أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ابواب مغلقة ... هادي عباس حسين

كلام محير الذي يدخل أذني,وإنا أقف إمام المرأة التي كثيرا ما سمعت عنها,انه عرافة محلتنا أم ستار,في البداية كنت من المعارضين لمن يستمع لها ولكن مرارة الدنيا جعلتني أن أكون معها في ساعة عصبيه من يوم صيفي حار,أحس أن جسدي اشتعل بالنار وان خليطا من الأفكار واستقرت في راسي الذي ما زال مطأطئا أمامها, قالت لي وهي تحرك يديها بصوره عبثية وتتطاير منها صورا خاليه تتحرك في مخيلتها,
_ أنت في فؤادك حبا كبير,وستسافر وتصيبك الشدائد أغمضت عيني وانأ أخاطب نفسي بصوت لم يخرج من فمي
_ أتوجد شدائد أخرى بانتظاري أكثر من الذي رايته في الدنيا,
انتبهت لسؤالها
_ هل برجك الجوزاء ...
أصابتني بدهشة,لما خطت في داخلي الخطوة الأولى وتسللت الى معرفة برجي الذي عذبني هو الأخر لما فيه من أهوال.تابعت في الكلام
_ إمامك درب شائك وطويل,ألا أن نهايته سيسيطر الفرح قلبك المتعب,وستتغير حالتك وتنتابك مراحل نشاط وحيوية,قل معي مرددا أن شاء الله ...
تلعثمت في الاجابه ونطقت بصعوبة
_ أن شاء الله ...
_ نواياك عليك أن تحسنها ولا تكون شكوكا ستتركك زوجتك المنتظرة بسرعة, وصبرك قليل,ستنال في دنياك كل خير قول أن شاء الله.
بقيت ساكنا أدور في حلقة فارغة من الأماني التي ترتسم ألان في مخيلتي وقلت
_ أن شاء الله ...
ضحكتي قد فتحت نوافذه المغلقة وأحس بان شهقا ملاء صدري وداعب نفسي لكنها ختمت أقولها
_ انك تفكر في الحرية في ذنب لا يغتفر كيف عرفت أنني اسعي إلى جسدها الذي طلما أعجبني بمرورها يوميا من أمامي,لم تكن غصن ألبان كما تتصور في
الأذهان,بل بدت امرأة مربوعه مرصوصة ولنفسها صدى يذوب في إذني حنينا وهي تقول لي
_ صباح الخير أبو التوحيد ...
كل شي حولي غارق في عتمة ألا وجهها الدائري الناصع البياض النوراني,لهناتها المسعورة وصوتها المبوح الذي أهلكته درجات سلم البناية الذي يقع دكاني في طابقها الأرضي وشقتها التي تقع في طابقها الثاني,أنها كانت تتكون من ثلاث طوابق فقط,انه واقع مرير وكابوس لا يمكن الإفلات منه,ابقي لحظات أعيش في ارتعاب وارتجاف ولم أرد على تحيتها لأنني تائه بين تنهداتها وأنفاسهاالمتلاهثةوبدهشة نظرت لي بعين ذات أهميه وقالت
_ متى أتخلص من هذا السلالم ؟؟؟
كان فؤادها خائفا من أن لا اطلب منها البقاء وتحمل الصعوبات من اجل حبي الذي تولد دون أن اعلم,نبرات صوتها أخفضتها لكنها أجابت بصوت جاء على غير عادة
_ لا تخف سأظل جوارك ...
ردها كان قد أطفا هذه المشاعر الجياشة والمتاججه,ثبتت برهة قصيرة وتحركت باتجاهها ملصقا جسدي بجسدها أكان قصدا أم عفويه وقلت
_ اثر يدين بطلبك الانتقال إلى مكان أخر ...
_ لن اقدر على فراقك ...
راحت عباءتها الفضاضه وكأنها اخفت قلبي الذي خرج من ضلوعي عنوة ورغما عني,أن قلبي الكبير الحائر الغارق في الأنين الدائم,قصرت المسافات ما بيني وبينها ولم يفصل البوح عما في داخلي ألا دقائق, كاللحظات التي قضيتها في غرفة العرافه ام ستار,التي صدقتها ألان وتيقنت أن كل كلام تقوله نابع عن تنبئها ألخفي,دفنت وجهها بأطراف أصابعها حينما وقف احد الزبائن قائلا لي
_ هل هذا الجبن أصلي
كنت لا أريد أن أجيب عليه نهائيا لكن ماذا افعل له فقلت
_ أن جبننا أصلي وخالص
_ أعطني كيلوا واحد ....
_ هل لديك وليمة إفطار ...
_ نعم ... فضيوفي اليوم كثر ...
الحمد الله,وضعت ما أراده وبمحض إرادتي وراح متأملا قطعة الجبن البيضاء المائلة إلى اللون الأصفر,مازالت عيناها مغطاة بشعرها الطليق الإطراف, زادها بهاء وجمالا,اختلجت شفتاها النديتين وقالت
_ أعطيني إنا قطعة الجبن تلك.
أشارت بيدها واصطدمت بيدي وانأ انشر كل قطائع الجبن أمامها وما حملها أن تؤشر بإصبعها الملفوف بصوره جميلة.سكتت لحظة وقالت
_ أعطني ما أنت تراه جيدا ...
كنت أريد أن تفسح لي مجالا لأطلق رصاصة الحب الذي كشفت هويته تلك العرافة ووصفته بدقة وحسبان لكل تفاصيله التي اختفت بين أضلع صدري ...
أريد أن اجتاز كل الفواصل والحواجز التي بيننا,أنها ساعة الضحى الرائعة والشمس
قد أرسلت خيوطها الذهبية بين أركان دكاني الذي نسيت أن افتح بابه على مصراعيها,أني لأذرف ما تبقى من دموعي لليله أمس في وحدة قاتله,عشتها بأدق تفاصيلها المرة,كيف خرجت ألكلمه من فمي بسرعة وبعجل وكأنها تود أن تريح هذا القلب الذي أضناه العناء والضياع
_ مها ...
لمستني بنظرة سريعة
_ ما بك ...
_ أنا احبك ...
خرجت العبارة من شفتي وكأنها بلبلا أطلق سراحه في الفضاء أو كثقل أزيح من فوق صدري,كنت لا أريد ولا ارتقب الرد أبدا,بل انتظر الجواب لمدة طويلة ...
عيناها تحولت تجاهي وسرت رعشه شديدة في داخلي لئلا أن التقي ردا لم يكن في الحسبان,آو ستكون وغزة مؤلمه ستصيبني بها,أني حزين ألان مشوش داخل روحي,هدوئها المرعب جعلني اترك حركات غير أراديه,شعرت أني في لحظات أاحتضاري الأخيرة,أنها أصبحت مدن شاسعة ما بيني وبينها,وكل الالتفاتات
والضحكات كانت مجرد مجامله وتلطف وتودد,كل أحلامي شيعتها وخطوت معها إلى مثواها الأخير رغم الهدوء والسكون سمعت صدى أنفاسي تخلق ضوضاء وضجيج لا اشعر به ألا وحدي ماذا فعلت بمهى الفتاة البسيطة الحنونة لأدس راسي في التراب عقابا لما قلته وما بحت به,أنا خائف وأبدو كطفل سرق شيئا ما وعرف به الآخرين متذبذب الإحساس,صامت وسالت بلسان لا يعرف حتى كيف يدافع عن ذنبه,حزنها الداخلي غير من شكلها,فصار وجهها أراه شاحبا بائسا سوداويا وقد تغير لون عيناها وبملامح الخيبة التي سيطرت علي حاولت أن أقول شيئا لكنها سبقتني بالقول
_ وانأ ...
شعرت أنني في سرور لا يمكن وصفه أو التحدث عنه,فضحتني عيني بسرعة وصرت أتمتم بكلمات لا اعرف معناها ... أسندت ظهري إلى الحائط وأغمضت عيني وقلت
_ الحمد الله ... إني قلت ما أردته ... وحبي سيبقى لك ...
سالت نفسي مخاطبا أياها
_ من هي ...
أجبت بصوت خافت
_ أنها مها وأم ستار التي فتحت لي أبواب قلبي المغلقة ....

(96)    هل أعجبتك المقالة (94)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي