبقية كما يحلو لي لأني حرمت نفسي من اغلب الأشياء التي أحبها,وان أعيش مبقى لي من عمر كأي امرأة لاتحس بأي نقص لديها ,فجمالي فاني جميلة باعتراف الكثير ,واملك من المال ما يكفيني شهريا ,وحبيبا إنا لااريد إن اسميه عشيقا حتى لايتذمر هو من هذا المصطلح فقد وجدته وهو كان قريبا مني كل القرب لكني كنت جاهلة به وبحبه الذي غمرني منذ إعلانه لي مباشرة بعد وفاة أمي رحمها الله ,لقد عشقته روحي قبل قلبي ومتلهفة لسماع صوته كل يوم عبر جهاز الموبايل ولا اقدر على فراقه يوم واحد ,ولو انه كان يطلب مني الكثير إلا إني مانحة إياه القليل وحسب مزاجي ... لأنهض ألان من مكاني وأراقب من الشباك الأجواء كيف استقرت وما يجري في الخارج من إحداث مختلفة فاليوم إنا وحيدة بهذا الدار فأختي ذهبت إلى إحدى بناتها والأخرى رافقت أخي الوحيد ملبية زيارة الخميس إلى كربلاء وأبي الذي نام في غرفته التي لم تكن بعيدة عن مكاني ,فهو شيخا كبيرا طاعن بالسن لايقوى على الحركة ,بلى لم يكن غيري مع هذه الليلة الموحشة المملئة بالأتربة والغبار,لاادري هل أغلقت الشباك أم لا وانأ أعود لإدراجي غارقة بصمت وسكون وتفكير عميق يزيدان من وحدتي وقلقي وتفكيري المتشتت وشيئا يتحرك في داخلي مثل إي شيء تريده وتطلبه في ليال كهذه نطقت بصوت خافت قائلة

_أين أنت ألان ,ياحبيبي ,إنا بحاجة إليك ..

أخذت تنهيدة بصعوبة وعدت لمحادثة نفسي

_إني بحاجة إليك من دون الأيام

نظر إلى من حولي لاشيء كنت خائفة توعز لي بان ارضي بماقسمه الله لي ولحد النهاية التي دفعت كل شيء عندي حتى أتخلص من طليقي الإنسان الذي اكرهه كرها لايوصف ,لكن اذرع الشيطان ألا أخطبوطية تلفني من إي مكان اهرب إليه لاتخلص من هذه الأفكار التي تراودني وبنبرة وبصوت متعب قلت

_لماذا لم اتصل ب هوياتي ونعش ليلة حلوة رغم جوها المقرف

الأوهام والشيطان يسحبني كلما حاولت الابتعاد عن تفكيري محتفظة ببقايا كرامتي التي اعتز بها وقد فديتها بحياتي بأكملها ,عيني مفتوحة وجفوني احمري واجد صعوبة ببلع ريقي وأصابتني ارتعاشه عنيفة وارتجفت كالمجنون ابحث عن سبيل للهروب مما أعانيه حتى لااضعف إمام تفجر إحساسي ومشاعري فاتوه في إحزان حائرة غمرها الشوق إلى شباب دافئ الذي أحس بالنقص منه ,لعل الوهم خذلني هذه المرة وخادعتني خيوطه المتشابكة إلى طريق مسدود,وما لهذه الدموع تنهمر كأنها فيضان وانأ متعطشة لليال حرمت منها لما كنت بين أحضان طليقي الذي أحبني لمالي لا لشخصيتي فحساباته بشكل مادي فقط,لهذا السبب عشقت روحي بسرعة حبيبي الذي حرك بداخل شرايني دمي متدفقا بغزارة ليوعز لي بان أحبه حبا جنونيا فحينما أراه اشعر بان وجهي تطفح عليه المحبة والمسرة وتهول البهجة داخل جسدي ,لم تزل عيني يتطاير منها شرار التحدي والمقاومة وكل الذي دار في مخيلتي انظر إليه نظرة سخرية ,نهضت مضطربة الخطوات صوب الشباك متوسلة بالقول

_مالذي أصابني يا ربي ..أستغفرك من كل ذنب عظيم اقترفته..

نظرت إلى السماء فبدت صافية من إي شائبة ,أسرت عيني تلك الأنجم اللامعات السابحات وسطها وانأ أقول بعد إن اختلط صدى صوت نوبات السعال التي أصابتني فقلت

_الرحمة يا الهي لعبادك من هذه الأجواء .والمغفرة لي إنا عبدتك وذليلتك الظالمة والمظلومة..أيقنت أخيرا أن ظلمي لعشيقي الذي أحبني بعمق ,وعانى من حبه لي العذاب والمرارة وتجرع السم حينما ارفضه وذاق الشهد حينما أوافق عليه,كيف سأرفع الظلم عنه ..؟ورائحة جسده اشمها ألان عندما تفوح ونحن في عناق وحب ومشاعر وأحاسيس لااقدر إن أتكلم عنها وبالأخص في هذه اللحظة ,اختلست النظرات من المرأة المثبتة على الدولاب الخشبي الذي بقى من ذكريات زواجي الفاشل والذي بعده بعت كل حاجياتي بابخس الأسعار واردد مع نفسي

_ما زلت جميلة لحد ألان ..مالذي ينقصني يا طليقي الفاشل حتى تتركني هكذا..؟

الساعة تجاوزت الثانية ليلا ومازلت باقية أراقب كل شيء حولي بعين ذات أهمية غارقة في صمت مطبق ورياح هبت ببساطة لتفتح الشباك على مصراعيه لأني تركته أخر مرة كان نصف مفتوح,وهزيع الليل الأخير قد اقترب قدومه وينتظر اقتراب فجر بازغ يغير كل المعاير التي يخطط لها المرء ,حلمت أن يكون القادم للمرة الثانية ممزقا أجنحة ظلام دامس فقد انقطع تيار الكهرباء عنا وفانوس المعلق في الجدار ظل يتراقص ضوئه وكأنه على أنغام سيمفونية رائعة .كنت أتمنى ا ناول صوت اسمعه صبيحة اليوم المنتظر لحبيبي الذي اشتقت إليه كثيرا ,استدرت إلى جهة الحائط مستمعة لأنفاسي المتصاعدة قائلة

_يالله ..ارحمني واغفر خطيئتي واحرس لي ابني وحبيبي الذي لااقدر على فراقه

كنت احلم وأتمنى إن أتخلص من سجني الدائم الذي إنا فيه,وخطى دئؤوبة لنعاس أثقل عيوني فانطبقت جفوني الواحد على الأخر وسرحت في حلم جميل................




قصة قصيرة (ميم3)
إنا مسرة ,سيدة تجاوزت الأربعين ,مطلقة بعد زواج فاشل ,لم ارزق منه بأي طفل والحمد لله ,بقيت وحيدة أعاني من مرارة الأيام وقسوتها والألسن التي لأترحم ,أنها أيام مضت إلا أنها حفرت في راسي ذكريات لايمكن نسيانها أو تجاهلها,فقد أحببت حبي الأول ولم اقدر إن أدافع عنه إما الضغوط التي مورست علي من قبل أهلي الذين أصروا بالإجماع على رفض من أردته إن يكون زوجا لي وكان السبب لأنه تقدم لخطبتي عدة مرات مما أدى إلى زيادة شكوكهم بالأمر متخذين الموقف الصارم والحازم الذي أدى بي إلى زوج أخر ارتمي بين أحضانه جسدا بلا روح ,الحق يقال ظل حبيبي الأول يدافع عن حبه لأخر فرصة أو لحظة إلا انه يئس وكان قراره إن يغادر البلاد لا رجعة إليه هاربا من ماساته وآلامه وإحزانه وعدم قدرته على رؤيتي وانأ زوجة لغيره ,كانت ثمن حريتي من زوجي التاجر الذي فقد صوابه بعد تعرضه إلى خسارة فادحة أدت به إلى خروجه من البيت وعدم العودة إليه لحد ألان ,لقد أخذت مني جلسات ألماكم والمرافعات شوطا طويلا في نهاياته إن احصل على الطلاق ولكن مافائدة ذلك فقد فقدت زوجي وفقدت حبيبي الذي كنت القبة بميم ثلاثة لان اسمه واسم أبيه واسم جده يبدأ بالحرف ميم ,كنت اسأل نفسي لمرات عديدة
_هل من الممكن إن يعود ...لا ادري ..؟
كنت خائفة من حتى الإجابة على سؤالي وخفقات قلبي الأولى قبل عشرين عام خلت مازالت دقاته أحس بها,,جلست صديقتي بثينة توا والتي تعرفت عليها منذ دخولي الجامعة التي إنا إحدى طالباتها في المرحلة الثانية للدراسة المسائية ,نظرت إليها وسألتها
_لماذا تأخرت اليوم ..؟
أجابتني وبعجل
المواصلات والازدحامات ..
بدت لي بثينة من خلال علاقتي بها إنها صادقة وطيبة وبسيطة تحمل جمال وأناقة ولسان حلو وشخصية مقنعة,هي الأخرى لن تتزوج بعد فقد فاتها القطار كما تدعي ,وبقت حبيسة الجدران الأربعة لسنوات قبل تعينها في إحدى دوائر الدولة,إلا أنها أرادت حرية أكثر أقحمت نفسها في تكملة دراستها ليتحسن وضعها المادي ودرجتها الوظيفية ,إلا أنها تحمل خصلة كانت لن تعجبني وهي كثرة اقتنائها الحلي والمجوهرات الذهبية فلأكثر من مناسبة شددت عليها بلاقلال من لبسها قائلة لها
_إن الظروف صعبة واخشي عليك من اللصوص والخاطفين ,كوني حذرة ,,,
ظلت صامتة بعد جلوسها بجواري لم تبوح بكلمة واحدة بل أحسست أنها تبحث عن شيء ,وبلمحة بصر لحركاتها عرفت أنها تبحث عن فارس أحلامها دريد الذي كنت اشك فيه لكثرة تغزله بها ففي عزلتنا عنه احذرها بان تكون إمامه رزينة ذات شخصية قوية وإجابتها لي بظهور ملامح الخجل الظاهر على وجهها مع ضحكات متتالية ..ألان تمعنت في وجهها وجدته متعبا حتى دعاني القول لها
_مابك ..؟ وجهك متعب
لعل اثأر السهر والقلق قد رسم فوق وجهها ما أراه اليوم أو لربما الحزن الجاثم فوق صدرها اوعز لها إن تكون ضعيفة مهزوزة مرهقة متصارعة مع المشاكل المتولدة من عائلة كبيرة في بيت صغير كثرت به زوجات الإخوان ,لذا سمعتها تنطق بصعوبة
_إني حائرة ,,,,
_ولماذا الحيرة ..؟فالحياة واحدة والرب واحد ...
شكرتني على هذه الإجابة وطبعت فوق خدي قبلة سريعة ونهضت قائمة بعد إن وقع نظرها على حبيبها دريد وهو يدخل النادي ,لم اتركها بل بقيت أراقبها من بعيد وأتتبع حركاتها حتى أكون لها الناقد ألاذع لها حينما نختلي لوحدينا ,فذلك لمرات كثيرة ألوم نفسي لعودتي إلى مقاعد الدراسة التي تركتها منذ سنوات طويلة لكني اعتبره المتنفس الوحيد لم ا أعانيه بعد هذه التجارب المريرة .ليس من حقي إن أتجسس على صاحبتي إلا إن خوفي عليها إن لا تقع في الخطاء ففي سنها لايخلو حبها من المناوشات العاطفية ,إن على وجهي أسى غامض وشعور غريب وانأ أعيد حكاية ميم ثلاثة على بالي لمرات عديدة ولا اعرف ما هو السبب..؟لهذا بقيت طوال الوقت جالسة اقلب في دفتر الذكريات معيدا احلي وأجمل الصور التي فيه ومع حبي الذي وقفت عاجزة عن إنقاذه من موته المحتم ,نهضت قائلة لها
_بثينة علينا الذهاب إلى قاعة المحاضرة فأستاذ المادة جديد لم نألفه ...؟
لم تجيبني لذلك عرجت إلى الممر الطويل الذي يقودني إلى القاعة بعد إن يئست من إجابتها لي لأنها كانت مشغولة مع الحبيب ,لكني أحسست بها أنها تهرول ورائي قائلة ومعاتبة إياي
_لماذا هكذا تفعلين بي ,,انتظريني دقائق .أنسيت ما كنت تفعليه مع ميم ثلاثة ...؟
التفت إليها وانأ أعاتبها بنظرات صامته قائلة
_لم تهتمي أبدا لوجودي ولندائي التي لم تسمعيها لانشغالك ...
انتهى المطاف إن تكون جلستنا في المقاعد الخلفية لان كل الطلاب تسارعوا لحجز مقاعد لهم متخوفين من الأستاذ الجديد ,علت الثرثرة وصارت بأوجها إلا أنها خفتت ودب الصمت تدريجيا وعم السكون حتى سمعت بثينة تقول لي
_لقد حظر الأستاذ ..
رفعت راسي صوبه وإذا بقلبي يخفق بشدة وروحي تخرج من جسدي واشعر بدوار براسي ,فنهضت وعدت جالسة بلا شعور وقد تسللت إلى أذهاني بان الذي أراه لم يكن خيالا بل واقع ملموس حتى قلت لصديقتي وانأ ارتعد من الخوف لئلا يصل قراءته لاسمي ماذا سيحدث له ولي ,لذا طلبت المساعدة من صديقتي قائلة
_بثينة..بثينة .قالت بخوف
_ما بك ..؟ ما أصابك..؟
تنهدت قليلا ولم اصدق ما يجري فقد وصل اسمي فنادي به بصوت عالي
_ميسرة محمد مراد
لم انتبه لاسمي ولا لندائه بل رايتاه بقى صامتا للحظة أتفتش عن صاحبة الاسم حتى تقدم إلى اتجاهي وقال ناطقا باسمي بصعوبة
_ميسرة محمد مراد.... يعني ثلاث ميمات
نهضت بخوف وببطيء وأجبت
_نعم حاضرة يا أستاذ...
نظر مقتربا لي أكثر ومحدقا في وجهي وكأنه أعاد نفسه إلى ذكريات أمس البعيد والتي ظلت باقية كلما اشتاق لها وجدها بين عينيه ,ظل ساكتا لا يعرف ما يقول وأراد إن يسمع صوتي ثانية فقال مرددا
_هل أنت مسرة محمد مراد
لم اقل له نعم أو كلا لما أصابني من ذهول وشرود في الفكر دفعني إن أضع راسي بين كلتا يدي وأجهشت ببكاء مكتوم والدموع تجمعت على خدي ,حتى احتضنتني بثينة وقالت لي
_بماذا تشعرين ....؟هل يؤلمك شيء ,,.؟
أجبتها وكأنني لا اشعر بأحد حولي
_يا بثينة ..انه هو ميم ثلاثة الذي أحدثك عنه طوال الوقت ,,انه هو بعينه ..
نظرنا إليه سوية وقد عاد إلى منصة المحاضرات ,سكت برهة وواصل حديثه لنا ليعرفنا بنفسه قائلا
_إنا الدكتور ميمون محمود محمد خريج الجامعة الأمريكية ,غادرت بلادي لظروف قاسية فكافحت وعملت وأكملت الدراسة وحصلت على الدكتوراه وعدت لأخدم بلدي الذي هو جزء مني وانأ جزء منه و.....و..
لم استمع إلى ما تبقى من محاضرته بل رجعت إلى البيت وانأ محمومة ,فلم اكلم صديقتي طوال طريق رجوعي بل بقيت ساكتة من شدة الصدمة التي واجهتني ,ألان إنا في غرفة نومي لا أريد الكلام أبدا ,إني فرحة أم حزينة أم ضائعة أم وجدت ضالتي ,إني أفكر ولا ادري ما افعله فكاد راسي ينفجر ,كنت اضحك في داخلي واذرف الدموع من خارجي ولأول مرة أحس بطعم المرارة وطعم الحلاوة وان يومي مبهم وغدي لا اعرف ما يكون مصيره مع ميم ثلاثة (م3) .....................

كاتب عراقي
(107)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي